عرف الدخول المدرسي هذه السنة بورقلة، جملة من المشاكل التي عكست الواقع الصعب لقطاع التربية بالولاية، حيث عرفت عدة مؤسسات، انعداما تاما للتأطير البيداغوجي، فيما اصطدم أولياء التلاميذ، باكتظاظ رهيب في أقسام الكثير من المؤسسات، تزامنا مع معاناة مؤسسات أخرى من غياب الوجبات الساخنة. تحوّل الدخول المدرسي لهذا الموسم، إلى كابوس مريع لدى كثير من أولياء التلاميذ، حيث شهدت الكثير من المؤسسات التربوية، مشاكل بالجملة، إذ عرفت ثانوية بساسي محمد الصغير ببلدية العالية، احتجاجا للأولياء وتوقفا عن الدراسة لأيام، بسبب شغور منصب المدير والناظر وكذا الطاقم الإداري، من المراقب العام ومستشار التوجيه، وانعدام أجهزة المخابر، فضلا عن تضرر أحد جدران الثانوية وتخوف الأولياء من سقوطه، كما شنّ أولياء التلاميذ وقفات احتجاجية، بسبب الاكتظاظ في الأقسام، وضد تحويل مديرة متوسطة أحمد بن هجيرة، إذ انتهت بتوافق بين الأولياء والمدير الجديد. شهد الدخول المدرسي تنظيم عدة وقفات احتجاجية من أولياء التلاميذ في عدة مؤسسات تربوية بالولاية، فضلا عن توقف الدراسة في الكثير منها، حيث احتج أولياء التلاميذ في قرية أم الزبد ببلدية الطيبات، في اليوم الخامس من الدخول المدرسي، إذ طالبوا بإنجاز متوسطة يتمدرس بها أبناؤهم، كما عرفت ابتدائية الصفراني عبد القادر بحي بوزيد، تأخر المقاول في إعادة بناء المراحيض، رغم استلامه إشعارا يأمره ببداية الأشغال، منذ الثلاثي الأول من سنة 2017، حيث يستعمل 500 تلميذ بالمدرسة ثلاثة مراحيض متنقلة فقط. تعتبر ابتدائية 18 فبراير بحي الزياينة، فضاء مفتوحا لجميع المجرمين، الذين يتجولون داخل المؤسسة وبين الأقسام دون رقيب، وذلك بسبب انعدام الأمن بالمنطقة، حيث تعرضت مديرتها إلى التهديد عدة مرات، كما تعرض منزلها المتواجد داخل المؤسسة للسرقة، إذ أضحى هذا التسيب يشكل خطرا حقيقيا على التلاميذ والطاقم التربوي، في حين قاطع أولياء تلاميذ ابتدائية جلولي عبد القادر بحاسي ميلود، مقاعد الدراسة عدة أيام، كما نظموا وقفات احتجاجية أمام المدرسة، ضد المدير المعين منذ 2016 والذي تم تغييره فيما بعد، حيث اتهموه بعدم التنسيق مع البلدية منذ تعيينه، تزامنا مع غياب أي نشاط تربوي أو رياضي بالمؤسسة، ومعاناتها من نقص في القاعات، حيث تحوي 3 قاعات صغيرة فقط، كما يشهد جدارها الخارجي، تدهورا كبيرا مشكلا خطرا على التلاميذ والمارة، كما تعاني المدرسة من اهتراء الساحة وانعدام الماء، في حين يعاني تلاميذ يتامى يسكنون بمنطقة بن عمار النائية، من غياب حافلة تنقلهم للتمدرس. عجزت الكثير من المؤسسات في الأسبوع الأول من الدراسة، عن تقديم الوجبة الساخنة للتلاميذ، فيما قدمت أخرى وجبات باردة، كابتدائية جلولي عبد القادر بحاسي ميلود وشنين قدور ببامنديل، وبعض ابتدائيات بلدية الحجيرة، كما فجرت عاملة بابتدائية روابح بعين البيضاء، فضيحة تقديم الوجبات للتلاميذ باستعمال الدلاء البلاستيكية الضارة، حيث راجت أخبار عن فصلها من عملها، في حين تعرف مدارس قرية قوق ببلدة عمر اكتظاظا رهيبا، كما شهدت متوسطة شبوعات محمد في بور الهيشة عزوفا عن الدراسة بسبب نقص المساعدين التربويين حسب الأولياء، وعرف الدخول المدرسي تأخرا في ابتدائية مفدي زكريا القديمة في حي سكرة، نتيجة انعدام المقاعد في الأقسام في اليوم الثاني من الدخول. مدير التربية أكد في تصريح إلى “الشروق”، جاهزية معظم المؤسسات التربوية للدراسة، في حين أرجع نقص التأطير إلى انعدام المناصب الشاغرة، مضيفا أن مشروع المتوسطة بأم الزبد مبرمج منذ سنة 2016، حيث ينقصه الغلاف المالي، مؤكدا أن ظروف التمدرس حسنة في دائرة البرمة، تزامنا مع سعيه لحل جميع المشاكل العالقة، كما دعا ذات المسؤول جمعيات أولياء التلاميذ بالمؤسسات التربوية، إلى التنسيق مع مديرية التربية ومصالح البلديات لمعالجة النقائص.