نشرت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية، الأربعاء، تقريراً لكون كوغلين، محرر الدفاع، بعنوان “روسيا تحصد ما زرعته في سوريا “. ويقول كوغلين، إنه لا يوجد مثال أفضل على دور روسيا المعقد في الحرب في سوريا من قيام صواريخ مضادة للطائرات روسية الصنع تابعة للجيش السوري بإسقاط طائرة روسية. ويضيف أنه مع اقتراب نهاية الحرب الأهلية السورية من نهايتها بعد سبعة أعوام من القتال المرير، يريد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تصوير نفسه على أنه المنتصر في سوريا. ويتابع الكاتب، أن بوتين لم يكن قانعاً بتحقيق هدفه الأولي وهو إنقاذ “الدكتاتور السوري” بشار الأسد، ولكنه الآن يسعى لأن يملي شروط إنهاء الصراع في البلد الذي مزقته الحرب. ويقول كوغلين، إن بوتين كان القوة الدافعة الرئيسية وراء الاتفاق الذي تم التفاوض فيه مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود. واتفق الزعيمان على تأسيس منطقة منزوعة السلاح بين القوات الحكومية السورية وقوات المعارضة المسلحة السورية في مدينة إدلب شمالي البلاد، مما يسمح بتجنب حمام دم محتمل بينما يحاول النظام وحلفاؤه الروس القضاء على الجيوب المتبقية للمعارضة المسلحة. ويقول كوغلين، إن إسقاط الطائرة الروسية، الذي نجم عنه مقتل 15 شخصاً، مؤشر على صعوبة التمييز بين الأصدقاء والخصوم في الصراع السوري. ويضيف أن مسار بوتين كان دوماً مبنياً على رغبة الكرملين في الحفاظ على الوجود العسكري الذي احتفظت به طوال عقود في سوريا منذ الحرب الباردة. ويقول إنه على النقيض من روسيا، فإن إيران لديها خطة أكثر طموحاً، وتعتقد أنها يجب أن تحصّل مقابل الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها في سوريا مع حليفها حزب الله، على حق بناء شبكة من القواعد العسكرية التي تمكنها من تهديد “إسرائيل”. ويقول كوغلين، إن الكرملين ليس مهتماً بمواجهة “إسرائيل”، بل على النقيض من ذلك يتمتع بوتين بعلاقة ودية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ومنذ تدخلها في الحرب السورية عام 2015، كانت روسيا عادة تغض الطرف عن مثل هذه الهجمات التي يقول مسؤولون إسرائيليون، إن “إسرائيل” شنت منها نحو 200 في العامين الأخيرين في عدة مناطق في سوريا.