يستعد الفلاحون بالطيبات وورقلة لجني محصول التمور تزامنا مع دخول فصل الخريف خاصة بعد موجة الحرارة الكبيرة التي عرفتها المنطقة هذا العام من خلال جني أزيد من 800 ألف نحلة مثمرة من دقلة نور والدقلة البيضاء والغرس ومختلف الأصناف الأخرى. من المنتظر أن تنطلق قريبا بالطيبات وورقلة عموما عملية جني محصول التمور بكل أنواعه خاصة بعد موجة الحر الكبيرة التي عرفتها المنطقة صيف هذا العام ما ساهم وبشكل كبير في النضج المبكر لهذا النوع من الغلة. هذا وتتوقع المصالح الفلاحة بورقلة الوصول إلى قرابة مليون و700 ألف قنطار من مختلف أنواع التمور وخاصة من نوع دقلة نور بعد نجاح مختلف حملات مكافحة الأوبئة وعملية تجديد عديد أشجار النخيل، فحملة جني التمور، والتي عادة ما تتزامن مع فصل الخريف وتبدأ فعليا من الشهر الجاري إلى ديسمبر تعد حدثا في غاية الأهمية في الوسط الفلاحي، ذلك أنها تحوّل المنطقة إلى شبه خلية نحل من خلال كثرة النشاط كتعدد الأسواق ومجيء تجار وسماسرة من مختلف الولايات. ويفتح هذا النوع من الحملات أبواب الشغل أمام الشباب البطال ولو أنه مؤقت، لكنه يبقى مجديا إلى حد ما، فعلى عكس الفترة الصيفية التي تطبعها درجة حرارة شديدة وحالة ركود تعود الحركية والنشاط التجاري إلى المنطقة بحلول الخريف، ذلك أن مرحلة الجني تجعل عددا معتبرا من الفلاحين يقبلون على جمع المحصول، فضلا عن الحركة التجارية، من خلال تدفق التجار بمناسبة هذا الموعد، لتصبح الكثير من بساتين النخيل المنتشرة بإقليم المنطقة تأخذ صبغة ورشات متكاملة، على اعتبار أن مختلف العمليات المتعلقة بمعالجة المنتوج كالجني والجمع والتعبئة تنجز بعين المكان. وتتم عملية الجني بعد التأكد من نضج الغلة، لتبدأ العملية عند فجر كل يوم بفرش محيط النخلة بالبلاستيك أو ما شابه حتى يضمنوا سقوط التمر عليه عند قطع العراجين، ليتسلق بعدها “القطاع” النخلة وغالبا ما يكون من شريحة الشباب، وذلك على اعتبار أن العملية تتطلب مجهودا بدنيا وخفة، بعدها تأتي عملية الفرز، وهنا يأتي دور النسوة شابات وعجائز حيث يسعين على فرز كل عرجون حسب حجمه ومدى نضجه. ويطالب الفلاحون بالطيبات أن تولي الدولة عناية كبيرة واهتماما بالغا لترقية هذا القطاع، لاسيما في شقه المتعلق بآليات تسويقه وتصديره إلى الخارج، بالشكل الذي يسمح للجزائر بجلب العملة الصعبة من هذه الثروة، رغم أن الدولة في السنوات الأخيرة وضعت رهانات كبيرة عليها، لتكون منطلق نهضة فلاحية قوية، قد تصبح مستقبلا بديلا استراتيجيا عن المواد الطاقوية وحينها سيكون لمناطق الواحات وتحديدا ورقلة وتقرت والطيبات مستقبلا زاهرا. تجدر الإشارة إلى أن الفلاحين بالطيبات وورقلة صاروا يبحثون عن تطوير آليات العمل الفلاحي بدل الاعتماد على الطرق البدائية سواء في عملية الجني ومعالجة ومكافحة مختلف الأوبئة التي عادة ما تفتك بالغلة.