شرع منتجو التمور بمعظم المناطق الغابية بولاية بسكرة، في عملية تغليف عراجين التمر بمادة البلاستيك، لحمايتها من خطر التقلبات الجوية، تفاديا لتعرضها للتلف في ظل التساقطات المطرية التي شهدتها عدة مناطق من الولاية، هذه الأيام، بالموازاة مع ارتفاع معدل النضج مقابل وفرة المنتوج من مختلف الأنواع هذا العام مقارنة بالموسم الماضي. من جهة أخرى، كانت الأمطار التي شهدتها المنطقة في الأيام الماضية فأل خير على المنتجين، بعد أن ساهمت بشكل كبير في القضاء على داء بوفروة الذي أثار مخاوف المنتجين في بادئ الأمر، و كان يتهدد المنتوج بتقليص فرص التسويق داخل و خارج الوطن رغم حملة المكافحة الدورية التي دأبت المصالح الفلاحية على القيام بها خلال كل صيف، لحماية النخيل من جميع الأوبئة التي تهدد المنتوج و قد مست العملية خلال، الأسابيع الأخيرة، قرابة 1.5 مليون نخلة. و في سياق متصل، شرع عشرات المنتجين بالجهة الشرقية للولاية، في عملية جني الكميات الناضجة من الأنواع الطرية و في مقدمتها الغرس، بعد ارتفاع نسبة النضج بسبب الحرارة المرتفعة التي عرفتها المنطقة خلال شهر جويلية تحديدا، على أن يكون منتصف الشهر القادم البداية الفعلية لعملية الجني لصنف دقلة نور. و رغم توفر كل المؤشرات الايجابية على نجاح الموسم الفلاحي، إلا أنها لم تزل مخاوف المنتجين بالجهة الغربية للولاية، اعتبارا من تكدس المنتوج المخزن في غرف التبريد و تدنى أسعاره، فضلا عن انخفاض معدل التسويق داخل و خارج الوطن. و في هذا السياق يتوقع القائمون على القطاع، تحقيق إنتاج وفير هذا الموسم مقارنة بالموسم الماضي الذي عرف إنتاج4.6 مليون قنطار من مختلف الأنواع و ذلك نتيجة لدخول الآلاف من أشجار النخيل التي غرست في السنوات الأخيرة مرحلة الإنتاج الفعلي، في ظل الإمكانيات الكبيرة التي وفرتها الدولة للتكفل بزيادة إنتاج هذه الشعبة الفلاحية التي تحظى باهتمام خاص بالولاية، حيث أصبحت رائدة وطنيا في مجال الإنتاج. و بلغت النسبة 40 في المائة من مجموع المحصول الوطني، خاصة صنف دقلة نور ذات الجودة الرفيعة و التي أصبحت تلقى رواجا كبيرا في الأسواق العالمية بعد وسمها بدقلة نور طولقة و هو ما يعكس المجهودات المبذولة من قبل الدولة للرقي بالقطاع كبديل اقتصادي، إضافة إلى العمل الجاد الذي تقوم به مختلف الهيئات. و رغم أن شعبة التمور في تحسن من سنة لأخرى بفعل توسع رقعة المساحة المزروعة بمبادرة من الفلاحين الذين عملوا بالنصائح المقدمة لهم من قبل تقنيين في المجال في سبيل تطوير الشعبة، إلا أن مختصين في المجال الزراعي أكدوا على أن النسبة المشار إليها كان يمكن تجاوزها بكثير إذا حلت بعض المعوقات التي يطرحها المنتجون و في مقدمتها غياب المكننة التي تسمح بتحقيق أكبر قدر من الإنتاج، بحيث لا يزال الكثير منهم يستخدمون الطرق التقليدية التي تعتمد علي تسلق النخيل في عمليات الجني و غيرها و التي أثبتت مع مرور الوقت عدم فعاليتها. زيادة على ارتفاع تكاليف اليد العاملة التي ضاعفت مع مرور الوقت من متاعب المنتجين، في ظل ما يطرحونه من مشاكل أرقت يومياتهم و حالت دون تحقيق طموحاتهم في المجال الزراعي، على غرار فلاحي بقية الشعب و على رأسها نقص الربط بالكهرباء الفلاحية و انعدام المسالك وسط غابات النخيل، خاصة بالجهة الشرقية التي يطرح منتجوها مشكل غياب سوق للجملة، ما يدفعهم للتنقل يوميا لسوق بلدية الحاجب لتسويق مختلف أنواع التمور، في ظل النقص الفادح في غرف التبريد و وحدات تعليب و تكييف التمور. يذكر أن ولاية بسكرة تحصي أكثر من 4.5مليون نخلة، منها قرابة 2.9 مليون نخلة من صنف دقلة نور لوحدها وهي متمركزة أغلبها بالجهة الغربية للولاية خاصة بمناطق طولقة، لغروس، فوغالة برج بن عزوز ،بوشقرون وغيرهم، زيادة على منطقة سيدي عقبة بالجهة الشرقية التي يعاني منتجوها من ندرة غير مسبوقة في مياه السقي، كانت سببا في تراجع كمية و نوعية الإنتاج، زيادة على هلاك آلاف النخيل، ما دفع أصحابها لدق ناقوس الخطر و توجيه نداء استغاثة لجميع الجهات من أجل التدخل العاجل و إنقاذ قرابة 400 ألف نخلة معرضة جميعها للهلاك. ع/بوسنة