ضيق شديد، مساكن هشة، انعدام الأمن وانتظار لأمل لم يظهر في الأفق، تلك هي يوميات ما تبقى من سكان حي ديار الشمس بالمدنية في العاصمة، بعد سنتين ونصف من بداية عملية الترحيل، السكان في هذا الحي يترقبون باهتمام منقطع النظير أي معلومة من قصاصات الجرائد أو تصريحات أي مسؤول هنا وهناك تطفئ نارهم وتروي ظمأهم لعملية ترحيل وشيكة تنهي ما يعانونه من مأساة، زاد من شدتها تلكؤ المسؤولين في الكشف عن أي خبر حول تاريخ ومكان "الرحلة". لم تكتمل فرحة سكان حي ديار الشمس بعملية الترحيل التي بدأت منذ سنتين ونصف ولم تنته لحد الساعة، حيث تعيش أزيد من 350 عائلة في ظروف مأسوية جمعت بين الضيق الشديد وغياب الأمن واليأس الذي دفع بالسكان إلى الشروع في موجة من الاحتجاجات وغلق الطريق التي كانت سببا في ترحيل الجزء الأول من سكان ديار شمس في أكتوبر 2009 حيث خرج السكان عن بكرة أبيهم وأغلقوا الطريق بسبب التراكمات السلبية لسنوات طويلة من التهميش ولا مبالاة المسؤولين وانعدام كل فرص الخروج من أزمة السكن الحادة، حينها بادرت السلطات إلى إدراج حي ديار الشمس ضمن مخطط الترحيل الذي مس في عمليته الأولى خمس عمارات وكانت الوجهة إلى حي "جنان سفاري" ببلدية بئر خادم، تبعتها العملية الثانية بتاريخ 26 / 12 / 2010 إلى حي "السبالة" ببلدية درارية والتي مست ثلاث عمارات كبيرة، وبعد سنة بتاريخ 14 / 09 / 2011 استفاد الحي من عملية الترحيل الثالثة التي مست خمس عمارات لبلدية بئر توتة، ليكون مجموع العمارات المرحلة 13 عمارة استفادت من عملية إعادة الإسكان في مساكن لائقة، وهي اليوم في ظروف مريحة وودعت يوميات الشقاء والمعاناة، في حين لا زالت أزيد من 350 عائلة تقطن أربع عمارات تعاني الويلات بعد 10 أشهر من آخر عملية ترحيل، مع العلم أن هناك من العائلات من لم تغادر سكناتها بسبب وجود طعون تنتظر على مستوى المصالح المختصة. معاناة تتمدد وأمل يتبدد .. أو عندما ينفذ الصبر يوميات الشقاء والمعاناة التي غادرها أغلب سكان حي ديار الشمس وهم لها مستحقون، لا زال يعانيها سكان أربع عمارات بدرجة أكثر حدة نتيجة غياب الأمن وانتشار قطاع الطرق واللصوص في حي كبير يحتوي على عمارات وشوارع خالية يتخذها المنحرفون أوكارا لاحتراف الجريمة، ومما زاد من احتقان وتوتر السكان هو شح المعلمات رغم اللقاءات المتكررة مع الوالي المنتدب لدائرة سيدي محمد، إلا أن نفس العبارة التي ألفها مندوب العمارات هي "سوف ترحلون قريبا". وللخروج من هذه المأساة، يطالب سكان حي ديار الشمس بتدخل شخصي لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة للخروج من النفق المظلم الذي يعايشونه، وللاستفادة من السكنات اللائقة التي يحلم بها السكان في كل ليلة على أمل سماع أخبار جديدة كل صباح عن أي عملية ترحيل تكون بمثابة الفرج الذي ينتظره السكان على أحر من الجمر، خاصة أن العمارات التي يقطنها السكان والمبنية في الحقبة الاستعمارية باتت تتساقط على رؤوسهم، إضافة إلى الحرائق التي تشتعل في كل أجزاء العمارات والتي شكلت ذعرا كبيرا للسكان، الذين ينتظرون تدخل الرئيس بعدما صام جميع المسؤولين عن الإدلاء بمعلومات مؤكدة عن الترحيل.