أكدت، مصادر عليمة للشروق، أن خفر السواحل بوهران، قد أجلت، الثلاثاء، باستعمال حوامة الجيش، مجموعة حراقة جرى إنقاذهم، فيما انتشلت جثتي اثنين منهم قضيا غرقا في عرض البحر، فيما لايزال البعض مفقودا، وهذا خلال محاولة للهجرة غير الشرعية نحو أوروبا بقارب الموت انطلاقا من شاطئ سان روك. انقلب، صباح الثلاثاء، زورق مطاطي كان على متنه 16 شخصا من بينهم شقيقتان، حيث تلقت مصالح خفر السواحل بالواجهة الغربية إخطارا بغرق القارب قبالة سواحل دائرة عين الترك، لتتدخّل لمباشرة عمليات البحث والإنقاذ بتجنيد عدد معتبر من الأعوان في الساعات الأولى من الصبيحة، مستعملة مختلف الوسائل من بينها مروحية، وتواصلت العملية عدّة ساعات.. وتفيد المعلومات الأولية أن الحراقين المتوفيين هما فتاة تدعى "ح.م" تبلغ من العمر 17 سنة تنحدر من ولاية الشلف، تم انتشالها من وسط البحر من طرف خفر السواحل، التي تم نقلها على متن حوامة الجيش نحو مستشفى ايسطو بوهران على الساعة السابعة والنصف صباحا، قبل نقل جثمانها إلى مصلحة حفظ الجثث. وذلك، إلى جانب تسجيل هلاك شابّ يبلغ من العمر 27 سنة، الذي ينحدر هو الآخر من ولاية الشلف. فيما، أن باقي الحراقة، بعد إنقاذهم من الموت تم نقلهم إلى مستشفى عين الترك بوهران، من أجل تلقي الإسعافات اللازمة، مع العلم أن هناك حراقة في حالة حرجة وآخرين مازالوا مفقودين. وأفادت مصادر "الشروق"، أن رحلة الموت شارك بها قرابة 16 شخصا بينهم فتاة قاصر، ولا يتعدى معدل أعمارهم الثلاثين سنة، تنقلوا بقارب الموت انطلاقا من شاطئ سان روك نحو عرض البحر وقت المغرب من يوم الاثنين المنقضي، ليكون مآل الهجرة الفشل، عقب تعرضهم لعوائق حالت دون ذلك، كلفت بعضهم الوفاة، والبعض مفقود، والباقي في حالة حرجة بالمستشفى. وحسب ذات المصادر فإنّ "الحراقة" ينحدرون من وهرانوالشلف، وقد أقلعوا ليلا من شاطئ رأس فلكون، مستغلّين الاستقرار المؤقّت لحالة البحر، في محاولة لبلوغ الضفة الأخرى ودخول الأراضي الاسبانية، إلاّ أنّ رحلتهم لم تدم طويلا بسبب الأمواج التي واجهتهم في عرض البحر والتي كانت سببا في انقلاب القارب الذي كانوا على متنه، وكاد هؤلاء أن يلقوا مصرعهم جميعا لولا الاستعجال بعمليات البحث والإنقاذ. ويشار إلى أنّ هذه المحاولة تأتي في فترة تعرف تطورات مثيرة لظاهرة الهجرة السرية خصوصا بعد وفاة المدعو "محمد بودربالة" في سجن أرشيديونا في ظروف غامضة، وترحيل أغلبية "الحراقة" الذين بلغوا السواحل الاسبانية في شهر نوفمبر، إضافة إلى لفظ البحر لجثث عدّة مفقودين بمستغانم وعين تموشنت وسكيكدة، موازاة مع حملات تحسيسية واسعة لخطورة الإبحار السرّي وردود الأفعال من قبل السلطات الإسبانية حول الهجرة السرّية، ومع ذلك فإنّ رحلات الموت لا تزال تنظّم من شواطئ ولايات الغرب محفوفة بمخاطر معتبرة على رأسها الموت غرقا.