مع اقتراب أغلب الأندية الأوروبية من موعد استئناف تحضيراتها قبل انطلاق الدوريات المحلية، ارتأينا أن نخصّص لكم في عدد اليوم من "الشباك" فقرة تُلخّص كل فترات الموسم المنقضي التي قضاها لاعبونا المحترفون في القارة العجوز بإيجابياتها وسلبياتها، إضافة إلى لمحة بسيطة عن مستقبل المعنيين بالأمر خاصة، وأنّ الميركاتو الصيفي قد انطلاق منذ أيام قليلة مضت، والبداية ستكون من نجم المنتخب الوطني الجزائري ونادي فالنسيا الإسباني سفيان فيغولي، الذي عاش موسما أقلّ ما يمكن أن يوصف به هو أنّه غريب، باعتباره يعد بالكثير في بدايته، قبل أن ينتهي بطريقة كارثية وعلاقة متوتّرة بين سفيان وجماهير وإدارة "الخفافيش". مكانة أساسية لا نقاش فيها من البداية بداية الموسم كانت مميّزة جدا بالنسبة لسفيان فيغولي، حيث أنّ الدولي الجزائري استغل فترة التحضيرات من أجل تثبيت مكانته بشكل مبكّر في تشكيلة فالنسيا، حيث ظهر أنّ نجم "الخضر"، أراد المواصلة على نفس سيناريو 2011- 2012، عندما فاجأ الجميع بفرض نفسه مع المدرّب السابق أوناي إيميري، الذي جعل من سفيان لاعبا متألّقا بعد عودته من فترة إعارة فاشلة من ألميريا. فيغولي نجح في فرض نفسه مع الطاقم الفني الجديد بقيادة المدافع الأرجنتيني السابق ماوريتسيو بيليغرينو، الذي اقتنع سريعا بقدرات خريج مدرسة غرونوبل الفرنسية.
تألّق في أوّل خرجة على أرضية "البيرنابيو" لم ينتظر فيغولي طويلا للدخول في صلب الموضوع، حيث أنّ سفيان تمكّن من التألّق في أوّل خرجة من "الليغا"، والتي قادت فريقه فالنسيا إلى العاصمة الإسبانية مدريد لمواجهة رمزها الريال على أرضية "سانتياغو بيرنابيو"، حيث قاد الدولي الجزائري رفاقه لإحراج تشكيلة "الميرينغي"، التي كانت تحت إشراف البرتغالي جوزي مورينيو، فرغم أنّ أصحاب الأرض افتتحوا باب التسجيل مبكّرا بهدف من النجم الأرجنتيني غونزالو هييغواين، إلاّ أنّ "الخفافيش" عدّلوا النتيجة بفضل البرازيلي جوناس الذي استغل هجمة منسّقة من فيغولي، ليهزّ بها شباك الحارس إيكر كاسياس، ويقوم المدرّب بيليغرينو بعدها بتعويض سفيان في الدقائق العشر الأخيرة بعد المجهودات الجبّارة التي بذلها هذا الأخير على الرواق من الناحيتين الدفاعية والهجومية لإعاقة فابيو كوينتراو.
سجّل ثلاثة أهداف في سبتمبر وأهدى فالنسيا أوّل انتصار بعد البداية القوية ضدّ العملاق ريال مدريد والعودة من "البيرنابيو" بنقطة التعادل الإيجابي، واصل سفيان فيغولي تقديم العروض القوية فيما تلى من مباريات، حيث كان شهر سبتمبر الماضي شهر تألّق بكل ما تحمله الكلمة من معنى بالنسبة للدولي الجزائري، حيث تمكّن هذا الأخير من توقيع أوّل أهدافه في "الليغا" الإسبانية ضدّ ديبورتيفو لاكورنيا في لقاء مثير، وكان هذا في الجولة الثانية، واستمر فيغولي على هذا النحو وأضاف ثاني أهدافه في الجولة الرابعة ضد سيلتا فيغو، والذي أهدى به ناديه فالنسيا أوّل انتصار له في الموسم، وبما أن فيغولي كان يسير على السحاب فقد تمكن من تسجيل ثالث أهدافه في آخر يوم من سبتمبر القادم عند مواجهة ساراغوسا.
بيليغرينو اعتبره أحسن لاعب في "الخفافيش" بالنظر إلى الأداء القوي الذي قدّمه الدولي الجزائري في الأشهر الأولى من "الليغا" الإسبانية، وقيادته لفالنسيا لتحقيق انتصارات مهمّة، فإنّ مدرّب "الخفافيش" السيد ماوريتسيو بيليغرينو لم يتوقّف عن مدح صاحب الثلاثة وعشرين سنة، حيث صرّح لجريدة "الماركا" في تلك الفترة "سفيان فيغولي من أحسن اللاعبين في فالنسيا رفقة القائد سولدادو، أعتقد أنّ مكانته غير قابلة للنقاش" وذلك في ردّه على بعض الأصوات التي كانت تُطالب بمنح الفرصة للاعبين مثل سيرجيو كاناليس، خوان بيرنات وجوناثان فييرا، إلاّ أنّ التقني الأرجنتيني بقي متشبثا بقراراته بالاعتماد على فيغولي في التشكيلة الأساسية لفالنسيا .
انفجر في رابطة الأبطال الأوروبية وأصبح معشوق "الميستايا" مع حلول شهر أكتوبر، دخل نادي فالنسيا في المنافسة التي كان الجميع ينتظرها، ألا وهي رابطة الأبطال الأوروبية، والتي عرفت انفجار سفيان فيغولي الذي سار على نفس النهج الذي كان عليه في "الليغا" الإسبانية، حيث كان الدولي من العناصر المميّزة في التشامبينزليغ، ورغم أنّ البداية كانت صعبة نوعا ما، بهزيمة أمام البطل المستقبلي بايرن ميونيخ بهدفين مقابل واحد على أرضية "الأليانس أرينا"، إلاّ أنّ زملاء فيغولي سجّلوا عودة قوية بفوز بثنائية ضد ليل الفرنسي، في لقاء عرف تقديم الدولي الجزائري لتمريرة حاسمة سجّل منها البرازيلي جوناس أحد أهداف اللقاء، وواصل فيغولي العروض القوية عندما وقّع ثنائية ضد باتي بوريسوف في مواجهة عرفت انتصار "الخفافيش" برباعية كاملة.
هدفه رائع ضدّ العملاق بايرن ميونيخ صنع به الحدث إن كان فيغولي قد أثار الإعجاب بعد ثنائيته ضد باتي بوريسوف وتمريرته الحاسمة ضد ليل، إلاّ أنّ القادم كان أفضل بالنسبة لسفيان، فبتاريخ العشرين من نوفمبر 2012، استقبل ملعب "ميستايا" مواجهة القمّة بين فالنسيا وبايرن ميونيخ على صدارة المجموعة، هذا اللقاء عرف تقديم فيغولي لأفضل مباراة له طيلة الموسم المنقضي، حيث أنّ الدولي الجزائري تمكّن من تسجيل هدف رائع، عندما تلاعب بثلاثة مدافعين من العملاق البافاري مسقطا بادشتوبر، لتلمس تسديدته اليسارية قدم أحد لاعبي البايرن قبل أن يلج شباك الحارس مانويل نوير، وهو ما جعل اسم فيغولي يصنع الحدث على الساحة الأوروبية باعتبار أنّ سفيان حقّق نفس إنجاز أسطورة كرة القدم الجزائرية رابح ماجر، الذي هزّ شباك البايرن بلقطة العقب الذهبي التي دخلت التاريخ منذ سنوات خلت.
نوفمبر شهر التمريرات الحاسمة إن كان شهر نوفمبر قد عرف وصول سفيان فيغولي لمرمى البطل المستقبلي لرابطة الأبطال الأوروبية بايرن ميونيخ، فإنّ نوفمبر كان أيضا بمثابة شهر التمريرات الحاسمة للدولي الجزائري في "الليغا" الإسبانية، حيث قاد سفيان فالنسيا لتحقيق سلسلة من النتائج الإيجابية بثلاثة انتصارات خلال أربعة جولات على حساب كل من أتليتيك بيلباو، أتليتيكو مدريد وإسبانيول برشلونة، في مباريات عرفت تقديم فيغولي للعديد من التمريرات الحاسمة حولها كل من روبيرتو سولدادو، جوناس وفالديس إلى أهداف، وهو ما يؤكّد المستوى الكبير الذي كان يتواجد عليه خريج مدرسة غرونوبل في الأشهر الأخيرة من السنة الماضية 2012.
ديسمبر "فيغولي يحلم بباريس سان جيرمان" في الشهر الأخير من السنة الماضية، تعرّف سفيان فيغولي وناديه فالنسيا على منافسهما في الدور القادم من رابطة الأبطال الأوروبية، والذي لم يكن سوى باريس سان جيرمان الفرنسي، الذي يُعتبر النادي الذي يناصره الدولي الجزائري منذ نعومة أظافره، باعتباره من مواليد عاصمة "الجن و الملائكة"، حيث صرّح فيغولي حينها لجريدة "ليكيب" قائلا "باريس سان جيرمان يعتبر بمثابة الحلم بالنسبة لي، أتمنى أن يأتي يوم وأتقمّص فيه ألوان هذا الفريق الكبير، لأنّي متعلّق به وأناصره منذ الطفولة" وتزامنت تلك الفترة مع أنباء قائلة في رغبة مسيري "البي أس جي" في اشتراء عقد فيغولي من فالنسيا لرغبة القطريين في إضفاء صبغة عربية على تشكيلة المدرّب كارلو أنتشيلوتي.
خيبة كبيرة بعد الإقصاء أمام نجوم "البي أس جي" رغم الطموح الكبير الذي أظهره سفيان فيغولي وزملاؤه في فالنسيا، إلاّ أنّ لاعبي "الخفافيش" لم يتمكّنوا من الصمود أمام أرمادة النجوم الباريسية، التي تمكّنت من تحقيق انتصار سهل ذهابا في "ميستايا" بثنائية الأرجنتينيين إيزكيال لافيتزي وخافيير باستوري، قبل أن يُسير زملاء القائد تياغو سيلفا لقاء العودة، ويكتفوا بالتعادل هدف في كل شبكة، وهو ما رسم توديع فيغولي لمنافسة رابطة الأبطال الأوروبية بداية من الدور الثمن نهائي.
جانفي "سفيان يمدّد عقده ويُضاعف راتبه السنوي" بالنظر إلى الشطر الأوّل من الموسم الرائع الذي قدّمه، فإنّ سفيان فيغولي بدأ يصنع الحدث على الساحة بانتشار اسمه على طاولة العديد من الأندية الأوروبية التي كانت تريد خطف خدماته مُبكرا، وهو الأمر الذي دفع إدارة نادي فالنسيا إلى القيام بمفاوضات ماراطونية مع وكيل أعمال الدولي الجزائري، انتهى بتوصل جميع الأطراف إلى اتفاق نهائي يقضي بتمديد سفيان لعقده مع "الخفافيش" إلى غاية جوان 2016، مع مُضاعفة راتبه السنوي ليصبح أكثر اللاعبين دخلا في فالنسيا رفقة روبيرتو سولدادو.
مشاركته في "الكان" وسحب رخصة سياقته كانا بداية الانهيار إن كانت نهاية سنة 2012 رائعة بالنسبة لفيغولي، فإنّ بداية السنة الجديدة 2013 لم تكن مثل سابقتها بالنسبة للدولي الجزائري، حيث أنّ مشاركة سفيان مع المنتخب الوطني في كأس أمم إفريقيا كانت سلبية على طول الخط، بدليل خروج أشبال وحيد حليلوزيتش من المنافسة بداية من دورها الأوّل دون تحقيق أدنى فوز يذكر، مع تقديم فيغولي لمستوى متوسّط خلال هذه "الكان" ولم تنتهي مشاكل الجزائري بعد خرجته في القارة السمراء، باعتباره وجد المشاكل في انتظار بعد عودته لإسبانيا ومتابعته قضائيا بسبب قيادته دون رخصة سياقة، ليكون هذا بداية الانهيار لصاحب الثلاثة وعشرين سنة.
تراجع رهيب و مشاكل بالجملة مع مدربه الجديد وبعد " الكان " تراجع مستوى سفيان فيغولي كثيرا خلال الأربعة أشهر الأخيرة من الليغا، حيث و رغم أن الدولي الجزائري حافظ على مكانته الأساسية مع المدرب أرنيستو فالفيردي إلا أن ذلك لم يدم طويلا بإعتبار أن التقني الإسباني قام بإبعاد سفيان من خططه التكتيكية بسبب عدم تمكن هذا الأخير من تقديم الإضافة اللازمة لفالانسيا و هو ما تجلى في تضييع " الخفافيش " للمركز الرابع المؤهل لرابطة الأبطال الأوروبية لصالح ريال سوسيداد .
حصيلته 6 أهداف + 8 تمريرات حاسمة و 2106 دقيقة في المجموع و في الأخير فإن حصيلة سفيان فيغولي الموسم المنصرم كانت مقبولة على العموم بتوقيعه لستة أهداف في المجموع ثلاثة منها في الليغا الإسبانية و الثلاثة الباقية في رابطة الأبطال الأوروبية، إضافة الى ستة تمريرات حاسمة في الدوري و إثنتين في التشامبينس ليغ، و جمع الدولي الجزائري 2106 دقيقة لعب في المجموع سبعة و عشرين مبارة كاملة في الليغا إضافة الى ثمانية لقاءات في رابطة الأبطال معظمها كأساسي .
يأمل في إستعادة بريقة في الكالتشيو أو البريمير ليغ و بالنظر الى ما سلف ذكره فإن الدولي الجزائري سفيان فيغولي يأمل في إستعادة بريقه سريعا و لكن في ناد جديد بإعتباره غير متحمس لمواصلة مغامرته مع فالانسيا بالنظر الى المشاكل الكثيرة التي واجهته في الأشهر الأخيرة من الموسم، و هو ما جعله يُفكر بشكل جدي في تغيير الأجواء نحو الكالتشيو الإيطالي أو البريمير ليغ الإنجليزية بإعبتاره يملك إهتمامات كثيرة في هذين البلدين .