مباراتا الخضر أمام بينين، بقدر ما زرعت الشك في قلوب أنصار المنتخب الوطني، بفعل العرض الهزيل جدا في المباراتين أمام منتخب ضعيف ينتمي إلى بلد فقير لا يقدر في العادة على رفع رأسه كرويا أمام المنتخبات المتوسطة، فما بالك أمام نيجيريا وأخواتها، بقدر ما أعادت النجم رياض محرز إلى الأضواء ولكن في الاتجاه السلبي، حيث صارت المباريات تتوالى بحضور رياض محرز وتتشابه، حتى إنك في بعض الأحيان تحسّ وكأن المنتخب الوطني يلعب بعشرة لاعبين فقط، وبالرغم من أن رياض محرز يلعب مع الخضر منذ ربيع 2014 من زمن خاليلوزيتش مرورا بغوركوف ورافيتس وليكينس وألكاراز وماجر ووصولا إلى زمن جمال بلماضي، إلا أن رياض لم يبرز أبدا ولم يترك لمسته إلى حد الآن، إلى درجة أن المباراة الوحيدة التي لعبها رياض محرز في مونديال البرازيل وكانت أمام بلجيكا خسرها بهدفين مقابل واحد، وبقية المباريات التي غاب عنها، تألق فيها رفقاء فيغولي. صحيح أن رياض محرز هذا الموسم مطالب بربح معركة المناصب الأساسية في تشكيلة غواديولا، وهو يعاني من المنافسة الشرسة، وقدومه إلى الخضر بعد مباراة مؤلمة لعبها مع ماشستر سيتي أمام ليفربول عندما راهن عليه غواديولا ومنحه الفرصة كاملة، ولكنه أخفق في التألق وأكثر من ذلك أضاع ضربة جزاء حرمت ناديه من الانفراد بفارق نقطتين في مقدمة ترتيب الدوري، ولكن هذا لا يكفي لأن يأفل نجم لاعب كان من المفروض أن يقدم أحسن عروضه مع اللاعبين الأفارقة المشتهرين بالاندفاع البدني وعجزهم أمام أصحاب الفنيات. الجزائريون يقارنون دائما بين نجم مانشستر سيتي ونجم ليفربول محمد صلاح الذي يبلي البلاء الحسن مع منتخب بلاده، حيث سجل في مباراة سوازيلاتد من تنفيذ ركنية مباشرة، وأصيب من أجل فوز منتخب بلاده، بينما مازال الجزائريون يشجعون رياض محرز ويتابعون تألقه في الأراضي البريطانية ويحلمون بقيادته للخضر إلى النتائج الباهرة، وهو الذي لم يشارك أبدا في تأهيل الخضر لكأس العالم، حيث استدعاه خاليلوزيتش بعد أن تأهل المنتخب الجزائري لمونديال البرازيل، وعندما راهن عليه المدربون على تأهيل الخضر لمونديال روسيا 2018 عجز عن مساعدة الخضر فكان الغياب المرّ عن أكبر حدث كروي في العالم. قدم محرز لمباراتي بينين وفي قدميه 321 دقيقة لعبها في الدوري الإنجليزي إضافة إلى بضع دقائق في رابطة أبطال أوروبا مع ناديه مانشستر سيتي، وله هدفان في الدوري المحلي وهدف آخر في كأس الرابطة المحلية، وبدا محرز هذا العام حازما في لعبه لا يريد تضييع الكرات ولا يتفنن كثيرا إدراكا منه بأن إرضاء مدرب بحجم غواديولا غاية صعبة المنال، وظن كثيرون أنه سيكون حازما أيضا مع الخضر، وما قام به المدرب جمال بلماضي في مقابلة البينين يحسب له عندما منح شارة القيادة لرياض محرز، من أجل رفع معنوياته لكن رياض تاه في اللقاء الأول ولم يقدم في اللقاء الثاني 10 بالمئة مما قدمه الصغير آدم وناس الذي لعب ربع ساعة فقط. وضع صار يقلق أنصار الخضر لأن رياض محرز سيطرق في فيفري القادم سن ال 28 ومازالت لمسته لم يستشعرها الجزائريون بعد أن توجوه ملكا وناصروه أينما حل. وسيبقون ينتظرون عودة محرز الذي عرفوه في موسم 2015 _ 2016 الذي قاد فيه رياض، فريقه المغمور ليستر إلى التتويج بلقب الدوري الإنجليزي، ونال لقب أحسن لاعب في الدوري في وجود كبار العالم، وسجل حينها 17 هدفا وساهم بعشر تمريرات حاسمة في بروز جيمي فاردي ورفاقه، وتزامن ذلك مع عهد كريستيان غوركوف، حيث لعب بعض المباريات الطيبة وسجل أهدافا جميلة خاصة في سباعيات تانزانيا وإثيوبيا، قبل أن ينام رياض محرز وصارت بعض الألسن تطالب بعدم توجيه الدعوة إليه في وجود غزال وخاصة آدم وناس. ب. ع