كل الكلام الذي يتفضل به المدرب الوطني الجديد جمال بلماضي، سواء في حوارات خاصة أو من خلال الندوات الصحفية، لا يعني إطلاقا الحقيقة الميدانية التي سيجد بلماضي نفسه مجبر على السير على نهجها، لأن الجمهور الذي مازالت حلاوة التأهل للدور الثمن النهائي من كأس العالم بالبرازيل على لسانه لا يمكنه أن يقبل بمهازل على شاكلة ما حدث مع رابح ماجر، عندما صار ظهور الخضر في أي مقابلة في عهده، سواء مع منتخبات ضعيفة أو قوية يعني الخسارة والوجه الشاحب، لأجل ذلك سيوظف جمال بلماضي كل الأوراق الرابحة من لاعبين مقتدرين يجعلون إطلالته مع الخضر مثالية، تسير به نحو حلم حياته القريب المدى وهو المشاركة في المونديال القطري كمدرب لمنتخب الجزائر ومحاولة انتزاع لقب كأس أمم إفريقيا. اللاعب الذي سيكون الأقرب لأن يكون مستقبل الهجوم الجزائري، والخطر المحدق على إسلام سليماني المتنقل للدوري التركي، هو نجم الدوري القطري بغداد بونجاح، الذي يعرفه جمال جيدا وبرهن في الفترة الأخيرة على أنه ظاهرة في الدوري القطري أي في البلاد التي ستحتضن كأس العالم في النسخة القادمة والبلد الذي بدأ منه جمال بلماضي التدريب وحقق نفسه ووصل عبره إلى المنتخب الجزائري ووصل عبره أيضا مساعده مجيد بوقرة إلى الطاقم الفني للمنتخب الجزائري وحطم فيه بغداد بونجاح أرقاما قياسية منها سباعيه في مرمى نادي العربي. جمال بلماضي لا يمكنه تجاهل أو تهميش بغداد بونجاح، لأن ذلك سيعني بأن الدوري القطري الذي يحتوي مسيرة بلماضي التدريبية ضعيف جدا. بلماضي لعب في فرنسا مع مارسيليا وفي إسبانيا مع سيلتا فيغو وفي إنجلترا مع مانشستر سيتي، وهو مطالب باحترام البلدان الأوروبية التي نشط فيها، ودعوته ليوسف عطال وبن سبعيني ومهدي زفان إضافة إلى عيسى ماندي وغولام إضافة إلى الوافد الجديد على سبارتاك موسكو الشاب سامويل جيغوت لأجل تشكيل الدفاع الجزائري هو الأقرب بالنسبة لمدرب، يميل لعبه إلى الطريقة الإيطالية التي تؤمّن الدفاع وتحاول الإجهاز على المنافسين باستغلال أنصاف الفرص. في خط الوسط، أمام بلماضي خيارات قليلة، وهو مجبر على دعوة نبيل بن طالب واسترجاع سفير تايدر، والاعتماد على خبرة فيغولي وتحويل ياسين براهيمي لخط الوسط، وبعث الروح في رياض بودبوز وعدلان قديورة، وتنويع الهجوم ما بين خبرة سليماني وسوداني ومحرز وطموح آدم وناس ورشيد غزال وبن ناصر وبغداد بونجاح. السؤال المطروح حاليا هو هل يولي المدرب جمال بلماضي وجهه شطر الدوري الجزائري؟ وهل يتذكر عبد المؤمن جابو الذي سبق وأن ذكره بخير؟ وهل يواصل تجريب الحراس الشباب ودعوة فوزي شاوشي الذي قال عنه مرة رابح ماجر بأنه أحسن حارس في العالم؟ جمال بلماضي لا يهمّه إطلاقا تشجيع المحليين، والموازنة بين المحلي والمحترف، وحكاية فتح الباب للجميع، فهو شاب في الثانية والأربعين من العمر، وقد يكون مروره عبر الخضر هو بطاقة نحو العالمية وذلك لن يتأتى إلا بالفوز بالطريقة وبالنتيجة في كل المباريات.