الوزن الزائد قد لا يصبح كابوسا بعد اليوم، وفقدان الوزن والتخلص من السمنة ليس خيالا، فقد تم فتح العشرات من المراكز المتخصصة لعلاج السمنة في الجزائر دون جراحة من طرف أطباء مختصين درسوا في أوروبا وأمريكا ودول جنوب شرق آسيا باستعمال آخر التقنيات والتطورات العلمية لإزالة الشحوم ومعالجة ترهلات الجلد الناتجة عن فقدان الوزن نتيجة العلاج. لكن الكثير من الجزائريين الذين يعانون مشاكل زيادة الوزن يجهلون العلاج الطبي الصحيح ويتقيدون بوصفات الانترنت والحميات الغذائية التي تؤثر سلبا على توازن الجسم وتدخله في صدمة الجوع واختلال عمل الخلايا مما ينجم عنه الكثير من الأمراض الخطيرة. وما لا نعرفه عن علاجات السمنة هو فقط ما تروجه اليوم وسائل الإعلام العالمية عن جراحات معقدة آثارها السلبية أكثر من منافعها كعمليات ربط البلعوم وتكميم المعدة عن طريق المنظار الجراحي او عمليات الشفط او ملء المعدة عن طريق "البالون" أو خياطة المعدة طوليا وهذه العمليات ممنوعة في الجزائر وإن وجدت فهي تمارس بطرق غير قانونية في إطار "الجراحة التجميلية". ويشكل مرض السمنة في الجزائر خطورة قصوى حتى على الأطفال، حيث صرح لنا الدكتور جمال الدين قاسمي بمركز الأمل لعلاج السمنة بمدينة القليعة بولاية تيبازة أن الأخطر قادم، اليوم نجد أطفالا دون سن العاشرة يعانون من السكري "نوع 2" وكل أمراض العصر كالسرطان بكل أنواعه، أمراض القلب، الكولستيرول… كلها أمراض متعلقة بالسمنة ونمط الغذاء تهدد حياة الجزائريين. صاحب مركز الأمل لعلاج السمنة والألم تطرق معنا لعلاج السمنة وفق التقنيات الحديثة بعيدا عن الجراحة ومخاطرها عن طريق الطب التكميلي الذي درسه كتخصص في جامعات باريس لمدة ثلاث سنوات بعد دراسة الطب العام في كلية الجزائر، ثم تخصص في الإبر الصينية لمدة ثلاث سنوات أخرى درسها بالهند في المستشفى الدولي "أبولو" بنيو دلهي، حيث قال "اليوم نلمس وعيا من طرف الناس الذين يتقدمون للمركز لعلاج السمنة التي أثرت على حياتهم النفسية والاجتماعية وسببت لهم مضاعفات خطيرة". مرضى السمنة نوعان، هناك من يريد ان يغير حياته للأفضل ويستعيد رشاقته، وهناك من يرسلهم الأطباء للمركز ليتخلصوا من وزن زائد لدواع صحية كالخضوع لجراحة القلب مثلا او علاج السكري.. وكانت النتائج حسب الدكتور باهرة وصلت إلى 95 بالمائة من بينهم آخر سيدة كان وزنها 128 كلغ فقدت حوالي 10 كلغ في وقت قصير وكانت راضية عن العلاج، وقال تلقينا حالات خطيرة للسمنة تمت معالجتها لأشخاص وزنهم 160 كلغ. تقنيات العلاج… الإبر الصينية وحقن ثاني أوكسيد الكربون قال الدكتور قاسمي أن العلاج يبدأ ببعض التحاليل، ثم وضع حمية متوازنة مع مكملات غذائية، وفي الكثير من الحالات نلمس أن مرضى السمنة ليست لديهم إرادة في الامتناع عن الأكل بسبب الشهية الزائدة فنستخدم الإبر الصينية، لأن من أسباب السمنة المفرطة هو مخزون الطاقة العالي في الجسم نتخلص منه عن طريق الإبر الصينية وهي إبر رفيعة جدا تغرس في مناطق معينة في الجسم لإخراج الطاقة الزائدة، كما تعمل على مبدأ توازن الطاقة في الجسم أي أن الشخص المتوتر الذي يلجأ للأكل كلما زاد قلقه تعمل الإبر على تخفيف الطاقة وبالتالي يفقد شهيته. وأسفرت هذه التقنية على نتائج جيدة وتبدأ من أول أسبوع إلى أربعة أشهر، وقد توصلنا في الكثير من الحالات إلى توقيف العلاج نهائيا لمرضى السكري نظرا لالتزامهم بالحمية بعد علاج السمنة بالإبر الصينية. وهناك مرضى سكري أوقفنا لهم العلاج نهائيا، لأنهم التزموا بالحمية. من تقنيات العلاج التي نعول عليها، الإبر الصينية التي تصنع في أوروبا ونشتريها بطرق مختلفة، لأن الدولة لا تسمح باستيرادها فنشتريها للأسف بطرق مختلفة، وأحيانا يتم حجزها في المطار، ونتأسف لماذا الجزائر تحارب مثل هذا النوع من الطب المعترف به عالميا، فلا يخفيكم أن اكبر مركز للطب الصيني في العالم اليوم في أمريكا، حيث تم تطوير العلاج وأصبح يكاد يكون علاجا أساسيا وليس تكميليا، فاليوم في الصين مثلا يقومون بعمليات جراحية دون تخدير فقط بالإبر الصينية. إبر صوان الأذن هي إبر دقيقة تغرز في صوان الإذن في مناطق عصبية معينة، تبعث رسائل للدماغ لفقد الشهية الزائدة فيصبح الإنسان لا يتشهى الأكل، وتغرز الإبر الصغيرة بشكل لا يرى، ثم تسقط لوحدها بعد شهر دون أن يحس بها المريض. إضافة إلى الإبر الصينية، العلاج عن طريق "الكاربوكسيتيرابي" ويعني عملية حقن ثاني أوكسيد الكربون في خلايا الجسم لتفادي مضاعفات الحمية وفقدان الوزن والتخلص من تجاعيد وترهلات الجلد. وتستعمل المراكز أيضا إضافة إلى المكملات الغذائية، تقنيات التدليك و"راديو فريكونس" أي الذبذبات الشعاعية لإذابة الدهون وتقنية "كريوليبوليس"، اي تقنية إذابة الشحوم عن طريق التبريد. وينصح للمرضى بشرب كميات الماء أثناء الجوع، لأن الدماغ أحيانا يخطئ في رسالته العصبية فيشعر الجسم بالجوع، لكن في الحقيقة هي رسالة عصبية لحاجة الجسم إلى الماء وليس الأكل، وبالتالي على المرضى أن يشربوا كميات كبيرة من الماء كلما شعروا بالجوع. كما دعا إلى تغيير سلوك التغذية والعودة إلى الطبيعة والتخلص من الأكل والوجبات السريعة والمشي على الأقل 40 دقيقة يوميا وممارسة الرياضة، فالسمنة في العالم هي مشكل صحة عمومية تضع لها الدول المتقدمة برامج لمحاربتها، في حين الجزائر ليس لها الإمكانيات لمواجهتها.