الوخز بالإبر هو إحدى الطرق المستعملة في العلاج الصيني التقليدي والتي عرفت نجاحا كبيرا في تخفيف الآلام وبعض الأمراض المتنوعة والاختلالات في جسم الإنسان. لقد ظهرت أنماط أجنبية كثيرة للطب البديل ويتصدرها الطب الصيني التقليدي الذي انتشر في بعض العيادات الخاصة للتداوي به بشكل كبير وأصبحت تستقطب عشرات الزبائن يوميا للظفر بجلسة علاجية, وقد أصبح علاج الوخز بالإبر البديل الوحيد للمرضى الذين عجزت الأدوية في تسكين آلامهم, ويساعد استخدام الإبر في إفراز مادة السيروتونين, والأندروفين المهدئ, والمساعد على تسكين العديد من الآلام ورغم تأثيرها, تظل الإبر الصينية علاجا محدود الأثر, فالبعض يظنها عصا سحرية, وآخرون يعتقدون أنها مفيدة لكل الأمراض ولم نكن لنحصر كل المعتقدات الخاطئة عن هذا العلاج بالإبر الصينية إلا بزيارة عيادة الدكتور ياسين صايفي متخصص في العلاج بالميزوتيرابي والإبر الصينية, حيث يقول: «إن الإبر الصينية هي عبارة عن إبر رفيعة معقمة تستخدم لمرة واحدة فقط للتأثير على مواقع معينة في الجسم بواسطة الوخز لعلاج أمراض ناتجة عن خلل وظيفي أو لإعادة التوازن الطبيعي للجسم دون اللجوء لمواد كيميائية, ولكل من هذه المواقع أرقام وأسماء وأماكن محددة ومن ثم تأثير ومفعول محدد, والعبرة في نجاح العلاج هي في اختيار مجموعة مناسبة من المواقع المتعلقة بالعلاج للوصول إلى أفضل نتيجة ويقوم العلاج على تنشيط مسارات الطاقة ال14 لما يعرف بالطاقة الحيوية «ك», والإبر الصينية مفيدة في العلاج من السمنة, ولكن كعامل مساعد فقط, إذ يتطلب العلاج إرادة, وعزيمة, فدور الإبر هنا هو تعزيز الإرادة وتسهيل الاستمرار في الحمية والالتزام بها عن طريق تخفيف الأعراض المصاحبة من آلام الجوع, وإفرازات المعدة والتي تؤدي في غياب الإبر عادة إلى الانتكاس وفشل نظام الحمية, ويتم علاج السمنة بوضع إبر خاصة في الأذنين لتنبيه الأعصاب في جلسة واحدة, وتبقى مثبتة مكانها لعشرة أيام تقريبا». وعن الأثر النفسي يقول الدكتور «إن الإبر الصينية أثبتت فعاليتها في الأبحاث العلمية خارج نطاق العامل النفسي». الأمراض التي يمكن علاجها بالإبر الصينية يقول الدكتور ياسين: «تفيد الإبر الصينية في العلاج من العديد من الأمراض وبنجاح منها: الصداع والصداع النصفي أو الشقيقة التي يعاني منها الكثير من المرضى وبعض أنواع الروماتيزم والقولون العصبي, الربو, آلام الظهر والرقبة والأكتاف, عرق النسا, آلام الأطراف والمفاصل, تشنج العضلات,ب عض أنواع الحساسية بالإضافة إلى بعض الأمراض النفسية كالقلق والاكتئاب غير العضوي والإرهاق, والتوتر, واضطرابات الدورة الدموية في الأطراف, وعدم التوازن في الأعصاب الإرادية, الآلام العصبية, بعض أنواع الشلل, شلل العصب السابع الوجهي,و زيادة مقاومة الجسم, طنين الأذن, أمراض القصبة الهوائية التحسسية والتقلصية, علاج قبل الولادة لتسهيل عملية الطلق, والمساعدة في علاج الإدمان والإقلاع عن التدخين وتخفيف الوزن». ويضيف الدكتور أنه تختلف درجة نجاح الإبر الصينية حسب طبيعة المرض بالإضافة أن طبيعة المرض هي التي تحدد أسلوب العلاج, كما تتحكم في النتائج درجة استجابة الجسم للعلاج, والتي تختلف من شخص لآخر والواقع أنها تمثل عنصرا في غاية الأهمية ولا يمكن في نفس الوقت التنبؤ بها مسبقا وكذلك سن المريض ومدة مرضه, ولكن ثمة أمراض لا يمكن للإبر الصينية التدخل فيها مثل الأمراض النفسية الخطيرة وانفصام الشخصية والأمراض المعدية والطفيلية والأورام الخبيثة, والأمراض الناتجة عن خلل في الغدد أو نقص في عناصر ضرورية في الجسم, فضلا عن أمراض تليف الكبد أو الفشل الكلوي والأمراض التي تتطلب العلاج الجراحي, وتعمل الإبر الصينية على تسهيل عملية الولادة, فبعد فترة علاجية تستغرق شهرا قبل الولادة يمكن للإبر الصينية أن تسهم في تقصير مدة الطلق وجعل التقلصات منتظمة وغير عشوائية وباتجاه مخرج الرحم وبذلك تكون أكثر فعالية مما يساعد ويسهل ويقصر مدة الولادة بمعدل 30 الى 40 بالمائة. ومن جهة أخرى يقول الدكتور «أن للإبر الصينية مقاسات وأنواع مختلفة ولا تحتوي على أي مواد كيميائية وتكون مغلفة ومعقمة للاستعمال لمريض واحد فقط منعا لأي احتمال لنقل العدوى من مريض إلى آخر, أما الإبر المستديمة التي تستخدم لعشرة أيام فيمكن للمريض ممارسة حياته بشكل طبيعي معها وهي إبر صغيرة الحجم تثبت في الأذن ويستمر مفعولها لمدة شهر على أقل تقدير, أما الإبر الوقتية أي التي تستخدم خلال الجلسة فهي أسمك حجما وأطول ويتم غرس حوالي مليمتر واحد في الموقع المحدد لها لمدة عشرين دقيقة ويتم حساب هذه المدة بطريقة علمية دقيقة ويجب أن لا تقل المدة عن عشرين دقيقة, كما أن زيادتها لا تزيد من النتائج المرجوة». طرق العلاج والتأثير بالإبر الصينية يقول الدكتور: «تستخدم الإبر للتأثير على الأعصاب التي تمثل وسيلة للتحكم بمختلف وظائف الأعضاء لاتصالها بالجهاز العصبي المركزي, وعن طريق حث الجسم على إفراز مواد كيميائية, تقوم بوظائف هامة مثل الهرمونات ومواد أخرى تلعب دورا هاما في عمل الأعصاب وفي القضاء على الالتهابات, أو الآلام عن طريق التأثير على الأوعية الدموية وبالتالي التحكم بالدورة الدموية في أي مكان في الجسم وما ينتج عن ذلك من ايجابيات كتوفير احتياجات الخلايا من الطاقة والعناصر الأخرى الهامة المقاومة للالتهابات والمقوية للمناعة بواسطة التأثير المباشر على العضلات الإرادية واللاإرادية وما لذلك من رد فعل على مختلف الوظائف في الجسم», ويضيف أن هناك علاجا عن طريق الأذن فقط وعلاجا عن طريق الجس,م ويكون العلاج عن طريق الأذن أسرع مفعولا وقريب الأمد, أما العلاج عن طريق الجسم فهو بطئ المفعول, ولكنه أكثر استمرارية ويستحسن الجمع بينهما لضمان الاستفادة من ميزات الطريقتين معا, وهناك طرق معينة وخاصة عند الأطفال كبديل عن الإبر ذاتها التي يخافون منها وهي تؤدي نفس المفعول ومصممة خصيصا لهذا الغرض, كما يمكن استخدام أجهزة كهربائية إضافية توصل بأسلاك رفيعة بالإبر الصينية وهي في موقعها وذلك في حالات معينة كالشلل, ويمكن التأثير على موقع العلاج عن طريق التدليك بطرق فنية خاصة ويحتاج العلاج المتوسط لعشر جلسات حسب طبيعة المرض وبمعدل جلستين إلى ثلاث جلسات أسبوعيا, وتختلف استفادة الجسم من العلاج بحسب طبيعة المرض وعمر المريض ومدة المعاناة من المرض, وما إذا كان يشكو من أمراض أخرى وأيضا مدى استجابة الجسم والذي يختلف من شخص إلى آخر وكذلك استكمال عدد الجلسات وانتظامها ضروري للحصول على أقصى فائدة ممكنة, وإذا استعملت الإبر الصينية بطريقة جيدة وتمت بواسطة طبيب متخصص فإنه لن يكون لها أي أضرار أو مضاعفات أو آثار جانبية وهذه من أهم الاعتبارات التي يمتاز بها هذا العلاج الذي يعد أفضل البدائل».