تعرف عملية تسديد رواتب الأساتذة "الاحتياطيين" الذين تم توظيفهم عن طريق الأرضية الرقمية، "تعثرا"، حيث لم يتحصل الآلاف منهم على المستوى الوطني على مستحقاتهم المالية منذ أكثر من ستة أشهر، بسبب عدم "تحرير" المناصب المالية عند إنجاز التعيينات، بالمقابل طالبت نقابة "الساتاف" الوزارة الوصية بتقديم تواريخ برمجة مسابقات التوظيف الخارجية إلى شهر فيفري من كل سنة، على أن تكون كل الأمور التقنية "جاهزة" في شهر سبتمبر وهو تاريخ الدخول المدرسي. اضطر بعض الأساتذة المصنفين ضمن قوائم "الاحتياط"، والذين تم توظيفهم عن طريق الأرضية الرقمية، إلى التخلي عن مناصبهم بسبب تأخر استلامهم رواتبهم الشهرية خاصة فئة النساء منهن اللواتي تم تعيينهن خارج ولاياتهن الأصلية، حيث دفعتهن الظروف الاجتماعية المزرية إلى التنازل عن مناصب عملهن. وأكدت مصادر موثوقة ل"الشروق"، أن تماطل بعض مصالح المستخدمين بمديريات التربية للولايات، في "تحرير" المناصب المالية جراء عمليات التكوين، الاستقالة، الاستيداع والتحويل "خروج أو دخول ولاية"، عقب استدعاء الأساتذة الاحتياطيين وتوظيفهم لسد الشغور البيداغوجي، سواء ولائيا أم وطنيا عن طريق تفعيل ما يعرف "بالأرضية الرقمية"، قد عطل عملية تسديد رواتبهم الشهرية لما يفوق ستة أشهر بعديد الولايات، وهناك من تأخر استلامهم لمستحقاتهم المالية لسنتين كاملتين ببعض الولايات. وأضافت مصادرنا أن عملية إنجاز تعيينات المعنيين لم تستوف الشروط القانونية سارية المفعول، حيث ظلت ملفات الآلاف من "الاحتياطيين" عالقة دون تسوية رغم أنهم وفور استدعائهم من قبل مديريات التربية استلموا قرارات التعيين والتنصيب بالمؤسسات التربوية. وفي الموضوع، أكد رئيس النقابة الوطنية المستقلة لعمال التربية والتكوين، بوعلام عمورة، ل"الشروق"، أن هناك حالات عديدة لأساتذة تم توظيفهم "وطنيا" عن طريق الأرضية الرقمية لم يتقاضوا رواتبهم الشهرية ولم يحصلوا على مستحقاتهم المالية منذ سنتين كاملتين، لعدة أسباب أبرزها عدم تمتع بعض المصالح بمديريات التربية بالكفاءة ونقص الخبرة في مجال تسيير ملفات المستخدمين وبالتالي وجب على الوزارة الوصية الشروع في توظيف الموظفين من أصحاب الكفاءة، إلى جانب تماطل المصالح المختصة على مستوى الوظيفة العمومية في التأشير على ملفات الأساتذة المعنيين بحجة قيامها بالرقابة البعدية بعد الإعلان عن النتائج النهائية من قبل الوصاية. ووصف المسؤول الأول عن نقابة "الساتاف" عدم تسديد رواتب الأساتذة لأكثر من ستة أشهر "بالجريمة" في حقهم، أين وجه نداء للقائمين على وزارة التربية يدعوهم فيه إلى ضرورة العمل على تقديم تواريخ برمجة مسابقات التوظيف الخارجية إلى شهر فيفري أو مارس، على أن تكون كل الأمور التقنية جاهزة في شهر سبتمبر من كل دخول مدرسي، وفي هذه الحالة يجد الموظف الجديد منصبه جاهزا ويمكنه أن يتقاضى راتبه من أول شهر للتعيين. وأضاف، محدثنا أن هناك بعض الأستاذات اللواتي تم توظيفهن خارج ولاياتهن، قد اضطررن للتخلي عن مناصب عملن، بسبب تأخر رواتبهن الشهرية من جهة وجهة ثانية عدم توفر أماكن محترمة للإقامة.