في ظل التحرك الجماهيري الأخير لأنصار الحمراوة، والمسيرة التي قاموا بها للمطالبة برحيل الرئيس الحالي بابا، ومجيء شركة وطنية لتسيير النادي، كان لزاما على الوالي مولود شريفي توجيه استدعاء عاجل لأحمد بلحاج، بحضور مدير الشبيبة والرياضة، إذ تم وضع النقاط على الحروف، كما أن لهجة الوالي مع الرئيس تغيّرت واتسمت بالشدة مقارنة بما كان عليه الحال في السابق، وهو ما يعني بأن السلطات المحلية لم تعد تثق كثيرا في بابا، ووضعته أمام مسؤولياته الكاملة، وسط توجسات ومخاوف من حدوث انزلاقات في المستقبل، خاصة إذا ما واصل الفريق على نفس النحو. ومن بين النقاط التي شدّد عليها الوالي في حديثه مع رئيس الحمراوة، هو ضرورة تعيين هرم إداري جديد منظم، يضم أشخاصا أكفاء يمكنهم تسيير مولودية وهران، كنائب للرئيس، ومناجير عام، ومسيرين يتم تقسيم المهام عليهم بطريقة مدروسة، بما أن بابا لم يعد قادرا على فعل كل شيء بنفسه. ولمح الوالي بطريقة غير مباشرة إلى أن الاستمرار بنفس الطريقة في إدارة شؤون الحمراوة قد تجعله مضطرا لتعيين "ديريكتوار" لغاية نهاية الموسم، مع الشروع في إجراءات استقدام شركة وطنية، وأعاب الوالي أيضا على ملف التسريحات، إذ تم الاستغناء عن عدة عناصر دون التعاقد مع لاعبين جدد، وعوض تدعيم الفريق قام الرئيس بإضعافه، ولهذا طلب مولود شريفي منه بالتوقف الفوري عن تسريح أي لاعب كان، ووضع خارطة طريق لسوق الانتقالات الشتوية، واعدا بتقديم إعانات مالية عاجلة لتسهيل هذه المهمة. وتواصل نزيف رحيل اللاعبين عن الفريق، حيث قام زيري حمار رسميا بفسخ عقد الإعارة الذي يربطه بالنادي، ومن المنتظر أن يلتحق بصفوف مولودية بجاية. وقامت المولودية لحد الساعة بالاستغناء عن 4 لاعبين، آخرهم بوشار الذي وقع مؤخرا لصالح شباب بلوزداد، وما رافق ذلك من جدل بخصوص القيمة المالية للصفقة، ليتضح بأن الإدارة وقعت في خطأ جسيم بمنحها تعهدا لتسريح بوشار مقابل 350 مليون سنتيم دون تحديد موعد للرد، وهو ما كان يستعد بوشار لاستخدامه ضد المولودية لدى لجنة النزاعات للحصول على التسريح الآلي، لكن لحسن الحظ أن الاتفاق مع الرئيس عليق حدث قبل حدوث هذا الأمر.