دعا رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب، مساء السبت، في أعقاب يوم احتجاجي جديد وحاشد لحركة "السترات الصفراء"، إلى الحوار مع ممثلي المحتجين، مشيرا إلى أن الرئيس ماكرون سيتخذ إجراءات لإعادة "اللحمة الوطنية". وأشاد فيليب بمهنية قوى الأمن الذين عملوا على فرض "احترام القانون" في مواجهة مثيري الشغب الذين "جاؤوا لا لكي يعبروا عن رأيهم ولكن للمواجهة والتحريض والنهب أحيانا"، على حد تعبيره. وحث رئيس الوزراء الفرنسي على إجراء حوار جديد مع ممثلي حركة "السترات الصفراء" التي تنظم مظاهرات في أرجاء البلاد، متعهدا بمعالجة الحكومة لكافة "المخاوف بخصوص غلاء المعيشة". وقال فيليب في بيان متلفز إن "الحوار بدأ ويجب أن يتواصل"، مؤكدا أن "الرئيس سيتحدث وسيقدم إجراءات ستغذي هذا الحوار". مشددا على ضرورة إعادة "اللحمة الوطنية"، ومشيرا إلى أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيتخذ إجراءات لتحقيق هذا الهدف. وأكد رئيس الوزراء الفرنسي أن "رئيس الجمهورية سيتحدث، وسيقترح إجراءات لإثراء الحوار ستساهم في توحيد الأمة الفرنسية وجعلها على قدر المخاطر التي تواجهها والتي ستواجهها خلال السنوات القادمة"، حسب قوله. وأشاد فيليب، الذي تنقل شخصيا مرفوقا بوزير الداخلية كريستوف كاستنير إلى جادة الشانزيليزيه، بأداء القوى الأمنية التي عملت على فرض "احترام القانون" في مواجهة مثيري الشغب الذين "جاؤوا لا لكي يعبروا عن رأيهم ولكن للمواجهة والتحريض والنهب أحيانا"، على حد تعبيره. كما أثنى رئيس الوزراء مجددا على كل من دعا إلى الهدوء، خاصة السياسيين والنقابات. وشارك ما لا يقل عن 125 ألف شخص في مظاهرات السبت التي شملت العديد من المدن الفرنسية، في أسبوع رابع من حراك "السترات الصفراء" الذي انطلقت في البداية للتنديد بزيادة الضرائب على المحروقات، قبل أن يتسع ويتحول إلى احتجاج واسع ضد سياسات ماكرون. وفي باريس، قالت السلطات الصحية في آخر حصيلة نشرتها حتى الساعة السابعة مساء، إن 126 شخصا نقلوا للمستشفيات معظمهم كانت جروحه بسيطة، وغادر منهم 40 بالمئة بعد تلقي العلاج. لكن متظاهرا أصيب بجروح خطيرة في يده في بوردو في جنوب غرب البلاد بعد اشتباكه مع عناصر الدرك. ونشر نحو 89 ألف عنصر شرطة في أنحاء البلاد بينهم 8000 في باريس حيث تم تسيير عشرات العربات المدرّعة لأول مرة منذ عقود.