بعد سبت أسود ماكرون يفتح باب الحوار مع السترات الصفراء أمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس حكومته إدوار فيليب بإجراء محادثات مع قادة الأحزاب السياسية وممثلين عن السترات الصفراء الذين يواصلون احتجاجاتهم للأسبوع الثالث في مدن عدة أبرزها باريس رفضا لسياساته الاقتصادية وذلك في مظاهرات تعد الأعنف بفرنسا منذ نصف قرن. ق.د/وكاللات عقد ماكرون اجتماعا طارئا لأعضاء حكومته وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن الرئيس طلب من وزير الداخلية كريستوف كاستانير تهيئة قوات الأمن لمواجهة الاحتجاجات في المستقبل كما طلب من رئيس الوزراء إجراء محادثات مع زعماء الأحزاب السياسية وممثلي المحتجين. وقال مصدر في الرئاسة الفرنسية إن فكرة فرض حالة الطوارئ في البلاد لم تكن محل بحث. وصرح رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشير أن على الحكومة التخلي عن قرارها زيادة الضرائب على المحروقات مؤكدا أنه غير مسموح للحكومة حدوث سبت أسود ثالث. واندلعت احتجاجات السترات الصفراء منذ 17 نوفمبر الماضي تعبيرا عن رفض رفع أسعار الوقود وارتفاع تكاليف المعيشة إذ أغلق المحتجون طرقا في أنحاء مختلفة من البلاد وأعاقوا الدخول إلى مراكز تجارية ومصانع وبعض مستودعات الوقود. وقبل دعوة ماكرون إلى الحوار زار مباشرة بعد عودته من قمة العشرين في الأرجنتين مسرح أحداث الشغب بالعاصمة باريس ولا سيما في ساحة قوس النصر التي تجمع عندها المحتجون ودخلوا في صدامات عنيفة أول أمس السبت مع رجال الأمن. اعتداءات ونهب وقال الرئيس الفرنسي لا مبرر للاعتداء على قوات الأمن أو لنهب المتاجر وحرق مبان عامة وخاصة ولا لتهديدِ المارة والصحفيين ولا لتدنيس قوس النصر . وأضاف أن المسؤولين عن هذا العنف لا يريدون التغيير ولا التطوير وإنما يريدون الفوضى . وقد تفاجأت شرطة مكافحة الشغب السبت بخروج المحتجين في أحياء باريس الراقية حيث أحرقوا عشرات السيارات ونهبوا المتاجر وحطموا المنازل والمقاهي الفخمة في اضطرابات هي الأسوأ في العاصمة الفرنسية منذ العام 1968. واستهدف بعض المحتجين قوس النصر في باريس ودعوا ماكرون إلى الاستقالة وكتبوا على واجهة القوس الذي يعود تاريخه للقرن التاسع عشر عبارة ستنتصر السترات الصفراء . وأسفرت المواجهات بين الشرطة والمحتجين عن إصابة 133 شخصا بينهم 23 شرطيا إضافة إلى اعتقال أكثر من 420.