كشف رئيس نقابة وكلاء السياحة والأسفار إلياس سنوسي، عن عزوف كبير للجزائريين هذه السنة عن التوجه للخارج لتقضية عطلة ليلة رأس السنة، بفعل الوضع الاجتماعي والاقتصادي الصعب وتدني القدرة الشرائية، في حين قال إن الإقامة في الخارج تكلف كأدنى حد 60 أورو لليوم الواحد، وهو ما يتنافى مع قيمة المنحة السياحية التي يستفيد منها الجزائري على مستوى البنوك الوطنية، وأكد أن تقضية ليلة رأس السنة بالصحراء الجزائرية، يكلف 50 ألف دينار على الأقل للشخص الواحد. وقال سنوسي، في تصريح ل"الشروق" إن الجزائري كمتوسط له يسافر مرة كل خمس سنوات، في حين أن فرنسا تتذيل الوجهات السياحية المختارة من قبل الجزائريين، الذين يتوجهون نحو باريس سواء للعلاج أو الدراسة أو لزيارة الأقارب، وليس لتقضية العطلة والاستجمام والاستمتاع بالمناطق السياحية، على عكس بقية الدول الأخرى التي يسافرون نحوها بهدف الفسحة بالدرجة الأولى. وحسب سنوسي، فإن عطلة ليلة رأس السنة 2019، تعتبر الأقل إقبالا على الإطلاق بالنسبة لوكلاء السياحة والأسفار في الجزائر، سواء بالنسبة للسياح الجزائريين الراغبين في التوجه نحو الخارج، أو حتى بالنسبة للأجانب القادمين نحو الصحراء الجزائرية، في حين شدد على أن عدد الجزائريين الذين يقررون النزول إلى الصحراء لقضاء احتفالات رأس السنة قليل أيضا، بالنظر إلى الأسعار المرتفعة، والتي لا تقل عن 50 ألف دينار للشخص الواحد، أما بالنسبة لبوابة الصحراء على غرار بوسعادة وغرداية، فهي لا تقل عن 35 ألف دينار، وهي مبالغ مرتفعة جدا بسبب ارتفاع تذكرة السفر عبر الخطوط الجوية الجزائرية، التي تظل مكلفة جدا رغم الوعود والأحاديث عن تخفيضات لصالح هذه الفئة. وأوضح رئيس نقابة الوكالات السياحية أن عطلة رأس السنة تظل خارج حسابات الجزائري، الذي قد يسافر مرة كل خمس سنوات كمتوسط عام، وهذا يتعلق بأصحاب الدخل المتوسط فقط، مع استثناء التجار والأغنياء الذين يعتبرون فئة قليلة وشاذة وجماعات لا يقاس عليها. إلا أنه بالمقابل تحدث عن توفر هياكل كافية لاستقبال السياح بالجنوب الجزائري الذي لم يعد يسجل أي عجز أو نقص في الفنادق وعدد الأسرة، إضافة إلى توفر عاملي الأمن والأمان، مؤكدا أنه هذه السنة سيتم فتح كافة المناطق المغلقة قبل سنوات بسبب الظرف الأمني، وأن السائح بإمكانه التوجه نحو أي منطقة يرغب فيها، دون أي عراقيل، كما سيتم فتح المعابر أمام السياح الأجانب ودون أي مشاكل.