أحصت وكالات السياحة والأسفار خروج نصف مليون جزائري سنة 2017، لتمضية عطلة الصيف والعمرة وشهر العسل بالخارج، وحتى احتفالات ليلة رأس السنة قريبا، ويأتي ذلك رغم استمرار الأزمة النفطية، وما نتج عنها من تدني مستويات القدرة الشرائية منذ 3 سنوات، في حين يختار هؤلاء كل من تونس وتركيا وفرنسا وإسبانيا، ضمن قائمة البلدان الأكثر طلبا، ويفضل بعض الأثرياء ورجال الأعمال الكراييب وماليزيا وتايلندا والمالديف. وقال رئيس جمعية وكلاء السياحة والأسفار إلياس سنوسي في تصريح ل"الشروق" أن نسبة الإقبال هذه السنة من طرف الجزائريين على الحجز لدى الوكالات السياحية لتمضية احتفالات ليلة رأس السنة بالخارج تراجعت كثيرا، بالنظر إلى الوضع الاقتصادي العام للبلاد، وتدني القدرة الشرائية للمواطنين، حيث بات الجزائري القادر على قضاء عطلة واحدة في السنة خارج الجزائر، مصنفا ضمن خانة "الميسورين والمحظوظين"، في حين تقتصر احتفالات ليلة رأس السنة على خانة رجال المال والأعمال وفئة الأثرياء، والذين يبقى عددهم محدودا مقارنة مع بقية الفئات. وشدد سنوسي "حتى عدد المعتمرين شهد تضاؤلا كبيرا، حيث اقترحت وكالات السياحة والأسفار عروضا للجزائريين تصل 10 ملايين سنتيم لتأدية العمرة، إلا أن هذه الأخيرة لم تشهد إقبالا، تزامنا مع موسم عمرة المولد النبوي الشريف، وشهدت أكبر نسبة عزوف رغم الأسعار التنافسية، في حين أن الحجز لقضاء ليلة رأس السنة هو الآخر بات ضئيلا جدا رغم التخفيضات التي تقترحها شركات الطيران في أسعار التذاكر". وبالمقابل، أكد سنوسي أن أعلى نسبة إقبال لتمضية ليلة رأس السنة، سجلت من طرف رجال الأعمال، في حين أن الوجهة تراوحت بين فرنساوتونس وتركيا والكراييب وأندونيسيا وماليزيا وتايلندا والصين وإسبانيا، حسب تفاوت القدرة الشرائية لكل زبون، مضيفا "الجزائريون يسألون عن الأسعار أولا، ثم يبحثون عن الوجهة". واعتبر رئيس وكالات السياحة والأسفار، أن القلة من المواطنين فقط باتت تختار التوجه نحو الخارج، وأن الأغلبية الساحقة التي تمتلئ بها المطارات، والتي يعادل عددها 6 ملايين جزائري، معظمهم رجال أعمال يكتفون بالتوجه إلى الخارج للمشاركة في المعارض والصالونات الاقتصادية أو خرجات الإطارات في خضم مهام عمل مقننة، أو مهاجرين يدخلون أرض الوطن، ثم يغادرونها أو مستوردين يتوجهون لإبرام صفقاتهم بالدولة المورّدة، في حين أن العدد الذي يتوجه مع وكالات السياحة في عطلة أو "شهر عسل" بالنسبة للأزواج الجدد أو حتى لأداء مناسك العمرة، يراوح نصف مليون جزائري كأقصى حد. للإشارة، فإن عدد الجزائريين الذين يتوجهون إلى الخارج والذي يناهز اليوم 6 ملايين شخص، أكثر من عدد الذين يدخلون التراب الوطني من سياح أجانب، والذين لا يتجاوز عددهم المليون شخص، وهو ما ساهم إلى حد كبير في كسر سعر صرف العملة الوطنية الدينار، حيث أن حجم العملة الصعبة الذي يخرج من الجزائر أكثر من الكمية التي تدخل السوق والبنوك الجزائرية، والتي يفضل أصحابها التوجه إلى النقاط السوداء لتحويل العملة.