انطلقت في الأسابيع القليلة الماضية، بولاية وهران حملة مراقبة واسعة استهدفت صالونات الحلاقة سواء الخاصة بالرجال أو النساء، بهدف الوقوف على ظروف نشاط تلك المحلات، لاسيما مراقبة ما تعلق بالاستعمال المكثف لمادة الكيراتين المرطبة للشعر، والتي نالت شهرة كبيرة في السنوات الأخيرة، بين أوساط الشباب من كلا الجنسين، وقد برزت في الوقت نفسه سلبيات جمة، وعدة مخاطر ناجمة عن استعمال هذه المادة، لاسيما إذا ما فاقت نسبة التركيبة حدودا معينة، وهو ما ينتهي بالإصابة بأمراض جلدية خطيرة قد تتطور إلى سرطان، حسب ما أكدته العديد من الدراسات الطبية الحديثة، وقد حركت تلك المعطيات لجان المراقبة على مستوى مديرية التجارة لولاية وهران، لإجراء مسح تام، على محلات الحلاقة، التي يحوز أصحابها على سجلات تجارية، لاقتطاع عينات من تلك المادة المرطبة، وإخضاعها للتحاليل مع بداية هذا الأسبوع، وقد تبين أن هناك عدة مخالفات بالنسبة للحلاقين، الذين يجهلون طريقة التعامل مع تلك المواد. في الموضوع ذاته، أفاد عون رقابة أن مادة "الفورمالديهيد" التي تتواجد بمادة الكيراتين، يشترط أن لا تتجاوز نسبتها 0.2 بالمائة حتى لا تحدث كارثة، وفي الكثير من الأحيان تؤثر المادة الخطيرة على فروة الرأس، ما قد يحفز على نمو خلايا سرطانية على مستواها، في حين يتم استخدام كيراتين تتعدى "الفورمالديهيد" به تلك النسبة. وقد شملت حملة المراقبة العديد من صالونات الحلاقة التي خضعت فيها مادة الكيراتين المستعملة فيها لاقتطاع عينات بغرض تحليلها، وكانت المفاجأة كبيرة، حين تم العثور على عدة تجاوزات بخصوص الاعتماد على مواد مجهولة المصدر، كانت عبارة عن خلطات تقليدية، وجدت مخبأة بعناية من طرف بعض الحلاقين، لاستعمالها كبديل عن الكيراتين الأصلي، الذي يتم استيراده في علب موسومة، وهو ما زاد الطين بلة، وقد تم حجز تلك المواد لإخضاعها للتحاليل ومعاقبة أصحابها بقوة القانون بعد صدور نتائج التحاليل، كما جدد نفس الأعوان تحذيرهم خلال هذه الخرجات الميدانية، الزبائن وحتى الحلاقين بضرورة تفادي استعمال هذه المادة، لما فيها من أضرار قد تنتهي في الكثير من المرات إلى الإصابة بأمراض جلدية مثل السرطان، زيادة على تخريب المسالك الهوائية، كلما استنشقها الزبون والحلاق معا، وهو ما يبين مدى خطورة المادة التي صارت موضة يلجأ إليها الشباب، من كلا الجنسين لتمليس الشعر والظهور بمنظر جذاب، لكن على حساب الصحة.