يصادف المتجول في شوارع العاصمة لافتات على واجهات صالونات الحلاقة ومعاهد التجميل عن استعمال ”الكيراتين” أو”الفرد البرازيلي” أو”ليساج برازيلي”، ما جعل سيدات كثيرات يتهافتن على هذه الخاصية لضمان جمال دائم لشعرهن بعيدا عن الاستعمال المستمر لمجفف الشعر، خاصة منهن المقبلات على الزواج. وفي المقابل يبقى تحذير المختصين من استعمال ”الكيراتين” يثير الشكوك والمخارف، وهو الأمر الذي جعل ”الفجر” تبحث عن الحقيقة من خبراء التجميل وأطباء الأمراض الجلدية لمعرفة مدى خطورة هذه المادة التي تستورد من أمريكا وفرنسا. تقوم مصففات الشعر بنشر إعلانات تجارية لجمع أكبر عدد من الزبائن الباحثين عن ”الكيراتين البرازيلي الأصلي” لشعر ناعم ومفعم بالحيوية، هذه الطريقة ”السحرية” التي تضمن دوام نعومة الشعر لمدة تتراوح بين 6 إلى 12 شهرا، حسب نوعية الكيراتين المستعملة، حيث تجد معظم الصالونات تتباهى بامتلاكها النوعية الأصلية من موطنها الأصلي ”البرازيل” وبأسعار خيالية تتراوح بين 15 ألف إلى 20 ألف دج. التركيز العالي ل”الفورمالين” يسبب أضرارا كبيرة للجسم ظهرت، مؤخرا، دراسة علمية تحذر من استعمال الكيراتين المسوق، خاصة أنه يحتوي مادة ”الفورمالين” التي تعد خطرا كبيرا على الإنسان، خاصة إذا استعملت بتركيز كبير. وفي هذا الصدد أكدت المختصة في الأمراض الجلدية بمستشفى مصطفى باشا، الدكتورة ثابتي بلقاسم ويزة، أن”الكيراتين” المستخدم في فرد الشعر عبارة عن مخلفات حيوانية يضاف إليها ”الفورمالين”، وفى بعض الأحيان تضاف إليها بعض المواد المحظور استخدامها، مشيرة إلى أن ”الكيراتين” هو عبارة عن مادة طبيعية مهمة يصنعها الجسم خلال العملية البيولوجية ولا يمكن أن تؤخذ من مستحضر خارجي.. المادة المستخدمة لا يظهر ضررها إلا بعد مدة معينة وتشير نفس المتحدثة إلى أن المادة المستخدمة لفرد الشعر لا يظهر ضررها بشكل مباشر، ولكنه يظهر بطريقة أو بأخرى، لأن الخطوة الأولى لفرد الشعر تستلزم إزالة طبقة ”الكيراتين” الطبيعية بكاملها من الشعر باستخدام شامبو معين يحتوي مواد مزيلة ل”الكيراتين” الأصلي الطبيعي، وبذلك تكون الشعرة كقطعة أرض التي هي في حاجة إلى أي شيء حتى ترتوي، وتكون على استعداد أن تمتص أي مادة توضع عليها، فالكيراتين في حد ذاته تعد من عائلة البروتينات الليفية، وهي مادة صلبة لا تدخل في تكوين الشعر فحسب ولكنها تدخل في تكوين الجلد وميناء الأسنان أيضا. أما بالنسبة للكيراتين المصنع الذي تدخل مادة الفورمالين في تصنيعه فتتوقف درجة الخطورة في استخدامه على حجم النسبة التي تدخل في التصنيع نفسه، فلكي تصل نسبة الفورمالين إلى درجة الخطورة والتهديد بالسرطان لابد أن تتجاوز 2 إلى 3 بالمائة، أما دون ذلك فلا خطورة فيها. ولكن هناك نقطة أخرى لابد من مراعاتها وهي ما نسميه بلغة الطب ”التجميع”، بمعنى أن نسبة الفورمالين التي تدخل الجسم عن طريق الكيراتين ليست هي النسبة الوحيدة، وإنما هناك نسب أخرى تدخل عن طريق الأغذية المحفوظة والتي يدخل الفورمالين في معظمها. وبهذه الطريقة وعلى المدى الطويل نكون قد وصلنا إلى نوع من ”التجميع” يزيد نسبة الفورمالين فتتحول إلى مادة مسرطنة. الكيراتين الصيني ينافس الأمريكي والفرنسي من جهة أخرى أكدت خبيرة التجميل، بلعايب نصيرة، أن الخوف من استعمال الكيراتين ليس من المادة بحد ذاتها ولكن من النوعية المستعملة ومصدرها، حيث يتكون الشعر بنسبة 95 في المائة من مادة الكيراتين، وهي نوع من البروتين الطبيعي.. خاصة أن كل شعرة تظهر للوجود تحمل معها مخزونا غير قابل للتجديد من الكيراتين وعندما يقل هذا المخزون بفعل التعنيف اليومي بسبب كيماويات وشامبوهات، وصبغات، والاستعمال المفرط لمجفف الشعر، تصبح الشعرة ضعيفة متقصفة ومهددة بالموت السريع. ومن أنواع الكيراتين - تقول المتحدثة - الكيراتين الذي يدخل في تركيبة الشامبوهات والمستحضرات وكريمات التمليس، وينقسم إلى نوعين: - كيراتين بشري يستخرج من الشعر المتساقط في صالونات الحلاقة وحيواني، يستخلص من مخالب ومناقر الطيور وأرجل البهائم ووبر الخرفان وريش الدجاج والطيور، التي يتم غليها في الماء و الكحول والصودا حتى تترسب ثم تضاف لها مواد خاصة لعزلها واستخلاصها بسهولة. الولاياتالمتحدة والصين.. أكبر منتجي الكيراتين الحيواني المحظور أظهرت آخر الدراسات أن الكيراتين النباتي، وهو عبارة عن خليط أحماض آمينية و بروتينات نباتية مستخلصة من القمح والذرة، يشبه هذا الخليط الكيراتين إلى حد كبير لكنه ليس كيراتينا تماما، فمن مميزات الكيراتين - تقول المختصة بلعايب - أنه يعالج التموج والتقصف ويعطي الشعر نعومة ولمعانا يبدو كأنه طبيعي. المسلسلات التركية زادت من مبيعات الكيرياتين ولمعرفة مدى إقبال السيدات على استعمال الكيراتين، تحدثنا إلى السيدة كهينة، 30 سنة، التي اعتبرت الكيراتين أفضل الطرق للتخلص من تجاعيد شعرها التي أصبحت تؤرقها، وكان لاستعمالها الكيراتين نهاية للشعر التالف والمتجعد، خاصة أنها تجد صعوبة كبيرة في تسريحه للظهور بمظهر لائق. أما سامية فاستحسنت هذه الطريقة، خاصة أنها تستعد لعقد قرانها، وهذا ما يجعل نهاية مع الفرد المستمر بمجفف الشعر، لضمان لمظهر جميل بشكل مستمر. أما الآنسة ريمة فقالت ”إن المسلسلات التركية وظهور بطلاتها بشعر ناعم زاد من إقبالنا على فرد الشعر بالكيراتين”.