كل الظروف سانحة لجمال بلماضي، لأن يحقق للجزائريين أملا كرويا بقي غائبا منذ أكثر من 28 سنة، وهو لقب أمم إفريقيا والذي سيكون متميزا لو تحقق لأنه سيكون منتزعا من خارج الديار وب 24 منتخبا، وليس كما حدث في شتاء 1990 حيث فاز رفقاء ماجر باللقب في عقر الديار وبمشاركة ثمان منتخبات فقط. أهم ظرف سيستغله جمال بلماضي، هو عودة الروح والإيمان والثقة بالنفس بالنسبة للاعبي الخضر الذين يمتلكون خبرة لا يمتلكها أي منتخب في القارة السمراء بما في ذلك المنتخب المغربي، الذي سيجد نفسه أمام منافس عنيد حتى ولو لعب البطولة الإفريقية على أرضه، ويكفي القول بان أربعة عشرة لاعبا جزائريا شاركوا في دور المجموعات من المنافستين الكبيرتين في القارة العجوز وهما رابطة أبطال أوروبا وأوربا ليغ، وحتى بعض من الذين غير معنيين بهذه المنافسة يملكون مستوى عالمي في صورة رشيد غزال ويوسف عطال ورايس مبولحي، وللبعض الآخر خبرة في المونديال، وتأهل تاريخي إلى الدور الثاني فما بالك في الفوز في القارة السمراء، خاصة إذا لٌعبت الدورة في شمال القارة. يمتلك المنتخب الجزائري مجموعة كبيرة من اللاعبين من المتعطشين للتألق بسبب صغر سنهم، وهم حاليا في أعلى مستوى مع أنديتهم، وسيكونون بالتأكيد مفاجأة الكان القادمة وعلى رأسهم الثلاثي يوسف عطال وآدم وناس وإسماعيل بن ناصر، وإذا تم تدعيم الخضر باللاعب المغترب حسام عوار صاحب العشرين ربيعا، فسيقدم الخضر منتخبا شابا مدعما بأصحاب الخبرة الكبيرة من الذين ينشطون مع أندية كبيرة مثل ماندي ومحرز وبراهيمي، ويصبح اللعب من أجل التتويج هدف أول وأخير في فترة إفريقية تتميز بتراجع الكثير من المنتخبات الإفريقية العريقة التي لم تعد تحتفظ سوى بالاسم. في منتخب بلماضي، صار إلى جانب رياض محرز في الجهة اليمنى ظاهرة كروية، لا يقل شأنا عنه هو يوسف عطال، الذي صقلت التجربة التي يخوضها حاليا مع فريق نيس الفرنسي، من مواهبه ومن ثقته بنفسه، رفقة لاعبين كبار من أمثال الإيطالي بالوتيلي والفرنسي جالي، وقد يكون في حالة ابتعاد الإصابة عنه، قنبلة الدورة القارية التي ستنقله لفريق عالمي، وقد يذيق رفقة رياض محرز على الجهة اليمنى الويلات للمنافسين الأفارقة، كما أن عودة غولام القوية وعودة زميله الظاهرة آدم وناس إلى مستوى خارق للعادة قد ينسي الجزائريين في رياض محرز، ووناس قادر على أن يتمركز في الجهة اليسرى ويذيق أيضا المنافسين الويلات بمساعدة فوزي غولام الذي اشتاق للمباريات وقد ينفجر في كأس أمم إفريقيا. في خط الوسط سيجد جمال بلماضي نفسه مجبرا على الزج بياسين براهيمي وسفيان فيغولي مع إمكانية ضم حسام عوار، أو إشراك نبيل بن طالب، وهو ثلاثي لعب جنبا إلى جنب في مونديال البرازيل وقادر على زعزعة أي دفاع، بعد خبرة زادت عن الخمس سنوات في اللعب جنبا إلى جنب، خاصة أن جديد الخضر هذا الموسم هو ظاهرة تهديف أخرى يتميز بالموهبة وأيضا بعطشه للعب وهو بغداد بونجاح الذي قهر مدافعي الدوري القطري والأندية الآسياوية، ولن يكون من الصعب عليه تكرار التألق مع الأفارقة، ولأنه مرشح لأن يكون هداف سنة 2018 على الصعيد العالمي، فهو مرشح أيضا فوق العادة، لأن يكون هداف كأس أمم إفريقيا القادمة، وفي حالة تعثر انتقال بغداد بونجاح إلى أوربا هذا الشتاء، فستكون أحسن فرصة له هي كأس أمم إفريقيا للظفر بعرض مهم في أوروبا، وفي حالة تألق الهجوم والوسط، فسيصبح أمر الدفاع وحارس المرمى مقدور عليه لأن الفريق الذي يسيطر عادة ما يجد سهولة في الدفاع مهما تواضع عناصر هذه المنطقة، كما هو الشأن في نادي برشلونة. أجمل ما في أمم إفريقيا القادمة هي أنها ستلعب في جوان وكل لاعب سيوجه إليها وجواز سفره في يده، من أجل تغيير الوجهة نحو ناد آخر، ولا يتأتّى ذلك إلا من خلال التألق وخاصة بالفوز باللقب القاري. ب. ع