أكثر من شهر، هي المدة التي تفصلنا عن اللقاء القادم لرفقاء سفيان فيغولي أمام طوغو خارج الديار، حيث يكفي الفوز في لومي لوضع الجزائر قدميها في كان الكامرون التي ستجري لأول مرة في صائفة 2019، وبعد هذه المباراة الهامة سيدخل المدرب جمال بلماضي في عطلة من حيث المباريات الرسمية إلى أواخر شهر مارس إذ سيستقبل منتخب غامبيا الضعيف جدا، من أجل ترسيم تأهله أو من أجل لعب مباراة تحضيرية للكان الذي سيكون يفصلنا عنه ثلاثة أشهر كاملة. صحيح أن جمال بلماضي برمج مباراتين تحضيريتين في أواخر السنة الحالية أمام منتخب قطر وأمام منتخب الصين مبدئيا، ولكن المدرب لن تكفيه هذه المباريات لأجل خلق الانسجام وحتى اختيار التشكيلة الأساسية التي سيشارك بها بعد الكان في تصفيات كأس العالم 2022 في قطر التي تبقى الهدف الأول بالنسبة لبلماضي ولاعبيه وكل الشعب الجزائري الذي مازال متأثرا من غياب منتخب بلادهم من مونديال روسيا الماضي. ليس من الضروري أن يكون المتألقين والخائبين في الخرجتين الأخيرتين أمام بينين في مباراتي البليدة وكوتونو، على نفس الحال، لأن المدة طويلة جدا، وسيكون في قادم الأسابيع هلال سوداني وفوزي غولام وإسلام سليماني تحت الخدمة، وقد يخرج بعض اللاعبين من المفكرة إذا تم تهميشهم بالكامل من أنديتهم الأوروبية، ويأمل اللاعبون المحليون في تمكن وفاق سطيف من قلب الطاولة على الأهلي المصري في مباراة هذا الأسبوع، وتتويجهم باللقب القاري، من أجل تواجد بعض العناصر في الموعد القاري خاصة الحارس زغبة والمدافع بدران وحتى المهاجم عبد المؤمن جابو. إلى غاية أواخر مارس القادم ستكون منافستي رابطة أبطال أوروبا وأوربا ليغ قد بلغتا المنعرج الأخير، كما أن الميركاتو الشتوي قد يغير خارطة تواجد لاعبي الخضر وعلى رأسهم براهيمي وبونجاح وفيغولي، وهو ما سيكون له وزن في خيارات المدرب جمال بلماضي، الذي قد يجد لاعبين شابين وهما آدم وناس وإسماعيل بن ناصر في كامل لياقتهما، كل هذا سيظهر في الجولات الأوروبية والدوريات المحلية القادمة، التي قد تعيد سفيان هني ومهدي زفان من أوسع الأبواب. في غياب الأسماء الجديدة من مزدوجي الجنسية المرشحة للتواجد مع الخضر بسبب سلبية الاتحادية الجزائرية الحالية منذ قدوم خير الدين زطشي، لن تجعلنا نأمل في مشاهدة جوهرة كروية جديدة، إذ يبدو أن آخر العنقود كان مع بن زية ووناس وبن ناصر، ولا يوجد لحد الآن أي تواصل مع نجم ليون حسام عوار الذي يدرك بأن حمله لقميص الديكة صعب جدا بعد تألق الكثير من اللاعبين الفرنسيين من الذين يصغرونه سنا ومنهم على وجه الخصوص مبابي، ومع هذا من المستبعد أن تكون تشكيلة الخضر في نوفمبر وفي مارس وحتى في موعد أمم إفريقيا في شهر جوان من السنة القادمة مدعمة باسم جديد، رغم أن اللعب للخضر يزيد من قيمة اللاعب مقارنة مع وضعه من دون منتخب وطني، واللاعبون المغتربون الذين حصلوا على تحويلات مهمة مع أندية قوية وفي مختلف الدوريات بسبب لعبهم للخضر وخاصة مشاركتهم في كأس العالم في البرازيل. لن يجد جمال بلماضي فرصة أحسن من هذه لأجل متابعة مختلف لاعبي الخضر وتتبع مباريات الدوري الجزائري، الذي راهن عليه من خلال وضع ثقته في بغداد بونجاح ويوسف عطال، وسينتظر العودة القوية لبعض النجوم وعلى رأسهم رياض محرز وياسين براهيمي وحتى في حالة بقاء اللاعبين على دكة الاحتياط فقد يكون الزمن الفاصل بين نهاية الدوريات الأوروبية وانطلاق منافسة أمم إفريقيا جيدا، لأجل اللعب بعناصر ليست مرهقة، لأن عدد اللاعبين الجزائريين الذين يشاركون حاليا في رابطة أبطال أوروبا وأوربا ليغ بلغ أربعة عشرة لاعبا، ويضاف إلى التزاماتهم الأوروبية، مباريات الدوري المحلي والكأس مما يعني أنهم سيأتون مرهقين جدا خاصة الذين ينشطون في الدوريات القوية مثل إسبانيا وإيطاليا وألمانيا وإنجلترا. ب. ع