يرتكب المدرب الجزائري جمال بلماضي الكثير من الأخطاء، في خرجاته الإعلامية، إما بسبب نقص خبرته كمدرب شاب يقود حاليا ثاني منتخب في حياته الرياضية، أو بسبب حساسية ملف مزدوجي الجنسية بين الجزائروفرنسا، ففي الوقت الذي تتهافت كبريات الأندية العالمية بما في ذلك برشلونة على متابعة لاعب ليون حسام عوّار الذي يلعب حاليا آخر موسم له بألوان ليون الفرنسي وقد ينتقل إلى الدوري الإنجليزي في الميركاتو الشتوي القادم، وقع المدرب جمال بلماضي في الفخ. وكشف على أنه سيتحدث قريبا مع عوار في إمكانية ضمه لرفقاء رياض محرز، وهو خطأ كبير لم يكن يقع فيه رئيس الاتحاد الجزائري السابق الحاج محمد روراوة الذي كان يدرس ملف مزدوجي الجنسية بسرّية تامة وعبر جلسات ماراطونية لا أحد يعلم مدتها وكيفية مسارها لحد الآن غير روراوة واللاعب المعني، وكلنا نعرف بأن إقناع مراد مغني ومهدي لحسن وحسان يبدة ورياض بودبوز لم يكن سهلا، ليس بالضرورة لأنهم كانوا ينتظرون دعوة من الديكة، وإنما لأن غالبيتهم لم يكن يفكر سوى في للعب للنادي،ولم يفشل روراوة سوى مع لاعبين هما رومان حمومة لاعب سانت تيتيان الذي قال صراحة بأنه لا يشعر بأنه جزائري، ونبيل فقير الذي خطفه رئيس نادي ليون من أيدي روراوة بالطريقة التي يعرفها الجميع، وقبل أيام من رحيل روراوة قدّم للمنتخب الجزائري هدية جميلة بضمه رسميا للموهبة آدم وناس لاعب نادي نابولي. ليت خطأ جمال بلماضي، توقف عند كشف محاولته المرتقبة مع حسام عوار، بل إنه راح يقدّم نفسه على أنه وطني، وتحدث عن إمضائه لمارسيليا تزامنا مع اختياره اللعب للخضر، وقرن ذلك بما كانت تعيشه الجزائر في العشرية السوداء، بالرغم من أن اختياره اللعب للمنتخب الجزائري لم يكن في تسعينات القرن الماضي، وإنما بعد سنة 2000، وبالضبط بعد مباراة الخضر في عنابة أمام منتخب السنغال ضمن المباراة الأولى من دور المجموعات التصفوي لمنافسة كأس العالم، حيث استجاب لدعوة المدرب المغترب السابق عبد الغاني جداوي، وحضر بلماضي كمتفرج رفقة علي بن عربية رفقة مراد مزار، وكانت أول مشاركة له في مباراة القاهرة الشهيرة التي خسرها الخضر بخماسية كاملة مقابل هدفين. بلماضي لم يكتف بالحديث عن نفسه بل ضرب مثالا عن كريم زياني، وقال للصحافة بأنه لن يترجى أي لاعب من أجل تقمص الألوان الوطنية، في رسالة مباشرة لحسام عوار، على أنه يجب أن يرد بسرعة بنعم أو لا، لأن أي تأجيل بالرد سيعتبره بلماضي رفض، وسيغلق الملف نهائيا ولن يقبل بعد ذلك عوار، حتى ولو جاء مشيا على الأقدام. حتى لو كان الكثير من الجزائريين يباركون مثل هذه الصرامة، فكان الأجدر بجمال بلماضي أن يطبقها ولا يقولها أمام الجميع، ولا نظن أصلا أن من صلاحيات المدرب أن يتصل هو بنفسه باللاعب حسام عوار، وعليه أن يختار اللاعب الذي يحتاجه، ويترك البقية لرجال الاتحادية. المشكلة أن كلام بلماضي لم يمرّ بردا وسلاما، لأن بلاطوهات التلفزيونات وكتابات الصحف راحت تتحدث مع العديد من اللاعبين القدامى، وتجرّأ اللاعب سمير زاوي عندما جزم بأن أي لاعب مزدوج الجنسية تستدعيه فرنسا يقبل من دون تردد، والجزائر هي الخيار الثاني للذين يئسوا من دعوة فرنسا، وجمع كل اللاعبين في هذه السلة، وهو يعلم بأن جورج وييا رفض فرنسا وأصرّ على ليبيريا التي يعلم بأنه لن لعب معها المونديال، وأوباميونغ رفض فرنسا واستجاب للغابون ودروغبا وإيتو وغيرهم كثيرون، ولن نتحدث عن بن طالب ومحرز وبراهيمي وغولام الذين يلعبون مع أندية عالمية ولبوا دعوة الخضر وهم دون العشرين ربيعا، مما يعني أنهم لم ينتظروا أبدا أي دعوة من المنتخب الفرنسي. جمال بلماضي وقع في الفخ، وقد يضيّع لاعبا كان يمكن أن يتوجه به إلى كأس أمم إفريقيا وهو يقول بأنه ذاهب للعودة باللقب من دون أن يجد من يندهش لرغبته. ب.ع