شهدت الحدود البرية الشرقية بين الجزائر والجارة تونس نهاية الأسبوع، حركة غير عادية، للمتوجهين من الجزائر إلى تونس أو أولئك القادمين في الاتجاه العكسي باتجاه التراب الجزائري. حيث تشكلت طوابير طويلة من السيارات أمام بوابة المركز الحدودي بأم الطبول في ولاية الطارف، منذ صبيحة الخميس، لمئات المسافرين الجزائريين الذين حجوا إلى الحدود التونسية لطبع جوازات السفر بختم شرطة الحدود قبل نهاية السنة، للاستفادة من تحويل العملة في البنوك ثم العودة ودخول التراب الجزائري، دون تكبد أي مصاريف بالعملة الصعبة، خاصة في ظل ارتفاع سعر اليورو في السوق الموازية والذي تجاوز لأول مرة عتبة 210 دينار جزائري لليورو الواحد، وإعادة بيع مبلغ العملة الصعبة المتحصل عليها من حق الصرف بالبنك في السوق الموازية وتوفير ما لا يقل عن 5000 د.ج عن كل جواز سفر، فما بالك إذا كان كل مسافر قد نقل عائلته الصغيرة؟ وأكد عائدون من الحدود عبر مركز أم الطبول، السبت، للشروق ، وجود اكتظاظ للسيارات والأشخاص الذين كانوا متلهفين لعبور الخط الحدودي، والوصول إلى المركز المقابل بالتراب التونسي، ثم العودة بسرعة أو في أقصى الحالات بعد الوصول إلى مدينة طبرقة. ولم تمنع التقلبات الجوية والرياح العاتية والتساقط الغزير للأمطار أول أمس مئات العائلات الجزائرية خاصة تلك المقيمة في بعض الولايات القريبة من الحدود التونسية على غرار الطارف وقالمة وعنابة وسوق اهراس وتبسة، من السفر جماعيا مع عطلة نهاية الأسبوع، لختم أكبر عدد من جوازات السفر والاستفادة من فارق صرف العملة في السوق الموازية، بعد عودتها السريعة، من المركز الحدودي، والعودة في نفس اليوم، تفاديا لأي مصاريف، بعدما نقلت معها بعض الوجبات الغذائية الخفيفة، وكذا حفاظا على مخزون الوقود في المركبات. كما اكتظ المركز في الجهة المقابلة أيضا بالمسافرين القادمين من تونس باتجاه الجزائر، من بينهم تجار جزائريون وآخرون اضطروا للسفر لاقتناء بعض الأدوية المفقودة في الصيدليات الجزائرية، بالإضافة على عدد كبير من التونسيين الذين أصبحوا يختارون بعض المدن الجزائرية للتسوق واقتناء مختلف السلع من أسواق العلمة بولاية سطيف وعين فكرون وعين امليلة بولاية أم البواقي بالإضافة إلى مدينة قسنطينة.