مدينة تونسية عرفت المراكز الحدودية الشرقية مع الجارة تونس وعددها ثمانية إزدحاما رهيبا خلال اليومين السابقين للاحتفال برأس السنة الميلادية.. وقد بلغ عدد الذين دخلوا عبر مراكز الحدود بولاية الطارف عبر أم طبول والعيون أزيد من ثلاثين ألف مواطن بين سائح وطالب لتأشير جواز سفره فقط، وهذا إلى غاية عصر يوم الخميس 31 ديسمبر 2009 .. * وبعد الارتفاع القياسي لسعر العملة الصعبة في السوق الموازية والذي لم تعرف الجزائر مثيلا له منذ ظهور عملة الأورو في بداية القرن الحالي، حيث جاوز سعر 12600 دج لمبلغ 100 أورو، بينما لا يتجاوز سعر الصرف في البنوك أزيد عن 10600 دج مما جعل المواطنين ممن لم يقوموا بالتحويل المتاح لهم قانونيا للعملة الصعبة مرة في السنة خلال سنة 2009 يسارعون إلى البنوك المختلفة لتحويل العملة الصعبة، ومن ثم الدخول إلى تونس بهدف التأشير على جواز السفر والعودة بعد ساعات قليلة، ومنهم من يعود بعد دقائق إلى الجزائر .. وغالبية المسافرين إستغلوا العطلة الشتوية التي تمتع بها الأبناء، فقاموا بالتحويل أيضا لأطفالهم ونقلوهم معهم نحو تونس في رحلة الهدف منها هو الاستفادة من تحويل العملة، حيث كانت غالبية السيارات التي مرت عبر المراكز الحدودية مليئة بالمسافرين من ذات العائلة، وقام بعضهم بزيارة مدينة طبرقةالتونسة، ثم العودة في ذات اليوم عبر ذات المركز الحدودي، وهذا بالنسبة لسكان الولايات الحدودية مثل تبسة، حيث استعمل المسافرون المركز الحدودي بوشبكة الذي يبعد عن عاصمة الولاية بحوالي 34 كلم، وهو مركز تجاري وبشري شهد أول أمس أكبر توافد بعد شهر جويلية الماضي، كما ارتفع رقم الوافدين على المراكز الحدودية الأخرى في تبسة وهي "بتيتة والمريج وأم الطبول"، وحج الآلاف من ولاية سوق اهراس إلى المركز الحدودي "لحدادة" الذي يبعد عن سوق اهراس بنحو 65 كلم وحتى إلى "لفيض" الواقع ببلدية عين زانة وهو المركز الحدودي المهجور غالبا بسبب سوء الطرق المؤدية إليه .. وعرفت منطقة عنابة بكاملها وأيضا الطارف انتقالات جماعية نحو "أم الطبول والعيون"، وكان معظمهم لذات الغرض، حيث انتعش نهار أمس سوق العملة الصعبة. والباعة من الذين استفادوا من صرف العملة الصعبة رغم أن الفائدة التي جنوها لم تزد عن ألفي دينار جزائري مع ضرب القيمة في عدد أفراد العائلة الذين تنقلوا مع رب الأسرة، وفي المقابل عملت الوكالات السياحية بقوة مع مختلف الفنادق والمركبات السياحية التونسية التي استقطبت الجزائريين وخصتهم بتخفيضات لم يسبق لها مثيل في مختلف المدن السياحية التونسية مثل طبرقة والحمامات وسوسة ونابل .