لم يخطئ جمال بلماضي في إبداء رأيه في رياض محرز ومحمد صلاح، لأنه تقني ومختص في اللعبة ومن حقه أن يعطي رأيه في أي لاعب أو فريق، لكن التأويلات التي أخذها الحديث الأخير الذي أجراه بلماضي مع وسيلة إعلامية هو الذي وضعه في موقف المخطئ مرة أخرى، وكان بإمكانه التحدث بدبلوماسية تُبعده عن الحرج الذي أوقعه فيه السائل الذي تهمّه كصحافي الإجابات المثيرة، وكان بإمكانه أن يقول كلمة قصيرة يعتبر فيها اللاعبين من طينة الكبار، بدليل لعبهما في أقوى ناديين في بلاد كرة القدم إنجلترا، وفقط. الصحافة المصرية خاصة الورقية والإلكترونية منها نقلت ما قاله جمال بلماضي وتركت للقراء حق إبداء الرأي بكل صراحة، وهناك من تساءل عن رتبة كل لاعب ضمن الهدافين ومرتبة فريقه في الدوري الإنجليزي، ومنهم من ضرب موعدا في جوان القادم، بمناسبة دورة كأس أمم إفريقيا، لمعرفة من بإمكانه قيادة منتخب بلاده للتتويج باللقب القاري، وقبل ذلك من بإمكانه قيادة ناديه للتتويج باللقب الأوروبي لرابطة أبطال إفريقيا. مشكلة جمال بلماضي أنه لا يتقن الحديث باللغة العربية، وهو لا يتكلم سوى اللغة الفرنسية، ولو أجرينا مقارنة بما نشر نهار السبت في مختلف الصحف الجزائرية حول موضوع محرز وصلاح من وجهة نظر بلماضي للاحظنا الفارق في النقل والتأويل وهو ما جعل جمال بلماضي في موقف المخطئ بالحديث في هذا الموضوع خاصة أن محمد صلاح بصدد القيام بمشوار غير عادي، وصار هناك من كبار العالم من يرشحونه لانتزاع الكرة الذهبية العالمية خلال السنة القادمة أو التي بعدها، ففي مباراة ويلفرهمبتون التي لعبت سهرة الجمعة، ضمن الدوري الممتاز، أبان صلاح بأنه من طينة كبار المعمورة بلمساته وقيادته لناديه ليس بالهدف والتمريرة الساحرة وتمكينه ليفربول من الحفاظ على ريادتها وتسجيله الهدف ال11 منذ بداية الموسم وتمريرته رقم ثلاثة، وإنما من حيث قيادته لفريقه، وجدولة جهده على مدار دقائق المباراة، وخروجه بعد مرور تسعين دقيقة من الملعب وكأنه دخل في الحين، وهناك إجماع في مصر على أن مشكلة المنتخب المصري قد تكون في محمد صلاح لأن مستواه يتعدى كثيرا بقية رفقائه، وأقربهم إلى مستواه هو محمد النني الذي لا يجد له مكانا مع الأرسنال وأحيانا لا يجد له مكانا حتى في الاحتياط. أما رياض محرز فهو يصارع حاليا من أجل الحصول على مكانة أساسية في واحد من أقوى الفرق في العالم، ويضم نجوما دوليين في منتخباتهم العالمية ومن الصعب إزاحتهم من أماكنهم في صورة اللاعب الدولي الإنجليزي ستيرلينغ واللاعب الدولي الأرجنتيني آغويرو واللاعب الدولي الألماني ساني واللاعب الدولي البليجيكي دوبراين. المصريون الذين صاروا يتسمّرون أمام شاشات التلفزيون لمتابعة مباريات ليفربول، يرون أن لاعبهم محمد صلاح لا يقارن بأي لاعب عربي أو إفريقي آخر مهما كان اسمه وتتويجاته بمن فيهم محرز، بل إن البعض يؤكد بأن الدولة المصرية طلبت تنظيم كأس أمم إفريقيا من أجل أن يتمتع المصريون بمحمد صلاح، وهم متأكدون بأنه سيحمل بنفسه الكأس واعتبروه رغم صغر سنه، أحسن لاعب في تاريخ مصر ومن دون مقارنة مع أي كان، ومن المصريين من ينتظر بفارغ الصبر إنهاء ميسي لمشواره الكروي، حتى يستعمر محمد صلاح الألقاب والتتويجات، وحتى الذين قالوا إن اللاعب لا يمتلك المهارات، سقط رأيهم في الماء، لأن محمد صلاح في اللقاء الأخير قدّم خمس تمريرات بالعقب، في لقطات لا يقوم بها إلا النادر من اللاعبين. صورة رياض محرز ومحمد صلاح في لقاء الذهاب في ليفربول وهما يتجاذبان الحديث والابتسامة والمصافحة، هي الصورة التي تجمع اللاعبين الكبار، فمحمد صلاح نجم ومحرز نجم، وحتى مباراة الثالث من شهر جانفي القادم بينهما في مانشستر سيتي في لقاء القمة الإنجليزي والتي ستلعب في سهرة ثلاثاء وليس سبت، لن تجيب عن الأفضل حتى ولو كان بطل المواجهة صلاح أو بطلها رياض محرز. ب.ع