رغم أن "بارة رشيد" المولود في 30 / 11 / 1974 ببلدية العمارية جنوب ولاية المدية الموصوف بأطول رجل في الجزائر بعد أن جاوز سقف ال 2.35 متر تلقى زيارة وزير التضامن رفقة والي ولاية المدية السابق له في مقر سكناه ببلدية خمس جوامع جنوب ولاية المدية أيضا في شهر نوفمبر من سنة 2004 والتي تكرم فيها السيد جمال ولد عباس على الرجل صاحب القامة القياسية في الجزائر بدراجة نارية ثلاثية العجلات حتى يتسنى لصاحب الأقدام التي يجاوز قياس الأحذية التي تنتعلها ال 63 سنتيم الحركة بسهولة. إلا أن رشيد وبعد حادث وقع له سنة 2005 بالدراجة التي منحت له تحولت حياته الى جحيم بعد أن اضطر الأطباء بمستشفى محمد بوضياف الى إجراء عملية جراحية استعجالية له على مستوى الإصابة التي كسرت عظم حوضه، وأصبح طويل القامة مقعدا بعدها وعاجزا عن الحركة، ورغم نقله الى مستشفى بن عكنون المتخصص إلا أن حالة رشيد بقيت على حالها، بل وتعمقت أكثر بعد أن لازم الفراش لمدة فاقت السنة أصيب على إثرها بمرض انسداد الشرايين الدموية الذي جعل القرح والدمل والانتفاخات تلتهم أجزاء من جسده النحيف بعد أن كان وزنه يناهز القنطار. طبيب الاستعجالات الذي ذكر ل "الشروق" بأن مصلحته اضطرت الى دمج سريرين ليتمكن رشيد من النوم عليهما بدا متشائما من حالته، وأصر على ضرورة تكفل خاص به قد يحتم نقله الى الخارج بسبب وضعه المورفولجي والبيولوجي الخاص جدا.. صاحب رقم أطول رجل في الجزائر عندما حاولنا الاستفسار عن حاله أخبرنا بلغة مرهقة ومتقطعة "أطلب من وزير التشغيل والتضامن أن يفي بوعوده التي قطعها بشأن التكفل بوضعي الخاص جدا" ليضيف أخوه الذي وجدناه برفقته بمصلحة الاستعجالات بأن وضع أخيه قد ساء كثيرا بعد وفاة والده منذ قرابة الشهرين، حيث كان هو معيله والمهتم بكافة احتياجاته، خصوصا وأن رشيد مصنف بحكم طوله في فئة "المعاقين" ومنحة ال 12000 دج التي يتقاضاها ينفقها على أفراد عائلته، وبالكاد ينفق جزءا منها على احتياجاته الخاصة. يذكر أن رشيد بارة، ابن ال 33 ربيعا، لم يعرف طريقه الى المدرسة أبدا، وقد كان لفقر عائلته التي أرهقها توفير الاحتياجات الخاصة لرشيد وإخوته الأربعة سببا في انصرافه عن المدرسة واهتمامه بالفلاحة والزرع منذ الصغر. م. سليماني