أعلن مصدر مقرب من الرئاسة الموريتانية، أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز، سيُجري زيارة رسمية لسوريا في جانفي الجاري، مع العلم أن العلاقات بين البلدين بقيت قوية رغم النزاع القائم في سوريا. وقال هذا المصدر، الأربعاء، لوكالة الأنباء الفرنسية: "سيقوم الرئيس بزيارة رسمية إلى سوريا، تستغرق يومين، قبل منتصف جانفي 2019". ويزور الرئيس الموريتاني دمشق قبل مشاركته في القمة الاقتصادية والاجتماعية، المقررة في بيروت، بين السادس عشر والعشرين من الشهر الحالي، حسب المصدر نفسه. وسيكون الرئيس الموريتاني ثاني زعيم عربي يزور دمشق منذ تجميد عضويتها في الجامعة العربية سنة 2011، بعد الرئيس السوداني عمر البشير، الذي زار دمشق في ديسمبر الماضي، والتقى الرئيس السوري بشار الأسد. وأبقت موريتانيا سفارتها مفتوحة في دمشق، بخلاف كثير من الدول العربية الأخرى، بُعيد اندلاع النزاع السوري مطلع عام 2011. وأوضح المصدر نفسه، أن الزيارات على المستوى الوزاري بين البلدين تواصلت، وعارضت نواكشوط منح المعارضة السورية مقعد سوريا في الجامعة العربية، خلال القمة العربية التي عُقدت عام 2016 بالعاصمة الموريتانية. وبعد ساعات من إعادة دولة الإمارات العربية المتحدة فتح سفارتها في دمشق، أعلنت البحرين، مساء الخميس الماضي، "استمرار العمل" في سفارتها لدى سوريا، وذلك بعد 7 سنوات من قطع العلاقات، على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت عام 2011 ضد النظام السوري والتي تم قمعها بالقوة، قبل اندلاع نزاع دامٍ في البلاد. وتتزامن هذه الخطوات مع مؤشرات حول مساعٍ جارية لإعادة تفعيل العلاقات بين سوريا وبعض الدول العربية، واستمرار رحلة الرؤساء العرب إلى سوريا قبل 3 أشهر من قمة عربية تُعقد في تونس، علماً أن جامعة الدول العربية علّقت عضوية سوريا فيها منذ عام 2011. وقالت وزارة الخارجية البحرينية في بيان: "تعلن وزارة الخارجية عن استمرار العمل في سفارة مملكة البحرين لدى الجمهورية العربية السورية الشقيقة، علماً بأن سفارة الجمهورية العربية السورية لدى مملكة البحرين تقوم بعملها، والرحلات الجوية بين البلدين قائمة دون انقطاع". وأضافت: "تؤكد وزارة الخارجية حرص مملكة البحرين على استمرار العلاقات مع الجمهورية العربية السورية، وعلى أهمية تعزيز الدور العربي وتفعيله، من أجل الحفاظ على استقلال سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها، ومنع مخاطر التدخلات الإقليمية في شؤونها الداخلية". ودعمت الإمارات في سنوات النزاع الأولى المعارضة السورية ضد النظام. وبعد انقطاعٍ دامَ نحو 8 سنوات، تم، الخميس 27 ديسمبر 2018، تسيير أول رحلة سياحية من سوريا إلى تونس عبر طائرة تابعة لشركة "أجنحة الشام" الخاصة، تقلّ نحو 160 شخصاً. وقال معتز طربين، مدير مكتب دامسكو للسياحة والسفر المشارك في تنظيم الرحلة: "إنها أول رحلة منذ عام 2011 لإطلاق الخط بيننا وبين تونس". وتشير هذه الخطوات المتلاحقة إلى بدء انفتاح عربي على سوريا بعدما قطعت دول عربية عدة علاقاتها معها أو خفّضت تمثيلها الدبلوماسي فيها. إلا أنه ليس واضحاً ما إذا كانت دول عربية أخرى، وخليجية خصوصاً، ستلحق بركب الإمارات. وتنتقد الدول الخليجية، وخصوصاً السعودية، التحالف بين سوريا وإيران الداعمة لدمشق. وفي موقف لافت، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على موقع تويتر، في ديسمبر، أن "السعودية وافقت الآن على إنفاق الأموال اللازمة للمساعدة في إعادة إعمار سوريا، بدلاً من الولاياتالمتحدة". وتسبب النزاع منذ اندلاعه في مقتل أكثر من 360 ألف شخص وفي دمار هائل بالبنى التحتية، ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.