أمرت وزارة الشؤون الدينية أئمة المساجد، بعدم جمع أموال من المصلين مقابل تأدية صلاة التراويح، وهو ما كان يتم وفقا للتقاليد المعمول بها سابقا، بمناسبة قيام شهر رمضان، بحجة أن الإمام موظف ويتقاضى أجرا على ذلك، وأن المتطوع يبقى متطوعا ولا يطلب أجرا على إمامة الناس. استغرب الأئمة ما تلقوه في مضمون التعليمة الوزارية الجديدة التي نزلت لمديريات الشؤون الدينية، منذ يومين، والتي تمنعهم من القيام بجمع أموال داخل المساجد وسط المصلين، خاصة وأن هؤلاء الطلبة حفظة كتاب الله، الذين ينزلون إلى مساجد الجمهورية قادمين من الزوايا أو معاهد العلوم الشرعية وتدريس القرآن الكريم، يعتبرون فرصة إمامة الناس في التراويح متنفسا لهم للتدرب على تكرير ما حفظوه من كتاب الله، وتلقي مقابل "إكرامي" من المصلين يساعدهم على قضاء بعض حوائجهم المادية، في بقية الشهور. وأفاد أحد أئمة ولاية تيبازة أن اجتماعا تنسيقيا سيحصل على مستوى مديرية الشؤون الدينية للنظر في كيفية تطبيق التعليمة مع مراعاة رغبة المصلين في إكرام حفظة القرآن الكريم، بمناسبة اختتام كتاب الله مع أواخر شهر الصيام. وفي ذات السياق، أكد المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية، عدة فلاحي، في تصريح ل"الشروق"، أن التعليمة حقيقة جاءت لتنظيم العملية وليس كمنع نهائي، وقال أن التعليمة تؤكد أن "الأموال لا تجمع لمتصدر الإمامة لأنه لا يتقاضى أجرا على صلاة التراويح من قبل المواطنين"، مضيفا "إذا كان المصلي أو الإمام موظفا بصفة رسمية يتقاضى أجرا أما غير ذلك، ممن يعرض نفسه متطوعا والمتطوع لا يطلب أجرا أو مقابلا، ولكن اعتاد الناس إكرام الإمام، كتقليد معمول به، في منتصف رمضان أو ليلة 27 رمضان تبركا أو طلبا للأجر أو تقديرا له". وأوضح المتحدث أن "الوزارة ارتأت وضع آلية لجمع الأموال، على مستوى تنظيمي، ولابد أن تحترم وتقدم الأموال للجنة المسجد على مستوى المسجد، وهي من تتصرف بها وفق القوانين والتعليمات المعمول بها"، وأضاف "ترى أوضاعها إذا كانت الأموال مجرد صدقات لا يعني بها زكاة الفطر، لأن زكاة الفطر لحي المسجد، واللجنة توضح للناس أن زكاة الفطر لا تعني بها إكرام الإمام الذي صلى التراويح، وتصرف وفق الظروف ربما لأكثر من شخص واحد، إذا كان طلبة آخرون مسافرين لحفظ القران الكريم يحتاجون لبعض من المال". وقال فلاحي إن الغرض من التعليمة هو ضبط المهمة حتى لا يكون الإمام صلى بالناس مقابل أجر، أما الناس فهم أحرار إن أرادوا إكرام حملة القرآن على مستوى شخصي، أو أفراد أرادوا إكرام حملة القرآن فإن الوزارة لا تتدخل في مبادرات شخصية. وأفاد مستشار الوزير بوعبد الله غلام الله أن الأموال تسلم بمحضر للجنة الدينية بمحضر فيه شهود والإمام وأعضاء اللجنة والأعيان والشخصيات وأهل الحي ممن يحظون بمصداقية، حتى لا يتصرف فيها بشكل غامض ولا تحصل تأويلات. ومن جهته، قال الحاج حجاج إمام مسجد عثمان بن عفان باسطوالي ل "الشروق"، أن مديرية الشؤون الدينية بالعاصمة تحرص، على جمع الأموال للمقرئين في صلاة التراويح، باستثناء بعض المساجد التي اعتادت على التوقف عن عادة جمع الأموال، في وقت سابق لظروف أمنية.