استنكر الأئمة وفقهاء الدين بشدة التصريحات الصادمة التي وردت من قبل مدير المركز اللغوي والبيداغوجي لتعليم الأمازيغية عبد الرزاق دوراري، بعدما شبّه العبادات التي يقوم بها الحجاج خلال تأديتهم الركن الخامس من الإسلام بالطقوس الوثنية، وبأنّ "محمد بن عبد الله" دون الصلاة على خاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام قد أقرّه باجتهاد سياسي لتجميع العرب، على حدّ زعمه. عمت حالة من السخط والغضب الشديدين وسط الجزائريين وشيوخ الدين الذين باتوا يفاجؤون بهجمات متكررة ومتعمدة ضد مشاعرهم الدينيّة، بدءا من الطعن في الأئمة الكبار ورواة الحديث، حتّى باتت التصريحات المسيئة مشهدا متداولاً في القنوات التلفزيونية ومنصات التواصل الاجتماعي، وهو ما يستدعي، بحسبهم، هبة واحدة من بعض الوزارات، كالشؤون الدينية والأوقاف ووزارة الداخلية التدخل للحفاظ على المرجعية وحمايتها من الأفكار الهدامة والمتطرّفة. الشيخ حجيمي: الحجّ عبادة ويناير عادة وفي هذا الصدد، طالب الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، الشيخ جلول حجيمي، المثقفين وبالتحديد عبد الرزاق دوراري مدير المركز اللغوي والبيداغوجي لتعليم الأمازيغية باحترام دين الإسلام، فهو دين الأمة، والتوقف عن الإساءة إليه، متسائلا ما دخله في مثل هذه الأمور؟. موضّحا أن الحج ركن من أركان الإسلام له خصوصيته ومكانته وهو موجود منذ عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام، أما مسألة يناير فهي مسألة تراثية يشوبها الكثير من الكلام والأقاويل، وعليه لا يمكن تشبيه العادة بالعبادة. الشيخ عيّة: على وزارة عيسى أن تتحمّل مسؤوليتها كما صف إمام المسجد الكبير الشيخ علي عية، تصريحات عبد الرزاق دوراري بالطعن في المرجعية الدينية في الجزائر وضربها والتي حمتها خلال فترة الاستعمار، وأبقت الإسلام بين الجزائريين، داعيا إياّه لمناظرة لمناقشة هذه الفكرة المتطاولة والمسيئة للدين في منتدى "الشروق" أو أي منتدى علمي آخر، للعمل على تصحيحها وإقناعه بحقيقة الحج من خلال النصوص والأحاديث الشرعية، الذي يبقى ركنا أعظم وليس قرارا سياسيا من محمد بن عبد الله كما قال دوراري، معتبرا أنّ الموقف يستدعي التحرك العاجل من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بمجالسها العلمية والمجلس الإسلامي الأعلى، بل وحتى وزارة الداخلية، وعدم ترك وسائل الإعلام تواجه هذه الأفكار المنحرفة وتدافع عن المرجعية الوطنية بمفردها. جمعية العلماء: لماذا الطعن في الحج وماذا سيضيف للجزائر؟! بدوره، اعتبر نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الشيخ التهامي ماجوري، كلام مدير المركز اللغوي والبيداغوجي لتعليم الأمازيغية مردودا عليه، كون الدين من عند الله عز وجل أرسل به جميع الرسل وليس اجتهادا منهم كما يدعي دوراري، واستغرب ماجوري من هذه التصريحات الغريبة، متسائلا ما جدوى مثل هذه الإدعاءات وما دخل المتحدّث في الحج وما الذي دفعه لهذه التصريحات، فهل سيضيف شيئا للعلم أو الدين أو الأخلاق أم سيساهم في نهضة الجزائر؟. ودعا محدثنا الجهات المعنية ووزارة الشؤون الدينية والداخلية والمجتمع المدني إلى المطالبة بوضع حد لهذه الإساءات لعقيدة الشعب، لأنّه مستهدف، حسبه، من مجموعات متأثرة بالفكر الغربي تطعن في كلّ ما هو موجود ومقدّس.