الشيخ عية: "لابد من تكوين الأئمة لأننا مقبلون على زمن خطير" الشيخ حجيمي: "المسجد مكان للعبادة وليس لممارسة السياسة" تعكف وزارة الشؤون الدينية على إعداد دراسة تمكنها من تحديد بؤر التطرف الديني في الجزائر، وذلك في إطار مكافحة التيارات التكفيرية والتي تحث على العنف والاضطهاد والإرهاب والدخيلة على مجتمعنا، والتي جاءت نتيجة لضعف تأطير الأئمة في المذهب المالكي وبروز التيار السلفي المتطرف والمتشبع أحيانا بالفكر الوهابي، وانطلاقا من هنا أعلن وزير الشؤون الدينية عن اعتماد تكوين جديد للائمة لتجنيدهم ضد التطرف والإرهاب والرقي بالخطاب الديني لما فيه مصلحة البلاد والمجتمع. والتقى وزير الشؤون الدينية محمد عيسى، وزير الداخلية الفرنسي، خلال وجوده أول أمس بالجزائر، حيث تحادثا عن ضرورة تحسين صورة الإسلام في الخارج من خلال تدريب الأئمة ليحسنوا تمثيل الجزائر في الدول غير الإسلامية على رأسها فرنسا، خصوصا وأن الغرب ربط بين الدين الإسلامي وأعمال العنف والإرهاب، مما يستوجب إعطاء صورة حقيقية عنه ويبدأ ذلك بالاستثمار في الإمامة. وفي هذا السياق، قال الإمام المسجد الكبير وشيخ الزاوية العلمية لتحفيظ القرآن، الشيخ علي عية، إن الإمام في الجزائر يعاني نقص التكوين أو ضعفه، ولهذا لابد من ضمان تكوين حقيقي، خصوصا وأننا مقبلون على "زمن خطير"، مشددا على ضرورة أن يتمكن الأئمة من معالجة القضايا العصرية، حيث يتفاعل المواطنون معهم، خصوصا في خطب الجمعة، ويتخلصوا من التيارات الدخيلة والأفكار التي لا تتماشى مع المرجعية الدينية في الجزائر، محذرا من أن الجهل بالدين يؤدي إلى "الدمار والهلاك"، وأشار إلى أهمية الاستثمار في خطب الجمعة لمكافحة "العنصرية والجهوية" التي يمكن إن تؤدي بالجزائر إلى انزلاقات خطيرة. من جانبه، زكّى الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، الشيخ جلول حجيمي، قرار الوزير بضمان تكوين جيد للأئمة، في شقيه الديني والسياسي، مشيرا إلى أن الامام من المفروض أن يمثل العقلانية في المجتمع وحياده عن الطريق المستقيم قد يجعله في خانة الاتهام، ولهذا لابد وأن يمتلك "خطابا جيدا وراقيا". واضاف حجيمي في اتصال ب«البلاد"، ان نقابته تحمي الإمام وتدافع عنه كما تحمي المرجعية الدينية الوطنية، معلنا رفضه لأي تيار آخر لا يتماشى مع القيم الدينية المتعارف عليها، داعيا الأئمة عبر التراب الوطني إلى توحيد الخطاب الديني، لأن الاختلاف بين المساجد يساعد على التوتر والبلبلة، مخاطبا إياهم "المسجد مكان للعبادة وليس لممارسة السياسة". وأحدث ظهور التيار السلفي في الجزائر، ضجة كبيرة، خصوصا وأن بعض الأئمة المحسوبين عليه ذهبوا إلى أبعد من ذلك وتبنوا الفكر الوهابي. كما اعتمدوا فتاوى أجنبية تكفيرية تحرض على الجهاد في غير محله، واستباحة دماء المسلمين، ووجدت فتواهم صدى لدى البعض، فيما راح بعضهم يخطب يوم الجمعة بلغة السياسة، ما جعل السلطات الأمنية تشدد الرقابة على بعض المساجد. كما انهت الوزارة مهام البعض منهم ثبت تورطهم في الدعوة إلى العنف.