كشفت المكلفة بالإعلام على مستوى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف مونية سليم ل "الحوار" اعتزام الوزارة الإعلان عن إقامة صلاة استسقاء ثانية خلال الأيام القليلة المقبلة، إلا أنها لم تحدد التاريخ بالضبط إلى حد الساعة، مؤكدة تلقي الوصاية لعدة طلبات لإعادة صلاة الاستسقاء من طرف أئمة من عدة ولايات. ويأتي هذا في ظل ما تعرفه البلاد من شح أمطار وإنذار بوجود جفاف بمختلف ولايات الوطن، ما عززه تحديد مصلحة الأرصاد الجوية لتاريخ 10 جانفي لإعلان الحكومة حالة الجفاف، في حالة استمرار ارتفاع الضغط الجوي الذي تشهده منطقة شمال إفريقيا، وعدد من دول أوروبا، التي توقعت أيضا تواصل حالة الطقس على هذا الحال، عدا تسجيل بعض السحب العابرة للمناطق الوسطى والشرقية من الوطن، خلال هذه الأيام، مما سيجبر الحكومة على اتخاذ إجراءات استثنائية فيما يخص ترشيد استهلاك المياه والمطالبة بمضاعفة إنتاج المياه المحلاة بواسطة محطات تحلية مياه البحر رغم قلتها. وفي ذات السياق، أكد الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدّينية والأوقاف، الشيخ جلول حجيمي، في حديث ل "الحوار" بأن صلاة الاستسقاء الأولى كانت ناقصة على جميع الأصعدة، كونها تستوجب الأخذ بالأسباب من توبة وطاعة وكذا صيام، مؤكدا حجيمي انه قدم اقتراحا للوصاية لصلاة استسقاء ثانية وكذا أيام تحسيسية استباقية لأهميتها بين المصلين، لكنه لم يتلق أي رد من طرفها لحد الساعة، ومن خلالها دعا المواطنين للاستجابة للصلاة بأعداد كبيرة، مع الأخذ بالأسباب كون الصلاة هذه رخصة ربانية وليس إدارية. من جهته، أكد إمام المسجد الكبير وشيخ الزاوية العلمية لتحفيظ القرآن الشيخ علي عية، في اتصال هاتفي مع "الحوار"، بأن الصلاة الأولى للاستسقاء لم يراع فيها لا الأركان ولا الشروط، حيث لم تعمم على جميع ارض الوطن مما يظهر عدم إعطائها حقها من طرف الوصاية، قائلا إن الأصح في صلاة الاستسقاء تهيئة الأمة والمكان المصلى فيه، بالإضافة إلى أدائها من طرف الجميع دون استثناء ابتداء من الحكام والمسؤولين، مشددا الإمام على ضرورة إعادة الصلاة لعديد المرات إلى غاية الاستجابة وفي كل بقعة من البلاد، حيث أشار الشيخ عية إلى إمكانية أدائها حتى في العراء والملاعب لتمكين الجميع من الالتحاق بركب المصلين. هذا وحمل المكلف بالإعلام على مستوى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، تهامي ماجوري، في تصريح ل "الحوار"، المسؤولية كاملة للأئمة في عدم تمكنهم من تحسيس المواطنين لضرورة أداء صلاة الاستسقاء، لأن الإمام –حسبه- هو المسؤول الأول على إصلاح المجتمع وتنبيه المصلين الى عباداتهم والدعوة إليها، خاصة في ظرف مماثل "الجفاف"، مؤكدا ماجوري بأن مهمة الوزارة التنظيم فقط، كون صلاة الاستسقاء قضية تعبدية محضة، وأن القحط مظهر من مظاهر الفساد والمعصية والابتعاد عن الله. ليلى عمران