الدراجات النارية والأجهزة الطبية مجانا للمعاقين

بعد مفاوضات الفيدرالية الوطنية للمعاقين والضمان الاجتماعي "كناص"

ثمنت عتيقة معمّري، رئيسة الفيدرالية الوطنية للأشخاص المعاقين، خلال ندوة صحفية نظّمت، الأحد، بفندق الشيراتون بالجزائر العاصمة المفاوضات الأخيرة لمختلف السلطات الوصية وعلى رأسها مصالح الضمان الاجتماعي التي فتحت الأبواب واستمعت عن قرب لانشغالات وهموم هذه الشريحة المهمة من ابناء الوطن.
واستهلت معمري تدخلها بالقول "نتقاسم معكم اليوم تفاؤلنا بعد ان فتحت مصالح الضمان الاجتماعي "كناص" ابوابها لنا وباتت تنظر بجدية في مطالبنا".
وكشفت معمري عن لقاءات عديدة ومفاوضات تخوضها هيأتها وبعض الاطباء المختصين الذين ساندوهم لإيجاد حل لكثير من المشاكل التي نغصت على المعاق حياته مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي "كناص" الذي وعدهم بتسوية عاجلة.
بطاقة شفاء خاصة بأجهزة المعاقين
ومن أبرز الحلول التي ستتجسد خلال الأسبوعين المقبلين، حسب تصريحات رئيسة الفيدرالة الوطنية للمعاقين، استصدار بطاقة شفاء خاصة بالأجهزة للمعاقين، فبدل ان يتوجه هؤلاء إلى اقتنائها من المراكز المتخصصة في بعض النقاط من الوطن مثلما هو معمول به حاليا سيصبح بإمكان المعاق اقتناء مختلف تجهيزاته من الصيدليات المجاورة له بكل سهولة وبساطة، وهو ما اعتبرته خطوة للأمام ستقضي على معاناة يتكبدها هؤلاء وذويهم للظفر بوسيلة مساعدة لهم في حياتهم.
تعميم الحصول على دراجات للمعوقين
وفي سياق النتائج التي اسفرت عنها المفاوضات مع مصالح الضمان الاجتماعي، كشفت معمري عن موافقة مبدئية لمصالح الضمان الاجتماعي لقبول تعميم استفادة المعاقين من الدراجات الثلاثية، حيث يحصل عليها في الوقت الراهن المتمدرسون والعاملون فقط.
وأضافت ان المجال سيفتح لكل معاق يتقدم بطلب بعد دراسته لتجنب البزنسة بالأمر والاحتيال بإعادة البيع مجددا، مثلما يحدث حاليا نتيجة ممارسات فردية في ظل الندرة.
أجانب يكفلون أبناءنا في الخارج ومعاقون يسعون للحرقة للعلاج
كشفت عتيقة معمري عن حالات كثيرة تصل إليهم في الفيدرالية تتعلق بآباء فضلوا ان تكفل ابناءهم عائلات اجنبية في فرنسا وأوروبا عامة لتوفير التكفل اللازم لهم بعد ان عانوا الأمرين.
كما اوضحت بأن شابا معاقا اكد لها محاولاته للحرقة، وآخرين طلبوا مساعدة هيأتها لإمدادهم بالوثائق الثبوتية للحرقة إلى دول اخرى توفر لهم حماية ومحيطا افضل.
التعقيدات البولية أوّل سبب لوفاة المعاقين ببلادنا
أمّا البروفيسور شريد حسين، رئيس مصلحة التأهيل الحركي بمستشفى آزور بلاج الذي وصف المعاقين بأبطال يخوضون معارك يومية، فقال ان الأطباء يسيّرون حاليا الجانب المرئي فقط في الإعاقة، أي الجانب الطبي، لكن الحقيقة والألم أكبر وأعمق مما نراه بكثير، فالمعاق بحاجة إلى عمل وزواج وتهيئة ومسكن أرضي وغيرها من الأمور.
وأفاد المختص ان الوقاية ستقي كثيرا من التدخلات الطبية والمصاريف، مؤكدا ان التعقيدات البولية هي أول سبب لوفاة المعاقين ببلادنا، فغالبا ما يعاد استشفاءهم من جديد مع تدخلات طبية وجراحية لإصلاح ما أفسد، موضحا ان القسطرة الذاتية النظيفة الموصى بها عالميا تبقى في الوقت الراهن افضل الحلول للمريض والدولة من حيث التكلفة العامة لنتائج تلك التعقيدات البولية لاسيما مشاكل الكلى والدياليز.
معاقون: القسطرة الذاتية غيرت حياتنا ونتبول ب8 ملايين سنتيم شهريا
عبر شباب معاقون، حضروا اللقاء الأحد، عن أملهم وتفاؤلهم في حياة افضل، داعين المسؤولين إلى الاهتمام اكثر بتحسين المحيط العام الذي يعيشون فيه، حيث قالت زكية الحاملة لشهادة ماستر 2 في الإعلام والاتصال انها ترغب في ان يعطى المعاق نفس الفرص مثل الآخرين وبعدها يحاسبونه على مردوديته.
وتطرقت زكية إلى اهم الصعوبات التي يواجهها المعاق، كما عرجت للحديث عن القسطرة البولية الذاتية النظيفة والمتقطعة ومحاسنها للمعاق، غير انها تحدثت ايضا عن تكلفتها العالية جدا والتي تناهز 8 ملايين سنتيم شهريا، بمعدل استعمال 4 مرات يوميا، وهي غير معوضة لحد الآن، ولا يقوى عليها الجميع حتى وإن كانوا عاملين، فما بالك بمن يتقاضى منحة زهيدة لا تتعدى 4 آلاف دج.
من جهته، فاتح شاب في ال22 من العمر، معاق ومصاب بداء السكري، فقال بأن القسطرة البولية الذاتية المتقطعة والنظيفة التي تعد طريقة مرجعية موصى بها عبر دول عديدة في العالم، في مجال صرف البول واحتباسه أو إفراغ المثانة بشكل غير كامل، بغض النظر عن أسباب المرض غيرت حياته نحو الأفضل وجلبت له الراحة.
وبرأي المختصين، فإن القسطرة الذاتية المتقطعة والنظيفة تقلّص مصاريف علاج القصور الكلوي بنحو 30 بالمائة وتجنب المرضى مضاعفات الإصابة بالعدوى مع إعادة إدماجهم اجتماعيا ومهنيا.