على مدار ساعتين استضافت "الشروق اليومي" الأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد، الذي بشّر الموظفين بزيادات معتبرة في الأجور، غير أنه ربطها بانتهاء عمل الفوج المكلف بإعادة النظر في شبكة الأجور، مبديا تفهما كبيرا للوقت الذي سيستغرقه عمل الفوجين، على اعتبار أن شبكة الأجور لم تعد تساير التغيرات الجديدة على حد تعبيره، وإن لم يحدد تاريخا للعمال المتأخرة أجورهم لتسلمها، فقد طمأن ال22 ألف عامل بأن الملف على مكتب رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم. وإن كشف ضيف الشروق العديد من الملفات بتفاصيلها، فإنه فضل أن نرجأ الكشف عنها للقراء الى حينها، غير أنه أعلن الحرب على القطاع الخاص الأجنبي وتوعده بإحداث "تسونامي" نقابي داخل شركاته، خاصة المستقرة في منطقة الجنوب الجزائري بعد أن ثبتت خروقات هذه الشركات لقانون العمل وتواطئها مع سماسرة اليد العاملة، فيما ألمح الى أن المؤتمر الحادي عشر الجاري الإعداد له مفصول في أمر هياكله بصفة مسبقة. *** توعد القطاع الخاص الأجنبي *** سيدي السعيد يتحدث عن تجاوزات خطيرة *** الشركات الأجنبية تمارس السمسرة في اليد العاملة جميلة بلقاسم:[email protected] توعد عبد المجيد سيدي السعيد بفرض إجراءات وقيود صارمة على الشركات الأجنبية الناشطة في الجزائر في مشروع قانون العمل الجاري التحضير له، ترمي إلى وضع حد للتجاوزات والإنتهاكات التي تمارسها هذه الشركات على حساب العمال الجزائريين. وكشف سيدي السعيد في هذا الصدد بأن المركزية النقابية تملك ملفات خطيرة تتعلق بتورط الشركات الأجنبية في الجزائر في تجاوزات وانتهاكات بالجملة لحقوق العمال الجزائريين ولقانون العمل وللنصوص التشريعية التي تنظم الجبهة الإجتماعية في الجزائر، مؤكدا بأن خطورة هذه التجاوزات تضاعفت أكثر مع تزايد عدد الشركات الأجنبية في الجزائر وتزايد عدد العمال الذين توظفهم، قبل أن يضيف "الشركات الأجنبية أصبحت تشكل أخطر المخاطر التي تهدد حقوق العمال الجزائريين والتي لا يمكن للمركزية النقابية أن تستمر في السكوت عليها". وحسب ذات المتحدث فإن المركزية النقابية ستدرج في مشروع القانون عدة قيود على المجمعات البترولية الدولية والعالمية وشركات التنقيب والأشغال الكبرى الأجنبية الناشطة في الجزائر بصفة عامة، ولا سيما تلك المتمركزة في حقول النفط والبترول بالصحراء الجزائرية. وقال ضيف "منتدى الشروق اليومي" أمس بأن أولوية الأولويات بعد عقد المؤتمر الحادي عشر للمركزية النقابية هي وضع حد لتجاوزات الشركات الأجنبية المتواطئة مع من أسماهم بسماسرة اليد العاملة في الصحراء لشراء اليد العاملة الجزائرية بأجور رخيصة، وقال في هذا الشأن بأن "هناك خروقات كبيرة تحدث في التوظيف من قبل الشركات الأجنبية بالتواطؤ مع السماسرة الذين يتاجرون في اليد العاملة، حيث تفيد الملفات التي تحصلت عليها المركزية النقابية حسب ذات المتحدث بأن الشركات الأجنبية تشتري اليد العاملة الجزائرية من شركات المناولة ب 30 ألف دينار ولكنها لا تدفع لها 30 ألف دينار بل توظفها برواتب لا تزيد عن 10 آلاف دينار أي أنها تستولي على 20 ألف دينار من راتب كل عامل لحسابها، وهذا ما أسماه سيدي السعيد بالسمسرة في اليد العاملة، مؤكدا بأن الخواص الأجانب أصبحوا يشكلون خطرا كبيرا على شريحة كبيرة من العمال الجزائريين، انطلاقا من أن أكثر من 300 ألف عامل جزائري يشتغلون في الشركات الأجنبية الناشطة بالجزائر، والأخطر من ذلك حسبه أن الأغلبية الساحقة من الأخصائيين في علاقات العمل موظفون كمستشارين في الشركات الأجنبية التي تستغلهم في السمسرة باليد العاملة. وفي نفس السياق قال سيدي السعيد بأن هذه الشركات تستغل غياب النصوص التشريعية التي تنظم العلاقة بين العامل الجزائري والشركات الأجنبية الناشطة في الجزائر، مما جعل العمال الجزائريين ضحايا لها، وقال المتحدث بأن لجوء المركزية النقابية إلى هذا الإجراء جاء من باب حماية حقوق العمال الجزائريين من هذه الإنتهاكات باعتباره الحل الوحيد لمسايرة التحول الإقتصادي الحاصل في الجزائر بسبب تزايد عدد المتعاملين الإقتصاديين الأجانب الذين يستغلون حسبه الفراغات القانونية في قانون العمل من أجل خرق حقوق العمال. وأكد المتحدث أنه لا توجد أي شركة بترولية أجنبية في الجزائر سمحت لعمالها بإنشاء فرع نقابي أو بممارسة النشاط النقابي، بسبب قمعها لأي محاولة يقوم بها أي عامل، مضيفا "نحن نواجه مشاكل كبيرة مع الشركات الأجنبية في هذا المجال، وقد تمكنت المركزية النقابية بصعوبة كبيرة من حل مشكل الفروع النقابية مع الشركات الصينية فقط، في حين ما يزال المشكل مطروحا مع معظم الشركات، ما عدا شركتي كوكاكولا وبيبسي، في حين يجري التفاوض مع أوراسكوم تيليكوم الجزائر "جيزي" من أجل إنشاء فرع نقابي عن قريب، كما تمكنت المركزية النقابية من إنشاء فرع نقابي في مجمع سيفيتال المملوك لرجل الأعمال يسعد ربراب". وقال الأمين العام للمركزية النقابية بأن الشركات الأجنبية تمارس "الشونطاج" والمساومة بمنصب العمل لمنع العمال من القيام بأي خطوة أو تحرك لإنشاء فرع نقابي، ولهذا تصر الشركات الأجنبية حسب سيدي السعيد على توظيف العمال الجزائريين بعقود عمل التي لا تتجاوز مدتها 6 أشهر وكل من يحاول إنشاء فرع نقابي لا تجدد له عقد العمل عندما تنتهي آجاله، وهو ما اعتبره المتحدث إهانة للعمال الجزائريين من طرف هذه الشركات، في وقت فتحت المركزية 1146 فرع نقابي في القطاع الخاص. تحضيرا للمؤتمر المقرر عقده في ديسمبر اللجنة التحضيرية لمؤتمر المركزية النقابية تجتمع في جويلية سليم بن عبد الرحمان:[email protected] أعلن، أمس، الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي سعيد أن اللجنة التنفيذية لتحضير المؤتمر الحادي عشر للاتحاد العام للعمال الجزائريين المقرر تنظيمه في شهر ديسمبر المقبل ستجتمع بداية شهر جويلية المقبل. وقال سيدي سعيد إن الهدف الأول الذي سيرسمه المؤتمرون وسيكون أساس عمل النقابة مستقبلا هو اختراق نقابي في القطاع الخاص، وكبداية سيتم تأسيس النقابة الوطنية للصحفيين الجزائريين خلال الصيف القادم لتمثيل الصحفيين في مؤتمر المركزية النقابية حسبما أكد المتحدث. وأوضح سيدي سعيد خلال زيارته أمس للشروق اليومي أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي يؤطر 1100 فرع نقابي في القطاع الخاص سيوجه اهتمامه إلى التمثيل النقابي في المؤسسات الخاصة بالنظر إلى اتساع نشاطها الاقتصادي ودخول المؤسسات الأجنبية في الساحة الاقتصادية الوطنية. وأضاف الأمين العام للمركزية النقابية أن كل أجهزة النقابة على وشك الانتهاء من مهامها التحضيرية وعلى وجه الخصوص الفيدراليات، وهو الأمر الذي يجعل اللجنة التنفيذية لتحضير المؤتمر مستعدة لمباشرة مهامها بداية من شهر جويلية القادم. انفتاح النقابة على قطاعات أخرى خارج القطاع العام يشهد عليه المؤتمر العاشر للمركزية النقابية بتمثيل نقابي للقطاع الخاص، ومن المنتظر أن يسجل حضور نقابيي العمال الخواص بعدد أكبر في المؤتمر القادم حسب تصريحات المسؤول الأول على المركزية النقابية، الذي أضاف أن المسعى إلى تمثيل عمال القطاع الخاص سيشمل الصحفيين بالنظر إلى غياب نقابة قوية تمثلهم أمام ضغوطات أرباب العمل، هذا أمر يعرفه كل عمال القطاع الخاص على اعتبار أن تمثيل نقابي في المؤسسات الخاصة يكون عادة المنطلق لتعرض العامل لمشاكل كثيرة تصل إلى حد عدم تجديد عقد العمل على اعتبار أن أغلبية عمال هذا القطاع يعملون وفق عقود محددة الأجل. ويشار أن الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين كان قد أعلن مبادرة تأسيس نقابة وطنية خاصة بالصحفيين في شهر سبتمبر من السنة الماضية تنشط تحت لواء المركزية النقابية. وأكد المكلف بالتنظيم في الاتحاد صالح جنوحات الذي رافق سيدي سعيد في زيارته إلى الشروق اليومي، أن قرارات نقابة الصحفيين مستقلة بما فيها عمليات تشكيل الهياكل. الزيادات الجديدة في أجور الموظفين لن تعتمد قبل 2009 سميرة بلعمري:[email protected] أوضح الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد أن عمل الفوجين المكلفين بإعادة النظر في شبكة الأجور والمرتقب أن تفرز زيادات جديدة لمستخدمي قطاع الوظيف العمومي، سيستهلك الكثير من الوقت على نحو الاستحالة بقول الانتهاء من الملف بنهاية السنة الجارية، مشيرا الى أنه في حال تكفل فوجي العمل بمهامهم على أحسن وجه ستفرز عملية المراجعة، زيادات معتبرة لن تضاهيها الزيادات المقررة في وقت سابق غير أنها لن تعتمد ولن تصل جيوب المستخدمين إلا في أفاق 2009 . وأكد ضيف "الشروق اليومي" أن فوجي العمل سيفضيان في مرحلة قادمة أي بعد انتهاء عمل كل منهما الى تشكيل فوج عمل مشترك يشرع في تباحث الملف بالتوازي مع مديرية الوظيف العمومي على خلفية أن التغيرات الاقتصادية تفرض مراجعة الشبكة الحالية وتحديثها بإعادة النظر في مجموعة من العناصر "التقنية" وهي عملية معقدة تتداخل فيها الكثير من العوامل، خاصة وأنها تتزامن مع عملية مراجعة القوانين الأساسية ال43 التي تحكم الموظفين في قطاع الوظيف العمومي والتي انطلقت منذ أن اعتمد القانون العام للوظيف العمومي ودخل حيز التطبيق السنة الماضية. وقال صراحة سيدي السعيد ووافقه الرأي الأمين العام المكلف بالتنظيم صالح جنوحات أن عمل الفوجين سيستسهلك ما تبقى من أشهر السنة الجارية كاملة، وهو ما يعني أن الزيادات التي ستفرزها المراجعة لن تعتمد ضمن قانون المالية لسنة 2008 على اعتبار أنه سيكون جاهزا ومصادقا عليه قبل انقضاء السنة، وفي حال إقرار هذه الزيادات التي قال عبد المجيد سيدي السعيد إنها ستكون معتبرة فإنها ستكون ضمن قانون المالية لسنة 2009، وعليه فإن هذه الزيادات لن تكون سارية إلا في مطلع 2009 ، غير أنه أكد وجود الإرادة السياسية لدى الحكومة التي ألزمت المديرية العامة للوظيف العمومي على مراجعة شبكة الأجور والآليات التي تتدخل في ضبطها في سياق مساعي تحسين القدرة الشرائية والظروف المهنية للعمال. وبخصوص الأجور المتأخرة لأزيد من 22 ألف عامل قال سيدي السعيد إن المركزية النقابية تلقت وعودا من الحكومة والملف وضع على مكتب رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم الذي وعد بتسويته، فيما أشار سيدي السعيد أنه عاجز عن تحديد تاريخ محدد لدفع الأجور المتأخرة، وإن أشار بأن فاتورة دفع مستحقات العمال المتأخرة ستكلف الحكومة 300 مليار سنتيم، فقد أكد أن المركزية بمعية الحكومة تعتزم وضع حد لعدم الرجوع لوضعية تراكم الأجور المتخلفة من دون أن يكشف الآليات الكفيلة بعدم تراكم الأجور المتأخرة مجددا . وبخصوص مدى تنفيذ الإجراءات المترتبة عن الاتفاقيات القطاعية المبرمة بين الفدراليات وشركات تسيير مساهمات الدولة، أشار سيدي السعيد إلى أن المشكل المطروح في هذه الاتفاقيات التي يفترض أنها أفرزت زيادات في الأجور، وجود فراغ قانوني، وهو الأمر الذي يجعل أرباب العمل في منأى عن طائلة الإلزامية بما جاء في مضمون الاتفاقيات القطاعية وهو ما جعل الزيادات المقررة في القطاع الخاص تظل طريقها نحو أصحابها، في وقت أشار الى أن رئيس فوروم رؤساء المؤسسات رضا حمياني التزم باعتماد الزيادات المقررة في لقاء الثلاثية المنعقد شهر أكتوبر الماضي بالرغم من أن تنظيمه كان غائبا طيلة مسار المفاوضات، كما لم يكن حاضرا ضمن المشاركين في لقاء الثلاثية. على الساخن سألته : سميرة بلعمري هل سينتخب سيدي السعيد؟ نعم سأمارس حقي في المواطنة وسأنتخب، وأدعو جميع العمال لأن ينتخبوا . لصالح من ستنتخب؟ لصالح الأصلح لهذا المجتمع والوطن ولمن يخدم لأجل استقرار البلد وأمنه وأحتفظ بحقي في الإقتراع السري المكفول قانونيا. أسعد ذكرى؟ يوم بدأ الوضع الأمني للجزائر يتحسن، وبدأ الوضع يدنو من الاستقرار أتعس ذكرى؟ كلما واجهتني ملفات مستعصية في دفاعي عن حقوق العمال وتحدث لي انتكاسات في تحقيق مطالبي. موقف أحرج سيدي السعيد؟ أفضل التحفظ وأعفوني من الإجابة شيء ندم سيدي السعيد لأجله؟ لن أجيب. من سيكون الأمين العام القادم للمركزية النقابية؟ في الدول التي تحترم نفسها الأمين العام لأكبر نقابة يكون معلوما لدى الجميع قبل انعقاد المؤتمر بسنة، وفي الجزائر ستعرفونه خلال المؤتمر. يعني أننا في دولة لا تحترم نفسها؟ لا يجيب وينوب عنه صالح جنوحات. وقفت بين أيدي العدالة في قضية الخليفة، ما تعليقك؟ فخور لأنني وقفت بين أيدي عدالة بلادي. ما الذي يكره سيدي السعيد؟ أكره التشدد واعتماد سياسة القبضة الحديدية في الحصول على المطالب؟ ما حيلة سيدي السعيد في التفاوض؟ الليونة، وسياسة خذ وطالب.