أمام ما لا يقل عن ثمانين ألف متفرج من بينهم أكثر من ثلاثين ألفا قدموا من مدينة مرسيليا، عاش ملعب باريس، سهرة أول أمس، أجواء جزائرية في آخر نهائي كأس يحضره الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي تابع ما يجري في الملعب بقيادة كريم زياني الجزائري مع نادي سوشو. وعزف الجزائري الآخر "جنسية فرنسية" سمير ناصري، صاحب رقم 10 في مرسيليا وبحضور العشرات من الأعلام الجزائرية التي حملها أنصار سوشو وأيضا أنصار مرسيليا وفي غياب كامل للأعلام الفرنسية وإذا كان نجم مرسيليا هو من دون منازع سمير ناصري 19 سنة و10 أشهر. فإن الفائز بالكأس هو زياني ورفقاءه، حيث شدّ زياني الأنظار بوضعه العلم الجزائري على ساعده الأيسر، بينما شد ناصري الأنظار بقراءته للفاتحة مع بداية كل شوط في وسط الميدان بحركة إيمانية ظلت الكاميرا تلتقطها مع شوطي المباراة وشوطي الإضافة بتركيز خاص على لقطة "الفاتحة" ورفع يديه تضرعا للخالق. أما الأعلام الجزائرية فكانت تزيّن الملعب في كل مكان، وكما رفعها مشجعو مرسلينا عاليا، لأن ناصري جزائري، ولأن الكثير من المشجعين جزائريين، فإن أنصار سوشو المغتبطين بكريم زياني رفعوا أيضا الراية الجزائرية، مع العلم أن كريم زياني كان فعلا المنقذ في الوقت الإضافي، حيث أعطى نفسا جديدا لزملائه "المرهقين" وقدم كرة هدف التعادل للمهاجم "ليتاليك" بطريقة فنية جميلة في الدقيقة 115. كما فتح شهية التتويج بتسجيله أول ضربة جزاء في مرحلة "ضربات الترجيح" وأهدى انتصاره للجزائر حاملا في ساعده العلم الوطني وملوّحا به... أجواء الملعب أيضا كانت جزائرية عندما حضرت الألعاب النارية على الطريقة الجزائرية. أما عن المواجهة فكانت ممتعة تمكن فيها "سيسي" من التسجيل لمرسيليا على مرتين بالرأس "د5 ود98" ورد سوشو على مرتين بالرأس أيضا "داغانو د76 وليتاليك د115... وبعد سلسلة ضربات الترجيح التي سجل فيها زياني وأيضا ناصري ابتسم الحظ لسوشو وابتسم شيراك لآخر كأس يمنحها لرفقاء زياني ليخرج من الإليزيه عن عمر يناهز "75 سنة" في أجواء جزائرية بالكامل. ناصر. ب