ينظم الخميس القادم، المتحف الوطني للمجاهد ندوة تاريخية علمية بمناسبة الذكرى ال59 للتفجيرات النووية الفرنسية بالصحراء الجزائرية (13 فيفري 1960) وذلك بالتعاون مع جامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين بباب الزوار، تحت عنوان "التفجيرات النووية الفرنسية المسمومة في الصحراء الجزائرية، ضحايا وكوارث بيئية ". وتعقد الندوة التي تحمل شعار "حتى لا تنسى الأجيال القادمة" في إطار إحياء الأيام والأعياد الوطنية والمناسبات التاريخية، المرتبطة بالمقاومات الشعبية، الحركة الوطنية وثورة التحرير الوطني. ويرتقب أن يحضر اللقاء عدّة شخصيات تاريخية ومجاهدين، إلى جانب طلبة وباحثين وإطارات من عدة قطاعات ومنظمات وطنية وجمعيات وفق "بيان" متحف المجاهد تلقت "الشروق" نسخة منه. وصباح ال13 فيفري على الساعة السابعة و4 دقائق، 1960 استيقظ سكان منطقة رقان الواقعة بالجنوب الغربي الجزائري على دوي انفجار مهول، بلغت طاقة تفجيره 60 كيلو طن، ما يعادل 70 قنبلة كقنبلة مدينة هيروشيما مما جعل سكان المنطقة بمثابة حقل للتجارب النووية وتحويل أكثر من 42 ألف من المدنيين العزل، ومن المجاهدين المحكوم عليهم بالإعدام إلى فئران تجارب لخبراء فرنسا وجنرالاتها. وكان الجنرال "لافو" قد سبق وصرح أنّ اختيار منطقة "رقان" لإجراء تجربة نووية، كان مبرمجا منذ شهر جوان 1957، وانه قد شرع في توفير اليد العاملة التي يحتاج إليها المشروع خلال سنة 1958، لتصل في اقل من ثلاث سنوات إلى 6500 فرنسي و3500 جزائري، كانوا يشتغلون ليل نهار لإجراء التجربة في أجالها المحددة. اليربوع الأزرق، اليربوع الأبيض، اليربوع الأحمر، تكون خاتمها اليربوع الأخضر، لقد سمحت هذه التفجيرات لفرنسا أن تعمل أكثر من أجل التنويع في تجاربها النووية في الصحراء الجزائرية، لتصل قوة تفجيراتها إلى 127 كيلوطن من خلال التجربة الباطنية التي نفذتها بمنطقة اين ايكر بالهقار. إن الزائر اليوم لمدينة رقان وقرية حمودية التابعة لها، اين ايكر بالهقار، يقف على خطورة الإشعاعات الناجمة عن النفايات النووية التي خلفتها 17 تجربة أجراها الفرنسيون هناك مابين 13 فيفري 1960 و16 نوفمبر 1966، وتسببت بوفاة 42 ألف جزائري وإصابة ألاف آخرين بإشعاعات وأضرار كبيرة مست البيئة والسكان.