قدم عامر منصوري, باحث في التاريخ عرضا تاريخيا يلخص فيه التفجيرات النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية وذلك بمناسبة الذكرى 52 لهذه الأحداث التي تعود إلى الستينيات بالضبط إلى زمن الرئيس «دوغول» الذي أراد أن يكسر الثورة التحريرية, لأنها سجلت نجاحات سياسية ودبلوماسية كبيرة وصار معترفا بها إضافة إلى أنه وخلال تلك السنوات كانت فرنسا قد تعرضت لانكسار الحلف الأطلسي, ولأنها أرادت أن تكون ضمن الدول الكبرى التي تكون لها قنابل نووية, خاصة وأنها كانت تعلم جيدا بأنها ستغادر الجزائر. قال المتحدث أن فرنسا أوهمت العالم أنها ستقوم بتجارب نووية وأن مفعول تلك التجارب ضيق ولا يأخذ مساحة كبيرة, مؤكدة أن مكان التجربة عبارة عن مناطق خالية من السكان, بل وحتى من الحيوان. ولكن في 13 فيفري 1960 وعلى الساعة السابعة صباحا وأربع دقائق, وعلى بعد 47 كيلومترا من جنوب منطقة رقان دوى سطح «الحمودية» إثر انفجار نووي فرنسي والذي سمي ب»اليربوع الأزرق», فاقت طاقة هذا التفجير السطحي النووي خمس مرات قنبلة هيروشيما, ليلي ذلك ثلاثة تفجيرات سطحية أخرى هي على التوالي «اليربوع الأبيض» الذي كان في الفاتح من افريل 1960 وبلغت قوة التفجير خمسة كيلوطن, «اليربوع الأحمر» في 27 من ديسمبر 1960 كان بقوة تفجير قدرت ب10 كيلوطن, تفجير «اليربوع الأخضر» الذي كان بتاريخ 25 أفريل 1961 وبلغت قوة تفجيره خمسة كيلوطن. ومن الجرائم التي تحسب على الإدارة الاستعمارية العسكرية في الصحراء الجزائرية بمنطقة رقان هو تعريض الأسرى المجاهدين للتلوث الإشعاعي بصورة مباشرة, حيث استخدمت أسرى جيش التحرير الوطني في التجربة النووية التي قامت بها في 13 فيفري 1960 والذي يعتبر مخالفا للقوانين الدولية, وبهذا أدخلت تلك التفجيرات النووية فرنسا إلى النادي العسكري النووي من بابه الواسع, بينما خلفت دمارا كبيرا في المنطقة وما جاورها, إذ تسببت في تلوث بيئي وصحي سيدوم مفعوله لآلاف السنين, والنتيجة هي تشوهات للأطفال وأعراض مرضية أخرى أهمها السرطان, وعن هذا يفصل عمار منصوري باحث في التاريخ: «إن التفجيرات أنتجت ذرات معدنية انتشرت فوق وتحت الأرض, فالتفجير عموما يعطي ذرات خطيرة تتناثر في الجو», التجارب الباطنية التي قالت عنها فرنسا أنها نظيفة اعتبرها عامر منصوري وقاحة منها, خاصة وأن تلك التفجيرات تعادل خمسة أضعاف تفجيرات هيروشيما وناغازاكي, أين انفجرت داخل جبل وأدت إلى تشكيل سحب ملوثة, ليضيف أن تلك الأحداث التي وقعت كان مسكوتا عنها, لأنها كانت مستعمرة من طرف فرنسا التي استغلت الإنسان كفأر تجارب.رقان منطقة لا تبعد عن مكان التفجير النووي إلا ب40 كيلومتر ما أعطى نتائج صحية خطيرة تجسدت حسب المتحدث في 42 نوعا من السرطان. تطهير المكان من التلوث النووي غير ممكن وعن إمكانية إزالة هذا التلوث, يقول عامر منصوري أنه صعب جدا, خاصة لما يتعلق الأمر بالذرة, فمن الناحية العلمية الأمر غير ممكن, حيث يذكر أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قد حكت على كل منطقة تقام بها مثل تلك التفجيرات أنها ستحذف نهائيا من الكرة الأرضية, كما أشار إلى وجود العديد من الدول التي تمت بها مجموعة التجارب النووية, أين كانت كل دولة قوية تقوم بتلك التفجيرات في إحدى مستعمراتها, حيث جاءت تفجيرات الجزائر بعد 15 سنة من تفجيرات الولاياتالمتحدةالأمريكية و11 سنة بعد تجارب الاتحاد السوفياتي.