قبل عقود من الآن، كان الأجداد يتزوجون عاديا بامرأة مطلقة، بل ويسارعون إلى الارتباط بها، ثم همّشت هذه الفئة، إلا حالات نادرة، وباتت المطلقة موصومة بشيء قبيح، لكن وعلى أيامنا، استعادت هذه الفئة مجدها، وباتت أكثر طلبا للزواج من ذي قبل.. ليس فقط لأرامل ومطلقين مثلهم، ولكن لعزاب. أول حكاية جذبتنا، لسيدة التقيناها على مستوى مستشفى نفيسة حمود، قسم طب وجراحة الأطفال، اصطحبت رضيعها رفقة زوجها، وكان الاستغراب باديا على وجوه الفضوليات والفضوليين، فالزوج يصغرها بشكل ملحوظ، وبعد دردشة صغيرة، تبين أنها مطلقة بطفل في سن السادسة عشرة، وعاودت الزواج بهذا الشاب، بعد قصة حب صدمت بالرفض بداية ثم الموافقة، وطفلها الرضيع هو ثمرة الزواج، مؤكدة أنها سعيدة جدا في زواجها. بنات اليوم كارثة.. أفضلها مُجَرِّبَة يقول "إسلام"، 28 سنة، إنه من بين الشباب الذين يفضلون الارتباط بمطلقة: "لا تهمني سنها، ولا ضرر إن كانت تكبرني سنا، هذه قاعدة عندي، فكل ما يهمني هو أن تكون ناضجة ومتفهمة وصريحة، ما العيب في أن تكون مطلقة؟ لا عيب، أكيد، أفضلها مجربة، خاصة أن بنات اليوم كارثة بكل المقاييس، إلا من رحم ربي.. وبما أنها مطلقة، أكيد تكون قد تعلمت من تجربتها، ولن تكرر أخطاءها، ولهذا فقد تقدمت إلى إحداهن قبل مدة، وحاليا نحن نستعد للزواج". المطلقة ربما مظلومة ويوافقه في الرأي "نجيب"، 38 سنة.. فهو لا فرق معه إن كانت مطلقة أم لا: "لا يهمني إن كانت مطلقة، بل ربما تكون مظلومة في طلاقها، وزواجي منها سينصفها، وأُثاب عليه.. هناك الكثير من المطلقات مظلومات، وعانين الأمرين في زواجهن الأول، المهم أن تكون مخلصة". الجميع له الحق في فرصة ثانية ويوافقهما في الرأي "عماد"، إذ يؤكد أنه من حق الجميع العيش: "زوجتي مطلقة سابقا.. من حقها العيش بكرامة، وللجميع الحق في فرصة ثانية، مهما كان سبب الطلاق الأول، أنا لم أمانع الارتباط بمطلقة، خاصة وقد توفرت فيها الشروط المناسبة، ومتأكد من أنها تعلمت من تجربتها السابقة، فهي مصلية، محافظة علي، وأكثر إقبالا على الحياة". خُطَّابي كُثر.. لكني أفضل التريّث أكدت لنا السيدة "نادية"، 30 سنة، أن عروض الزواج منها كثيرة، لكنها تفضل التريث: "آثار زواجي الأول لا تزال عالقة في ذهني ونفسيتي، وبالرغم من أن عروض الارتباط بي كثيرة، وجلهم عزَّاب، إلا أنني أفضل التروي وأخذ وقتي". تزوجت بمطلقة.. وندمت وعلى النقيض، يقول "فارس"، 42 سنة، إنه مطلق حاليا، بعدما كان مرتبطا بسيدة مطلقة، أحبها ورأف بحالها، ثم تقدم لخطبتها وتزوجا، لكنها لم تكن على قدر الثقة، ولم تكن صالحة، حولت حياته إلى جحيم، لتنتهي به الحال مطلقا بطفلتين".