أثرى الباحث الشاب أسامة جعيل المكتبة الجزائرية بإصدار في مجال التاريخ، بعنوان كتاب "معجم أعلام طبنة في العصر الوسيط"، والذي سيكون حاضرا في المعرض الوطني للكتاب المقام بباتنة من 16 فيفري إلى 02 مارس المقبل، حيث نفض من خلاله الغبار على التاريخ القديم لمدينة طبنة الواقعة في إقليم دائرة بريكةبباتنة، والتي لا تزال تتوفر على كنوز أثرية وتاريخية في حاجة إلى الغوص في تاريخ حضارتها وجغرافيتها، حيث صدر الكتاب عن دار الأوطان للطباعة والنشر. أوضح الأستاذ أسامة جعيل ل"الشروق" بأن إصداره الجديد الذي سماه "معجم أعلام طبنة في العصر الوسيط"، هو محاولة بسيطة جامعة لتراجم علماء مدينة طبنة التاريخية، مضيفا أن هذا الكتاب الذي يقع في 80 صفحة، حاول من خلاله التعريف بتاريخ مدينة طبنة الضاربة في التاريخ، مؤكدا أنها تُعد حاضرة المغرب الأوسط (الجزائر) وعاصمة بلاد المغرب الإسلامي بعد سقوط القيروان في أيدي الخوارج، ثم عاصمة لإقليم الزاب الفسيح، وقال محدثنا: "بعد تتبعنا لمختلف المصادر التاريخية والجغرافية، وفي عملية إحصائية استطعنا التعرف عن 20 عالما قدموا الكثير للحضارة الإسلامية والعربية بالمشرق والمغرب الإسلامي وبلاد الأندلس، وبرعوا في مختلف العلوم، فمنهم الأديب ومنهم الشاعر ومنهم من برع في علم الحديث وعلم الروايات والفقه الإسلامي، ومنهم من تقلد القضاء على المذهب المالكي، وكان لهم دور كبير في الذود عنه وحمايته أيام المد الشيعي ببلاد المغرب، وبرع بعض العلماء في الطب والفلك وتعليم الصبيان". وفي السياق ذاته، حرص الباحث جعيل أسامة على التطرق في كتابه إلى عديد الجوانب التي تخص الموقع الجغرافي لمدينة طبنة، والإطار التاريخي للمدينة من الظهور إلى الاندثار، وكذا أهم الأعمال التنقيبية بالموقع الأثري، إضافة إلى الحركة العلمية بإقليم الزاب في العصر الوسيط، وأعلام طبنة في العهد الأغلبي، ثم أعلام طبنة في العصرين الفاطمي والحمادي. وتعد مدينة طبنة إحدى أهم المدن التاريخية في بلاد المغرب عبر مختلف العصور، حيث شهدت أحداثا معلمية أسهمت من خلالها في تغيير الواقع السياسي للمنطقة، ما أهلها لبلوغ مرتبة عاصمة لبلاد المغرب أواسط القرن الهجري الثاني، ثم عاصمة لإقليم الزاب. كما أنجبت مدينة طبنة أسرا علمية عديدة سادت بالمشرق والمغرب الإسلامي، وبرع أبناؤها في الأدب والشعر والنثر والعلوم الشرعية، خاصة رواية الحديث وعلم القراءات والفقه الإسلامي. ومعلوم أن الأستاذ جعيل أسامة الطيب من مواليد بريكة، يدرس حاليا سنة ثالثة دكتوراه، تخصص دراسات تاريخية في العصر الوسيط، بجامعة الجزائر 02 أبو القاسم سعد الله، ويشتغل أستاذا مؤقتا بجامعة باتنة 01 والمركز الجامعي بريكة، وهو ناشط جمعوي وعضو مؤسس لجمعية تواصل للثقافة والإعلام بريكة ورئيسها بالنيابة، ورئيس نادي طبنة للتاريخ والآثار ببريكة.