دعت عدة جمعيات ثقافية وتاريخية ناشطة في دائرة بريكةبباتنة إلى نفض الغبار عن مدينة طبنة الأثرية، مصحوبة بتحركات ميدانية لإنقاذها من الإهمال والنسيان، وهذا من خلال العمل على حماية آثارها التاريخية موازاة مع الانطلاق في الحفريات والتنقيب على الآثار نهاية شهر أفريل المقبل بمناسبة شهر التراث. أعطت وزارة الثقافة الموافقة على تجسيد مشروع حماية المدينة الأثرية والتنقيب على آثارها، حيث تم توظيف 06 حراس للمدينة، إضافة إلى مشروع استعجالي لتسييج المساحة العامة للمنطقة الأثرية، كما قام رئيس المشروع البروفيسور مصطفى فيلاح رفقة دكاترة وطلبة للآثار، بتحديد معالم المدينة وقياس إحداثياتها ومساحتها والحجم الساعي الذي تتطلبه عملية التنقيب، وفي السياق ذاته تم تنظيف وإبراز المعالم البارزة للمدينة، مثل الخزان المائي الروماني والحمام الروماني والقصر البيزنطي والإسلامي، إضافة إلى زيارة عدة مناطق أثرية تعتبر امتدادا للمدينة، مثل كهف الرومان الذي بنيت بحجارته مدن رومانية قديمة مثل هيبون بعنابة، وصالداي ببجاية، كما تقرر انطلاق الحفريات بعد موافقة الوزارة المعنية شهري أفريل وماي القادمين تزامنا مع شهر التراث. وأكد رئيس نادي طبنة للتاريخ والآثار جعيل أسامة الطيب، بأن المساعي الجارية عرفت مؤشرات إيجابية، وفي مقدمة ذلك تشكيل لجنة من الخبراء تابعين للمركز الوطني للبحث الأثري، حيث تم تحديد مساحة مدينة طبنة الأثرية بحوالي 590 هكتار، وهو ما يؤكد حسب محدثنا بأنها مدينة طبنة تعد أول عاصمة للزاب والجزائر في العصر الوسيط بعد الفتح الإسلامي، وتفوق مساحتها مثلا مساحة مدينة تيمقاد الأثرية ب 07 مرات وتتعدى مساحتها مدينة جميلة ب 12 مرة، كما حظيت المنطقة بزيارة باحثين في علم الآثار والتاريخ من عدة جامعات جزائرية، في إطار تحديد معالم المدينة، ومناقشة أمر الملتقى الوطني المزمع تنظيمه هذه السنة من طرف جمعية تواصل ونادي طبنة للتاريخ والآثار تزامنا مع شهر التراث نهاية شهر أفريل القادم، بالتنسيق مع المركز الجامعي ببريكة ومديرية الثقافة لولاية باتنة. وإذا كانت مدينة طبنة القديمة الواقعة غير بعيد عن وسط مدينة بريكةبباتنة قد عرفت تهميشا وإهمالا لمدة تزيد عن 30 سنة، فإن التحركات الميدانية الأخيرة حملت مؤشرات بعثت التفاؤل وسط سكان المنطقة والباحثين في التراث، موازاة مع مراسلة أطراف شبانية وجمعوية للجهات الوصية، ورسمت هدفا أساسيا يتمثل في حماية آثار هذه المدينة التاريخية، من خلال تنظيم حملات توعية في المؤسسات التعليمية، وإقامة ملتقى وطني تأسيسي حول تاريخ المدينة، إضافة إلى حملات لجمع مختلف القطع الأثرية من منازل المواطنين وعلى حواف الطرقات، وفتح متحف أثري لهذا الغرض في المركز الثقافي الشهيد أحمد بن علية ببريكة.