قرر عقال وأعيان قرى عرش "اث منداس" ببوغني بولاية تيزي وزو الاحتكام للعرف مجددا لاستعادة سكينة المنطقة وأمن سكانها الذين أرهبتهم في السنوات الأخيرة الاضطرابات الأمنية التي التحقت بها تجاوزات العصابات الإجرامية المحترفة للسرقة والاعتداءات، ليمثل انتشار المخمرات والحانات على نطاق واسع من إقليمها القطرة التي أفاضت الكأس، وحركت العرش للتعامل مع خطرها واجتثاثه من الجذور، بإقدامهم مطلع الأسبوع الجاري على تحطيم 7 حانات ناشطة بدون ترخيص في المكان المسمى"الفيرمة" التابع لذات العرش، بعدما ضاقوا ذرعا بالانحلال والتدهور الناتج عن تواجدها، وللقضاء على جميع أنواع الانحراف والعودة بالعرش لسابق عهده المحافظ والمعروف بالانضباط على جميع الأصعدة. الأمر الذي تضمنه العودة للعرف والاحتكام إليه، حيث أكد رئيس لجنة القرية في تصريح للشروق:"بأن لجنة القرية، ستسن قانونا يمنع فيه جميع أنواع التعاطي، وتناول الخمور سواء السكر العلني بإقليم العرش أو البيع والمتاجرة فيها، وما ينجر عنها في إزعاج المواطن وتهديد أمنه وسلامته وكذا المساس بممتلكاته". هذا، وقد استحسنت القرى المجاورة للعرش إقدامه على تحطيم الحانات، وإنهاء نشاطها بالمنطقة بعدما عاثت فسادا، وفي سياق متصل أكد السكان وعلى رأسهم ممثلو العرش أن مصالح الأمن لعبت دورها في وقت سابق في محاربة هذه الأنشطة التي ما فتئت تعود للوجود لمجرد تشميع محلاتها، حيث قامت مصالح الأمن الحضري ببوغني بتنظيم مداهمات لأكثر من 5 مرات للمكان المسمى "الفيرمة" وغلق الحانات. لكن أصحابها يعودون في كل مرة لإنجازها على أراض تابعة لأملاك الدولة، ما جعل العرش يحسم أمره، ويقدم على إنهاء خطرها بمبادرته وإمكانياته الخاصة مع الإخطار المسبق للسلطات المعنية، وأصحاب المحلات المستهدفة. وأكد السكان أن هذا التصرف سيكون طريقة تعاملهم مع كل من تسول له نفسه في إعادة بعث نشاط الخمور وتوفيرها بتراب العرش، نظرا للخطر الذي مثلته على شبابهم وأمنهم.