اندلعت ملاسنات حادة بين نواب الكتلة البرلمانية للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية "الأرسيدي"، ونواب الموالاة، على خلفية قطع رئيس المجلس الشعبي الوطني معاذ بوشارب لكلمة النواب الذين خرجوا عن الموضوع على – حد تعبيره- منتقدين بذلك ما وصفوه بسياسة تكميم الأفواه. شهدت جلسة مناقشة بيان السياسة العامة، مساء الثلاثاء، مناوشات حادة بين نواب الغرفة السفلى كادت أن تصل إلى حد التشابك بالأيادي، بعدما ثار نواب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية على رئيس المجلس ونواب الموالاة، بسبب ما وصفوه بسياسة تكميم الأفواه، وتوجيه مداخلاتهم خلال عرض بيان السياسة العامة، وكانت بداية التشنج بعد أخذ النائب عن الأرسيدي ياسين عيسوان الكلمة، مطالبا رئيس المجلس معاذ بوشارب بعدم قطعها لأن حرية الرأي والتعبير تكفل له الحديث عن أي ملف يهم المواطن والشعب، منتقدا في نفس الوقت نواب الموالاة الذين اتهمهم ب"الشيتة"، والسكوت عن الحق قائلا "مثلكم مثل الدجاج". وهو الأمر الذي صعّد من حدة المناوشات التي كادت أن تتطور على مرأى ومسمع أعضاء الطاقم الحكومي يتقدمهم الوزير الأول أحمد أويحيى، لولا تدخل عناصر الأمن، ليستمر النائب في انتقاداته، ويؤكد أحقيته في الحديث عما يدور في الساحة الوطنية، غير أن رئيس المجلس الشعبي الوطني معاذ بوشارب، الذي ترأس جلسة مناقشة بيان السياسة العامة لليوم الثالث على التوالي، رفض جملة وتفصيلا خروج النواب عن الموضوع الأساسي، وإثارتهم للفوضى على – حد تعبيره -، قائلا في رده على نواب الارسيدي :"لا نريد السينما في المجلس.. نحن نعرفكم جيدا منذ 15 سنة وأنا هنا معكم"، ليرد عليه النائب "نحن لسنا انقلابيين". ومعلوم أن الجلسات المخصصة لمناقشة بيان السياسة العامة عرفت مناوشات وملاسنات بين نواب المجلس ورئيس المجلس الشعبي الوطني معاذ بوشارب بسبب قطع هذا الأخير لمداخلاتهم لاسيما تلك المتعلقة بانتقاد النظام والحديث عن الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد منذ أيام، حيث سبق هذه المناوشة، مداخلات مثيرة كانت بدايتها مع النائب عن جبهة المستقبل بسمة عزوار، التي انتقدت الوزير الأول أحمد أويحيى، وأعضاء طاقمه الحكومي، ونفس الشيء بالنسبة لنواب حزب العمال الذين انتقدوا حديث النواب عن الاستمرارية، الأمر الذي دفع برئيس المجلس لقطع كلمتهم ومطالبتهم بالالتزام بنص الموضوع وهو مناقشة بيان السياسة العامة للحكومة.