حول، أمس، نواب الكتلة البرلمانية للأرسيدي جلسة مناقشة مشروع قانون المالية والميزانية لسنة 2011 للرد والتعقيب على تصريحات الوزير الأول بخصوص منطقة القبائل وأداء بعض المنتخبين لدى رده على أسئلة بيان السياسة العامة لحكومته مؤخرا، حيث وصف نجل العقيد عميروش أويحيى بالراغب في الاستمرار في السلطة ورجل تصفية الحسابات السياسية فيما حملت مجمل تدخلات نواب الأرندي مسؤولية تأخر التنمية في بعض مناطق الوطن لمنتخبي بعض الأحزاب، وهي الأحزاب التي تنتقد دون أن تعترف بمسؤولياتها، حسب تعبير الصديق شهاب. تحولت أمس الجلسة الأخيرة لعرض قانون المالية والميزانية لسنة 2011 بالبرلمان إلى حرب ومناوشات كلامية بين نواب حزب الدكتور سعيد سعدي وحزب الوزير الأول، أحمد أويحيى، فحتى ترتيب المداخلات كان في صالح هذا التراشق بالألفاظ، الذي اضطر بشأنه رئيس المجلس والجلسة، عبد العزيز زياري، إلى قطع الكلمة ومطالبة النواب بالرفع من مستوى المداخلات وتهذيب الألفاظ والانتقاد الموضوعي البناء. فقد استهل المناقشة نواب كتلة الأرسيدي متبوعا بكتلة الأرندي وبحضور وزيري الصحة والسكن والعمران، فكانت البداية بالنائب نور الدين آيت حمودة، الذي حول مداخلته الى رد واضح لمضمون خطاب الوزير الأول، أحمد أويحيى، وتصريحاته تجاه الكتلة البرلمانية لحزب سعيد سعدي خلال عرض بيان السياسة العامة مؤخرا، حيث استهل مداخلته “قبل مناقشة مشروع قانون المالية نناقش المسؤول الذي سيسير هذا القانون”، في إشارة منه إلى الوزير الأول، إذ قال نجل عميروش في هذا الصدد “قلت يا أويحيى أن لا أحد من الشعب يعرفنا ويسمع أصواتنا على بعد 40 كلم من العاصمة “، فنحن ندعوك لأن تتجول معنا من منطقة بوعدنان الى تلمسان وكل مناطق البلاد وسط الجزائريين وترى كيف يعرفنا الشعب”، كما أضاف في نفس السياق “أنت معروف بالجزائر وخارج الحدود، لكن معروف بحبس إطارات الدولة ومصفي الحسابات السياسية”، مضيفا “معروف أيضا باقتطاع أجور العمال البسطاء التي لاتزال رهينة إلى اليوم، ومعروف كوزير عدل، ولم تحمل أي طرف مسؤولية قتل 126 مواطن في أزمة القبائل 2001 ، ومعروف بتجنيد منطقة القبائل لتكسير حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية”. وحمل نفس المتحدث حكومة أويحيى مسؤولية تحويل 190 مليون دولار من طرف أوراسكوم شأنه في ذلك شأن قضية الخليفة. وبخصوص منطقة القبائل، قال نفس المتحدث “هذه المنطقة تنتظر الانتخابات الوطنية القادمة بفارغ الصبر لترد على إهانتكم وشتائمكم التي وجهتموها للأرسيدي ليلة الفاتح من نوفمبر”، خاتما مداخلته بالتأكيد بأن الأرقام التي قدمها مسؤول الحكومة فيما يخص التنمية بتيزي وزو كاذبة. وفي نفس الاتجاه، صبت تصريحات النائب بسباس، الذي قال إن “الأرسيدي لا يهرج بل له الجرأة في طرح الأفكار والوقائع “، لاسيما ما تعلق بقضايا الفساد وسوء التسيير والتنديد بالمتباعات القضائية ضد النقابيين، وهو الأمر نفسه بالنسبة لكل نواب كتلة الأرسيدي. فيما كانت مداخلات نواب كتلة الأرندي بمثابة رد دبلوماسي وبنوع من الهدوء تجاه هذه الحملة، والبداية كانت بالنائب جودي، الذي انتقد ولاء بعض الفعاليات الحزبية للسلطة، في إشارة منه إلى الأرسيدي أيام كانت تمنح له مزايا، وتحوله اليوم الى صف المعارضة الفارغة، كما حمل الصديق شيهاب منتخبي بعض الأحزاب المنتقدة للأوضاع، سواء في المجالس البلدية أو البرلمان، مسؤولية تأخر التنمية، لاسيما القطاعات التي تهم الشأن العام.