يعاني قاطنو قرية غرس بوغفالة التابعة إداريا إلى بلدية أنقوسة بولاية ورقلة مما وصفوه الجحيم، بسبب افتقارهم لأدنى ضروريات الحياة الكريمة، وصرح عدد منهم ل"الشروق" أن قريتهم لم تنل حقها من التنمية وهو ما جعلها في مؤخرة ترتيب قرى البلدية النائية منذ نصف قرن ونيف. حمّل السكان السلطات المحلية مسؤولية دواعي تخلف القرية تنمويا. وتأتي في طليعة النقائص المسجلة المسالك الفلاحية والطرق المهترئة، وانعدام النقل بنوعيه الحضري والريفي، وهو الحلم الذي يراود سكان الجهة لما يمثله من شريان النشاط المجتمعي كونه يقرب المسافة بين القرية وعاصمة الولاية. ويعاني الفلاحون من انعدام الإمكانيات الضرورية للعيش، بالرغم من أن الجهة الفلاحية ممتازة، وينتظر فتح آفاق زراعية واعدة، ما قد يشجع أصحاب الأراضي الفلاحية على استغلال أراضيهم بدل هجرها لصعوبة التنقل إليها جراء النقص الكبير في الكهرباء الفلاحية، التي حالت دون الاستغلال الأحسن لأراضيهم الأمر الذي يجعلها عرضة للإهمال الحقيقي في حين يظل بعض الفلاحين بالمنطقة يعانون مشقة نقل الكهرباء من مناطق بعيدة كثيرا ما تسبب في تعرض مضخات السقي الفلاحي للتلف. وهي معاناة أرقت الفلاحين وجعلتهم يفكرون في هجرة مزارعهم والتخلي عنها كون أغلبهم ضعاف الدخل ولا يستطيعون مقاومة نقص الكهرباء الفلاحية في كل الفصول. ومن بين الانشغالات المطروحة، نقص الخدمات الصحية، واعتبر السكان ما يحدث عيبا في ولاية تكتنز الملايير، إذ تعاني الجهة من غياب خدمات الهياكل الصحية، ما اضطر قاطني القرية إلى قطع مسافات للوصول إلى مستشفى المدينة لتلقي العلاج. يذكر أن بلدية أنقوسة، قد برمجت حسب توضيح أحد نواب رئيس المجلس الشعبي البلدي عدة مشاريع نفعية ستدخل حيز الخدمة لاحقا، ويستفيد منها سكان القرى النائية المبعثرة عبر إقليم البلدية منها قرية غرس بوغفالة وما جاورها، غير أن الإجابة التي لم نحصل عليها كيف ظلت هذه القرية معزولة ومهمشة؟ بالرغم من تولي أكثر من رئيس بلدية زمام هذه البلدية التي تشكو هي الأخرى من شحّ المداخيل.