يعاني سكان قرية "عوينة موسى" النائية التابعة لبلدية سيدي خويلد 20 كلم عن عاصمة الولاية ورقلة، من مشاكل تنموية معقّدة جعلت قاطني هذه القرية يخرجون عن صمتهم، ويرفعون عدة شكاوى للجهات المعنية من أجل تدخلها لرفع الغبن عنهم. يعد مشكل انعدام حافلات النقل بالقرية من بين أهم الملفات المطروحة، حسب تصريح عدد من السكان ل"الشروق"، فقريتهم الفلاحية لا يربطها أي خط نقل بمقر الولاية أو حتى البلدية التابعة لها، الأمر الذي جعلهم يعيشون في عزلة تامة، وأجبرهم على قطع مسافة أزيد من 2 كلم للوصول إلى الطريق وانتظار حافلات أنقوسة، أو اللجوء إلى تأجير سيارات "الفرود" ودفع أسعار مضاعفة خاصة أصحاب الدخل الضعيف. ويعاني التلاميذ من صعوبة التنقل إلى مؤسساتهم التربوية، ما حتّم على كثير المتمدرسات التوقف عن الدراسة. وتعرف المشاريع التنموية بالقرية تعطلا كبيرا، حيث تعاني التجمّعات السكنية من انعدام التهيئة العمرانية من طرقات وأرصفة وغيرها، فضلا عن نقص الإنارة العمومية، ما جعل شوارع القرية تعبق في ظلام دامس، شكل خطرا على سلامة السكان ليلا، في ظل انتشار الحيوانات الضالة. كما تشكل مياه الصرف الصحي المتجمّعة في الأحواض التي أنجزت منذ سنوات خطرا على صحة سكان القرية، بعد اختلاط هذه الأخيرة بمياه الأمطار في فصل الشتاء مشكلة بركا ومستنقعات، حيث يعاني الأطفال من خطر الوباء، كونهم يتخذونها مكانا للعب، جاهلين ما تسببه لهم من أمراض وبائية وجلدية، في ظل عدم تخصيص أماكن ترفيهية لأطفال المنطقة. ويزاول أغلب قاطني قرية "عوينة موسى" نشاط الفلاحة منذ عقود من الزمن، كونها تتربع على أحسن الأراضي الزراعية بالولاية، وحسب تصريح عدد من فلاحي القرية ل"الشروق" فإن منطقتهم سجلت المراتب الأولى في عدة محاصيل على غرار البطيخ والتمور بشتى أنواعها، ناهيك عن أنواع أخرى من الخضروات التي تمت زراعتها كتجربة لكنها حقّقت نتائج إيجابية، رغم أنهم يعتمدون على مجهوداتهم الخاصة والطرق التقليدية في العمل، في ظل غياب التكوين في المجال الفلاحي ودعم الدولة. ويعاني السكان من مشكل تصاعد المياه الجوفية المالحة التي تسببت في موت عشرات أشجار النخيل المثمرة، والتي أثر السنوات الأخيرة سلبا على المنتوج، ومنعتهم من غرس أشجار نخيل جديدة "الجبار". وطالب هؤلاء السلطات المحلية بالتدخل وبناء قنوات مخصّصة لتصريف المياه المتصاعدة وإنقاذ ما تبقى من ثروة النخيل بقريتهم. وأدخلت هذه المشاكل المتراكمة سكان قرية "عوينة موسى" النائية في دوامة من المشاكل زادها تعقيدا تجاهل المسؤولين لمعاناتهم اليومية، مؤكدين أن قريتهم لا تحظى بزيارة أي منتخب، إلا في الحملات الانتخابية، حيث تصبح قريتهم وجهة لعديد الأحزاب السياسية.