تعتبر السياحة بمختلف أنواعها إحدى الموارد الهامة للعملة الصعبة بعديد البلدان العربية والأوربية، لكن في الجزائر ما زالت هذه الأخيرة دون المستوى المطلوب، نتيجة الإهمال لعديد الأماكن السياحية وحتى الثروات والكنوز المنسية، على غرار وردة الرمال بقرية غرس بوغفالة بولاية ورقلة. فوردة الرمال وبحسب المختصين من الكنوز السياحية المنسية بولاية ورقلة، حيث كانت قبل عقدين تستقطب الأفواج الأوربية ومن كل الدول مثل ألمانيا، فرنسا، بلجيكا وغيرها، إذ تعرف منطقة غرس بوغفالة موطن هذه الأحجار مقصد العديد منهم، فوردة الرمال من عجائب الله في أرضه وتوجد في منطقتين في العالم في السعودية والجزائر، تستخرج من تحت الأرض بأشكال غاية في الجمال، ولوجودها قصة غريبة، أين كان حمار أحد المواطنين سببا في اكتشافها قبل عقود بقرية غرس بوغفالة التي تبعد بنحو 15 كم عن بلدية أنقوسة وبحوالي 35 كم عن مقرّ الولاية ورقلة. مارست هذه المهنة في ثمانينيات القرن الماضي، أغلب العائلات القاطنة بهذه القرية النائية والمعزولة، واعتبروها مصدر دخل لهم، خصوصا وأنها كانت من الأشياء الثمينة التي يطلبها الأجانب، لكن وبعد العشرية السوداء هجروها ولم يعد يأتي إليها إلا القليل، ما جعل هذه المهنة تتراجع بسبب غياب سياسة واضحة للتسويق، وبحسب أحد أبناء الجهة في حديثه "للشروق اليومي" فإن تراجع السياحة بالولاية ككل عموما والقرية خصوصا، أدى بهجران الشباب لهذه المهنة، وتوجههم نحو العمل بالشركات البترولية الوطنية والأجنبية بحاسي مسعود، لتتدهور ممارسة استخراج "وردة الرمال" رغم ارتباطهم الوثيق بها، بحكم الكنز الذي أعطاهم إياه الله وجعل المنطقة معروفة وطنيا ودوليا، بسبب عديد الأسباب من قبل الجهات الوصية بالولاية منذ عقود من الزمن، وحتى الجمعية الوحيدة "الجمعية السياحية وردة الرمال" بالبور، هذه الأخيرة لم تستطع ضخ دماء جديدة لإحياء هذا الموروث السياحي الهام. وبحسب رئيسها في اتصال مع "الشروق" فإن البداية جاءت بروح ونفس طويل لإعطاء الوردة الاهتمام الفعلي من قبل الفاعلين في السياحة، لكن نقص الدعم المالي حال دون تحقيق الأهداف المسطرة، فأخر معرض دعي إليه بالجزائر العاصمة بمنطقة "برج الكيفان" حول وردة الرمال طلب منه تحمل المصاريف المالية للعرض بنفسه، ما جعله يعتذر عن المشاركة، وحتى العيد السنوي الذي كان يقام شهر أفريل من كل سنة أبعد من النشاطات الرسمية بالمدينة، لتبقى من أهم المصادر الهامة لجلب السياح الأجانب، ومصدر دخل بالعملة الصعبة في ظل تهاوي أسعار البترول، بعيدا عن الاهتمام وأعين المسؤولين سواء المحليين أو الجهات الوصية بأعلى هرم في الدولة، لذا يناشد سكان قرية "غرس بوغفالة " بورقلة، وزارة السياحة بضرورة إعادة الاعتبار لهذا الإرث السياحي الهام بالمنطقة، والترويج لهذه الوردة التي أبدع الخالق فيها، خاصة أن التوجه الجديد للدولة نحو تشجيع السياحة بكل أشكالها وأنواعها، فهل تلتفت الوزارة لوردة الرمال المنسية بورقلة حسب حديث أحدهم؟.