تعرف قرية الشابي ببلدية النقر بالطيبات 200 كلم عن مقر الولاية وقلة، نقائص بالجملة جعلت سكانها يعيشون حياة بدائية ومعاناة حقيقية، جرّاء انعدام أبسط ضروريات الحياة الكريمة، خاصة وأن المنطقة نائية وسكانها فضلوا البقاء والاستقرار فيها بدل النزوح إلى المناطق المجاورة رغم صعوبة وقساوة العيش بها. تشهد قرية الشابي ببلدية النقر بمنطقة الطيبات، انعداما كليا في شبكة الماء الصالح للشرب ما جعل السكان يعتمدون على حفر آبار تقليدية أو آبار باستعمال المضخات أو ما يسمى "بالصوندا" والتي يتم استخراجها عن طريق الكهرباء ما يكلفهم الكثير من الخسائر، دون الحديث عن مدى صلاحية هذه المياه للشرب أو الاستعمال، خاصة وأن السكان يشتكون من ملوحة هذه المياه، كما يشتكون من تأثيرها السلبي على بشرتهم وجلودهم، ما جعلهم يطالبون بربط قريتهم بشبكة الماء الصالح للشرب كغيرهم من مناطق البلدية. إضافة إلى نقص التوسعة بشبكة الكهرباء حيث أن عددا من المساكن تم إنجازها منذ 04 سنوات يقطنها أصحابها من دون كهرباء، حيث تعرف عديد المنازل غياب شبكة الكهرباء وهي السكنات التي تم إنجازها في إطار برنامج السكن الريفي، في حين تعرف سكنات أخرى نفس الوضعية سواء التي أنجزت في برامج أخرى، أو تلك التي أنجزها أصحابها على حسابهم الخاص. ويروي سكان قرية الشابي ل"الشروق" أن الشبكة التي أنجزت منذ مطلع التسعينيات لم تعرف التوسعة بشكل كبير، وهي الوضعية التي جعلت السكان يعتمدون على جلب الكوابل بطرق عشوائية كوابل قريبة من الأرض، كما يعتمد الفلاحون على جلب كوابل على مسافة 1,5 كلم، بالإضافة إلى الوضعية المذكورة سابقا فإن عديد المناطق الفلاحية بالقرية كمنطقة أميه الريغي والشابي الظهراوي تنعدم بها شبكة الكهرباء رغم الثورة الفلاحية التي تعرفها المنطقة خاصة إنتاج البطاطا والتمور بمختلف أنواعها، وكذا الخضروات الموسمية والقرعيات بمختلف أنواعها. وهو الوضع الذي جعل الفلاحين يعتمدون على المحركات التي تشغل بالوقود والتي كبدتهم الكثير من الخسائر أو الاعتماد على جلب كوابل على مسافات طويلة وإن كان ذلك ليس في متناول الجميع، فضلا عن غياب التغطية الهاتفية بجميع أنواعها، فالسكان لا بد لهم من البحث عن مكان مرتفع لإجراء اتصالاتهم دون الحديث عن حرمانهم من خدمات الجيل الرابع الموجه لهم أصلا باعتباره موجها للمناطق النائية، لكن انعدام الهوائيات الخاصة بالاتصالات وبعدها عن هذه المناطق يجعلها تغرق في العزلة، هذا دون الحديث عن غياب شبكة الصرف الصحي والاعتماد على حفر آبار تدفن فيها المياه المستعملة تحت المنازل. إضافة إلى غياب خطوط النقل وكلها عوامل ونقائص زادت من معاناة المواطن بقرية الشابي الذي يبقى متمسكا بأرضه والبقاء بقريته رافضا النزوح إلى قرى ومناطق حضرية أخرى، وهي رسالة – حسبهم- للسلطات المحلية والجهات الوصية للنظر في وضعياتهم والالتفاتة إليهم ما داموا يفضلون الاستقرار بأراضيهم ويساهمون في تنمية الاقتصاد الوطني من خلال إغراق السوق المحلية بمنتجاتهم الفلاحية وثرواتهم الحيوانية.