يلتقي المحامون من جميع ولايات الوطن، الجمعة، في مسيرة وطنية تجوب الشوارع الرئيسية للعاصمة، وذلك تزامنا مع اليوم الوطني للمحامي المصادف ل 23 مارس من كل سنة، حيث قرر أصحاب الجبة السوداء الاحتفال بعيدهم هذه السنة مع أطياف الشعب، حيث ستكون المسيرة عبارة عن يوم تضامني ومؤازرة للحراك الشعبي، يقرأ فيها النقيب الوطني رسالة حول موقف المحامين من الحراك الشعبي الحاصل. وأعلن الاتحاد الوطني لمنظمات المحامين، عن تنظيم مسيرة وطنية سلمية للمحامين، غدا السبت، تزامنا مع اليوم الوطني للمحامي. وأكد النقيب الوطني للمحامين، أحمد ساعي في اتصال مع " الشروق" الخميس، أن المسيرة التي يشارك فيها المحامون من مختلف نقابات الوطن مرتدين البذلة المهنية، تنطلق ابتداء من الساعة 11 صباحا صبيحة يوم غد، حيث يكون التجمع أمام ساحة البريد المركزي، لتجوب المسيرة بعدها مختلف شوارع العاصمة الرئيسية من شارع باستور إلى النفق الجامعي فشارع ديدوش مراد ثم شارع العربي بن مهيدي. وأكد ساعي أن المسيرة تنتهي بقراءته رسالة تتضمن تذكيرا بموقف المحامين بشأن الحراك الشعبي الحاصل. وحسب محدثنا "كان الاتفاق بداية مع المحامين على تنظيم المسيرة باتجاه مقر المجلس الدستوري، لكننا غيرنا الوجهة، وفضلنا الالتحام مع أطياف الشعب بشوارع العاصمة". وبدوره، أكد عضو نقابة المحامين بالعاصمة، أحمد دهيم في اتصال مع "الشروق"، أن أصحاب الجبة السوداء لطالما كانوا يحتفلون بعيدهم الوطني الذي يتزامن مع 23 مارس من كل سنة، عن طريق تنظيم احتفالات ثقافية أو رياضية عبر مختلف ولايات الوطن، ولأن احتفالات هذه السنة تزامنت مع الحراك الشعبي السلمي، قرر المحامون تكييف احتفالاتهم مع ما تعيشه البلاد، "فقررنا تنظيم مسيرة كبيرة تضم المحامين من مختلف نقابات البلاد". وأكد دهيم أن المحامي هو المعني الأول لمسايرة الحراك الشعبي "لأن ما تعيشه الجزائر وما انتفض ضده الشعب، هو الخروقات الدستورية والقانونية الحاصلة، وبما أن أساس مهنة الدفاع قائمة على احترام القوانين، فلا يمكننا السكوت ولا بأي طريقة"، مضيفا "نحن أولى بالدفاع عن الحريات الدستورية". نحن لم نركب الموجة بل أصل مهنتنا الدفاع عن القانون وتأسف المحامي، لبعض المشككين والذين رأوا في "انتفاضة" المحامين ركوبا لموجة الحراك، حيث قال "نحن لم نلتحق بالحراك نحن أولى بهذا الحراك رفقة القضاة، لأن التمسك بالقوانين من صلب مهنتنا، وإذا سكتنا سنتحول إلى مسخرة". وكما أن انضمام أصحاب الجبة السوداء للحراك الشعب السلمي من دفاع وقضاة "منح مصداقية أكبر للحراك"، على حد تعبيره. وللتذكير، فقد سبق لأصحاب الجبة السوداء تنظيم مسيرة بالعاصمة في السابع مارس المنصرم، انطلقت من قبالة وزارة الطاقة بوادي حيدرة وانتهت بالقرب من المجلس الدستوري، وكانت غايتها تسليم رسالة لرئيس المجلس، تطالب بالتطبيق السليم والصارم لأحكام الدستور نصا وروحا بخصوص شروط الترشح لرئاسة الجمهورية، وتحمّل المجلس لمسؤوليته التاريخية، غير أن الرسالة قوبلت بالرفض ولم يتسلمها أحد. كما قرّرت منظمات المحامين العمل القضائي على المستوى الوطني وعلى جميع الجهات القضائية لمدة 4 أيام. يشار إلى أن المحامين يحتفلون كل يوم 23 مارس بعيدهم الوطني، وهو يمثل اليوم الذي استشهد فيه المحامي والمناضل والسياسي الجزائري علي بومنجل، وذلك بعدما استولى المِظلّيون الفرنسيون على العمارة التي يقطن فيها بالأبيار، واستشهد خلال معركة الجزائر سنة 1957.