أبو تريكة حقق في غانا ما عجز عنه السياسيون العرب مبدأ "التضامن" لم يعد مجرد مسالة أو شعار، بل هو ركن من حياتنا الإنسانية، ولأن العواطف لن تكون بعيدة أبدا عن واقعنا فإن ما تتعرض له شعوبنا الإسلامية من عملية تطهير عرقي لم يكن بوسعنا سوى مناقشة الموضوع من زاوية أخرى تمتزج فيها العواطف بالرياضة دون الإخلاء بنبل الرياضة وأهدافها السامية. أو هكذا تطل المشاكل برأسها لتنغص علينا أجواء الفرحة، والمتعة الرياضية.. جرائم، وعدوان غاشم دفعانا أن نتناول الموضوع كعربون محبة وتضامن مع أشقائنا في فلسطين والعراق وفي كل البلاد الإسلامية، ووقوفا عند مطالب قرائنا، بالفعل هي القواسم المشتركة بيننا وبين غيرنا وأواصر الثقة بيننا وبين قرائنا . ربما وجدنا انفسنا مجبرين على تعدي الخطوط الحمراء والهروب من ميدان الرياضة واللعب في السياسة، لأننا في الأخير يبقى هدفنا توجيه رسالة.. رسالة فحواها نعم سنتضامن مع فلسطين، وسنتضامن مع العراق.. ومع كل المسلمين. الشعارات الدينية والسياسية في قاموس اللاعبين مع الجدل المثار حول رفع أبو تريكة لفانلة "تعاطفا مع غزة "يعاد من جديد فتح ملف تحول ملاعب الكرة إلى ساحة لتسويق الشعارات الدينية والسياسية، فمن فاتحة الكتاب الكريم التي يستحن اللاعبون قراءتها في بداية المباراة مثلما يحدث كثيرا في بلد الفراعنة في أكثر من مباراة أو التصليب قبل النزول إلى الملعب، إلى سجدة الشكر بعد إحراز الهدف، ورفع الأيادي بالدعاء والتضرع إلى السماء عند إضاعته، ومن ذبح العجول تقربًا إلى الله لينظر بعين الرضا إلى الفريق الذي يطلب البطولة (العلماء أكدوا أنه شرك بالله)، إلى كتابة الشعارات الدينية والسياسية في الاقمصة... أصبحت الملاعب الرياضية مساحة لإثبات التدين أو للتعبير عن طاعة الله أو إثبات أن النجاحات التي يحرزها هذا اللاعب أو ذاك مردها رضا الله عز وجل عنه. السجود في الملاعب أضحى طقساً ثابتا عقب التسجيل بعيدا عن تفتيش النوايا ومدى صدق كل لاعب يرغب في اظهار طقس معين على أرض الميدان، فإن المؤكد أن أي تصرف مختلف له علاقة بالشعارات الدينية سيمنح لصاحبه المزيد من الشعبية والكثير من الشهرة التي تترجم بالطبع في صورة عوائد مادية تتدفق على اللاعب، فهناك من اللاعبين من يهوي التقاليع التي تضعه في خانة المتمردين مثلما هو حاصل مع واين روني مهاجم مانشستير يونايتيد وقبله قاسقون او كونتونا، والفرق بين السجود والدعاء على اظهار التصليب كبير جدا. دهام وقصة السجود بعد التسجيل على القبائل وأصبح السجود في الملاعب طقسا ثابتا في الملاعب الجزائرية، فبالعودة بسنوات الى الوراء نجد ان مهاجم مولودية الجزائر (يلعب حاليا لڤوبلز الالماني) سجد عقب تسجيله على فريقه السابق شبيبة القبائل، وفسر ذلك بالعدالة الإلاهية التي أنصفته على حد تعبيره في قضية السرقة التي اتهم بها خلال تربص فرنسا مع الكناري، ونفس الامر للاعبي اتحاد العاصمة. فيما قلد مدافع وفاق سطيف بن شادي أبو تريكة برفعه لفانلة "تعاطفا مع غزة" في لقاء الوفاق والفيصلي. "وزير الإنسانية" أبو تريكة يمضي لغزة كان لشعار "تعاطفا مع غزة" للاعب أبو تريكة صدى كبيرا في جميع أنحاء العالم، وبخاصة لدى العالم الاسلامي، الذي تفاعل بشكل كبير جعلت من نجم الاهلي العنوان الابرز لكل التعليقات المنشورة في المواقع الالكترونية. وتفاعل البعض بشكل أكثر مقترحًا "طبع وتوزيع مليون (قميص)" عليها شعارات تطالب برفع الحصار عن قطاع غزة، ويأتي ذلك في الوقت الذي أصبح زعيم الانسانية أبو تريكة موضوعًا لحرب إلكترونية ساخنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وعلى طريقة "رد التحية بأحسن منها"، احتفى الفلسطينيون في منتديات الإنترنيت ب "أبو تريكة" بشكل مميز، فمنهم من بدأ بسرد سيرته الكروية وما تخللها من إبداعات كروية، مشيدًا بأخلاقه وتدينه، وآخر وضع صوره وهو يُسجل الأهداف، فيما كتب ثالث باسم غزة شاكرًا إياه. علم إسرائيل في مباراة مونديال...ممنوع التضامن مع أطفال غزة قامت الدنيا ولم تقعد لحد الآن منذ أن أعلنها النجم المصري الكبير "أبو تريكة" تضامنا مع أطفال غزة، وكان قد أعلنها قبل ذلك تنديدا بالمسيئين للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ويعتمد الذين أقاموا الدنيا على "أبو تريكة" كون الرياضة مجالا للترفيه والمنافسة لا يجب فيه إقحام السياسة من خلال كتابات على الصدر تتحدث عن الدين (قضية الإساءة للرسول الكريم)، أو السياسة (قضية غزة) بالرغم من أن الغرب منذ نازية هتلر وفاشية موسوليني ومرورا بشيوعية الاتحاد السوفياتي ورأسمالية الولاياتالمتحدة هو أول من أقحم السياسة في عالم الرياضة وكرة القدم بالخصوص. هتلر أعلنها عنصرية عام 1936 النازية لم تتوقف عند حاجز السياسة فقط، بل أقحمت عنصريتها عندما احتضنت برلين الأولمبياد في صائفة 1936؛ أي منذ 72 سنة، حيث لم يعجب أدولف هتلر فوز "أوينس" الأسود بسباق المئة متر، فخرج من ملعب برلين الأولمبي وهو يسب الإنسانية التي سمحت للزنوج بالمنافسة، وبقيت بعد ذلك الأولمبياد عرضة للسياسة، حيث لم يسمح لجنوب افريقيا بسبب عنصريتها (تناقض) مع المشاركة في الألعاب الأولمبية إلى غاية 1992 ببرشلونة، وكانت أمريكا التي تستعمر حاليا أفغانستان قد قادت حملة ضخمة لمقاطعة أولمبياد موسكو عام 1980 ونجحت في قيادة الغرب باستثناء "انجلترا" والكثير من العرب بما فيهم مصر والسعودية لمقاطعة ألعاب موسكو بدعوى أن الاتحاد السوفياتي تدخل في شؤون أفغانستان، ولكم السؤال عن دعوى أمريكا التي تحتل الآن بالنار والحديد أفغانستان؟!. وعاد الاتحاد السوفياتي عام 1984 ليقود بدوره حملة مقاطعة ألعاب لوس أنجلوس، ونجح في جر كل دول الشرق "باستثناء رومانيا" وعدد من الدول العربية مثل سوريا بحجة العمل بالمثل، ففقدت بذلك الألعاب الأولمبية نورها الرياضي وإشعاعها وأصبحت معجونة بالسياسة. مباراة الهندوراس والسلفادور تتسبب في حرب حدث أثناء تصفيات مونديال 1970 بالمكسيك أن كانت كل دول أمريكا الوسطى تبذل المستحيل لأجل التأهل إلى الجارة المكسيك، إذ بإمكانها التألق، ولكن مباراة السلفادور ضد الهندوراس أخذت أبعادا أخرى وانزلاقات خطيرة بدأت بمناوشات ما بين اللاعبين، ثم ما بين المسيرين لتنتقل إلى الأنصار وتحدث بعد ذلك الكارثة عندما أعلن البلدان الدخول في حرب مسلحة عام 1969 أدت إلى سقوط آلاف الضحايا، ولم يحدث الاتفاق العسكري (الهدنة) إلا في عام 1976 وكان الاتفاق ما بين الدولتين عام 1980، أي أن مباراة من 90 دقيقة أدت إلى حرب عسكرية وباردة لأزيد عن عشر سنوات، وأصبحت بعد ذلك الكثير من المباريات مفخخة، لأنها تجمع ما بين فريقين ينتميان لدولتين تتنازعان، كما حدث في مونديال فرنسا عندما التقت إيرانبالولاياتالمتحدة، حيث فازت إيران (2 - 1) وأعلنت الأفراح في كامل الجمهورية الإسلامية، ولكن المباراة التي تنسى كانت في مونديال 1974 ما بين ألمانياالغربية التي استضافت الدورة وجارتها ألمانيا الشرقية وانتهت للزوار (1 - 0)، وهي الهزيمة الوحيدة في المونديال لألمانياالغربية التي فازت باللقب العالمي (2 - 1) ضد هولندا، كما شهدت المكسيك مقابلة سياسية عام 1986 ما بين انجلترا والأرجنتين، وهذا بعد نزاع على جزر المالوين، وبرز في المواجهة مارادونا الذي سجل أحسن هدف في تاريخ كأس العالم وأغرب هدف أيضا بيده. وعرف المونديال مثله منل الأولمبياد الزج به في متاهات السياسة، خاصة في عام 1950 حيث اختفى المونديال منذ عام 1938 ولم يظهر إلا عام 1950 في البرازيل في غياب المعسكر الشرقي، وكان فوز إيطاليا بكأس العالم عام 1934 سياسيا محضا، بعد أن تتبع موسوليني بحماس نادر مباريات فريقه الأزرق الذي فاز بسهولة بالكأس.الذين أعابوا على أبو تريكة إشهار تعاطفه مع غزة وطالبوا بمعاقبته تناسوا اللقطة المخزية التي قام بها لاعب من غانا في المونديال الألماني السابق عندما أخرج علم إسرائيل ورقص به رغم أن إسرائيل غائبة عن المونديال ولم تشارك تاريخها إلا مرة واحدة في عام 1972.. هؤلاء تناسوا أيضا أن "الكوطات" الخاصة بالمونديال سياسية ومكان إجراء المنافسة سياسي، ومع ذلك يثورون على لاعب تضامن مع أطفال أبرياء!! السياسة في الكرة الجزائرية: لاعبون مع الفيس.. وفرق تسناد العهدة الثالثة تختصر الرياضة عندنا في كرة القدم، عكس ما هو حادث في دول متعددة باستثناء تألق بعض العدائين عالميا مثل مرسلي الذي صال وجال سياسيا رفقة مناجيره السابق عمار براهمية، حيث تعاطفا مع الحزب المحضور، وحتى حسيبة بولمرقة اختارت في الانتخابات الرئاسية السابقة التموقع مع المترشح علي بن فليس. وجاءت التجربة الديمقراطية في بداية التسعينيات لتكسر الطابوهات، حيث توصل الأمر أن أهدى لاعب جزائري كان ضمن أساسيي المنتخب الوطني الذي أحرز القب الافريقي الكأس للجبهة الإسلامية للإنقاذ المحضورة، كما شارك عدد من نجوم الكرة كمترحشين وحتى كدعاة لهذا الحزب أو ذاك. بلومي يخسر معركة شيخ البلدية وجلب لخضر بلومي الأنصار عندما ترشح للانتخابات البلدية عام 1991 ضمن قائمة الأفلان، ولكنه خسر المعركة الساسية في عز نجوميته أمام مترشح الفيس، وتبخر حلم بلومي في أن يتحول إلى شيخ بلدية وهران وكان عمره حينها 33 سنة، ثم انتقل الاهتمام السياسي لدى الجماهير التي ساندت الزعيم العراقي الراحل صدام حسين، منذ بداية التسعينيات حيث حملت صوره وصور العراق، وما زال علم بلاد الرافدين لحد الآن يتعالى في مدرجات ملاعبنا. ولأن حرب لبنان ما بين إسرائيل وحزب الله دارت رحاها في الصيف، فإن الاهتمام الجماهيري لم يكن قويا، ونشهد هاته الأيام بيانات مساندة للعهدة الرئاسية الثالثة بدايتها كانت من إدارة شباب قسنطينة التي كانت السباقة ضمن الأندية الجزائرية في المطالبة بتعديل الدستور حتى يتمكن الرئيس من الترشح لعهدة ثالثة، وكان أول من أقحم السياسة في الكرة حيث لكل سياسي ناديه المفضل، وبمجرد ترشحه لأي نوع من الانتخابات حتى يعد مناصرا لهذا الفريق. الجمهور الجزائري يتساءل: من لا يرغب في أن يتعاطف مع فلسطين؟ ربما أكبر اهتماماته رياضية.. لكن ذلك لا يمنعه من التعبير عن مكنوناته.. ولأن الجبال بها براكين فإن نفوس عشاق الرياضة الجزائرية لا تلبث أن تنفجر يوما لتؤكد وقوفها إلى جانب الفلسطينيين وإخواننا في العراق وكل القضايا العادلة في العالم أجمع. يتمنون أن يروا العالم يعيش في وئام، يتنافس في المجال الرياضي دون حساسيات أو عنصرية عرقية أو دينية .. بيد أن المشاهد المأساوية حركتهم.. واستغلوا فرصة طرحنا للقضية ليدلوا بدلوهم..أسئلتنا كانت بمثل وضع الملح على الجرح، لذلك تباينت الآراء وتوحدت في نقطة واحدة: نصرة إخواننا في الدين.. ولو بأضعف الإيمان. مداخيل المباريات لشعوبنا المغلوبة عن أمرها حسان (43 عاما) يعتبر من أشد المتتبعين لكرة القدم الجزائرية قال بأن الاستمتاع بالرياضة لا يلغي التعبير عن هويتنا وعواطفنا، مشيرا بأن أفضل الطرق للتعبير عن تعاطفنا مع الذي يحدث بفلسطين والعراق، هو تخصيص جزء من مداخيل المباريات إلى شعوبنا المغلوبة عن أمرها. ويضيف "بعض الأندية تشتكي من ضعف الموارد المالية، بينما لا تتحدث إطلاقا عن مداخيل المباريات رغم أن مباريات الدوري الجزائري هي الأكثر إقبالا جماهيريا في البلاد العربية وحتى في بعض البلدان الأوروبية"، مشيرا الى انه يقترح نصف المداخيل كتبرعات للشعب الأعزل في فلسطين وآخر لتوفير الأدوية لأطفال العراق. أبو تريكة ثم بن شادي ..ذلك أضعف الإيمان وقال بعض المواطنين ممن استجوبتهم الشروق إنه على اللاعب الجزائري أن لا يتوخى الحياد في مثل هذه القضايا، وعليه أن يعبر عن المبادئ التي جبل عليها.ويقول سمير (35 سنة) البعيد عن عالم الرياضة انه تابع باهتمام ردود الفعل بعد حادثة اللاعب المصري أبوتريكة والذي حمل شعار "التعاطف مع غزة"، وأوصل الرسالة إلى أبعد الحدود.ودعا محدثنا لاعبينا إلى الاقتداء باللاعب المصري ليس بتصرفه هذا وإنما بأخلاقه التي تجعل تصرفاته رسالة تعطي مفعولها.وأشار إلى أن اللاعبين الجزائريين انطووا على أنفسهم، وبعضهم يلجأ للتقليد الأعمى، لذلك وجب التمحيص والتفكر قبل اتخاذ أي قرار. الإشهار لقضايانا في المحافل الدولية ويرى كثير من أن ما فعله أبوتريكة رغم تعارضه مع القوانين التي تسير الرياضة على حد قول مسؤولي الفيفا، إلا انه تصرف رائع يعطي الهيبة والوقار لكل رياضي عربي مسلم.ويعتبر عبد القادر يبدو في العشرينيات من عمره أن الجزائريين والعرب مطالبون بالإشهار لقضاياهم باعتبارها عادلة، ودفاعا عن النفس لا غير.وأوضح قائلا "استرجع دائما في ذاكرتي ما فعله اللاعب الغاني بانتسيل الذي رفع راية إسرائيل في بطولة العالم".وأضاف "أنا لا ألوم هذا الغاني الذي اختار الوقت المناسب الذي يعبر فيه عن مكنوناته، لكن ألوم كل المسلمين والعرب الذين يحشدون قواهم للصراع فيما بينهم، وحينما تتحين لهم فرصة المشاركة في المواعيد الكبرى، فبالإضافة إلى نتائجهم السلبية فإنهم لا يستغلون ذلك للإشهار لقضايا التي تهم كل الجمهور الذي يتعاطف معهم". شباب باتنة رمز للتضامن مع العراق يحسب لفريق شباب باتنة انه كان قلعة من قلاع الدفاع عن الهوية الجزائرية، ولعل طينة أبناء الأوراس الأشم عبروا عن ذلك أثناء محنة الشعب العراقي في حرب الخليج.ويحسب على رئيس النادي أنذاك رشيد بوعبد الله انه قام بموقف تاريخي، حينما استقدم لاعبين بارزين في الدوري العراقي كي ينضما لفريقه، وهما سعد قيس وشرار حيدر بالإضافة إلى المدرب عامر جميل الذي عاش قصة حب مع الفريق وظل دائما يغادره ويعود اليه.وكان لمدير الإذاعة الوطنية الحالي عز الدين ميهوبي الأثر البالغ في إقناع مسؤولي شباب باتنة بالفكرة أثناء زيارته ككاتب وشاعر ومدير صحيفة رياضية إلى العراق، واقترح عليه اللاعبين والمدرب قبلها رئيس شباب باتنة على مضض. جزائريون ضد شعار "أنا بكره إسرائيل" "أنا بكره إسرائيل"، هو شعار لأغنية حولت شعبان عبد الرحيم من مجرد مطرب عادي إلى ظاهرة، وتجاوب معه الكثير من العرب وخاصة الجزائريين، لكن ذلك ربما لم يستسغه البعض وفضلوا الاتجاه عكس التيار.لا تتضح الدواعي وراء ذلك، لكن على الأقل بعض الجزائريين ساهموا في التطبيع مع إسرائيل عمدا أو دون قصد، وهو ما جعل الدعاية الصهيونية تستغل هذه الأحداث بطريقة جيدة، وتستفز الجزائريين المعروفين بعدائهم لكل ما هو إسرائيلي لسبب واحد، لأنهم اغتصبوا الأماكن المقدسة، ونكلوا بشعبنا المسلم البريء في فلسطين وفي أماكن أخرى من العالم. ورغم أن قصة الرياضة الجزائرية مع اليهود تختصر في بضعة حوادث نادرة، وحالات شاذة، لكنها بقيت كعلامات فارقة سجل لها التاريخ لأصحابها، وربما كان هذا ما ظهر للعلن وما خفي أعظم. مسؤول رياضي جزائري ساعد مكابي حيفا الصهيوني في بداية الألفية الجزائرية ظهرت للعلن قضية خطيرة جدا حينما تراشق مسؤولان في قطاع كرة القدم الجزائرية بالتهم في الكواليس وعبر وسائل الإعلام، ووصل إلى أن وجه احدهما تهمة للآخر بأنه عميل لإسرائيل.القضية ورغم حساسيتها فإننا نوردها بشكل موجز نظرا لعدم توفر الأدلة الدامغة، لكن القصة وما فيها هي أن احد مسؤولي كرة القدم الجزائرية اتهم صديقا له ويشتغل في هيئة دولية حاليا بأنه ساعد فريق مكابي حيفا الصهيوني وهو احد أقوى أندية إسرائيل أثناء إقامة هذا النادي بالعاصمة الفرنسية.وكادت أن تعرف القضية أبعادا أخرى، خاصة وان المسؤولين كان لهما ثقل كبير، وكلمة الفصل من أهل الحل والربط في القطاع الكروي.الظاهر أن الطرفين اللذين طرحا القضية على العلن، يشغلان حاليا مناصب عليا في هيئات دولية، ويحظيان بمكانة مرموقة.وتقول الرواية أن هذا المسؤول الذي كان يقيم بفرنسا أقدم على تقديم يد المساعدة للنادي الإسرائيلي وتكفل به طيلة فترة اقامته بفرنسا، وهو ما حاول نفيه، قبل ان تختفي القضية وكأن شيئا لم يحدث. ناصر مناسل أول جزائري يلعب في إسرائيل مطلع العام الماضي، رددت وسائل الإعلام الفرنسية أن الفرانكو جزائري ناصر مناسل الذي كان يلعب لغرونوبل كمتوسط ميدان، سيكون أول جزائري سيلعب لأحد أندية إسرائيل.ما يتردد أن وسائل الإعلام الفرنسية التي تنسب كل ما هو جميل لها، والقبيح لغيرها، كما هو الحال مع زيدان وبن زيمة، فإنها أشارت إلى أن مناسل هو جزائري، وفضل كسر كل التابوهات.ناصر مناسل الذي يبلغ من العمر 25 سنة، ولد بترانش بفرنسا من والدين جزائريين مهاجرين، تكوَّن في فريق غرونوبل ولعب فيه حتى سن الأكابر إلى غاية العام الماضي، وبينما تخلى الفريق عنه، لم يجد أي ناد فرنسي يرغب في ضمه، فاستغل اليهود بمكرهم الوضع، وعرضوا على اللاعب فرصة الانضمام لأحد انديته.وأمضى اللاعب لنادي مكابي نتانا الممثل لهذه المستوطنة المحاذية لتل أبيب. واستغلت القضية أبشع استغلال، وسط تذمر شعبي كبير في الجزائر، وتبرأ من جزائريته، بيد أن اللاعب برر في تصريحات صحفية أن لا احد فكر فيه حينما وجد نفسه دون فريق. المصارع مريجة ربح إسرائيلي بقرار فوقي سؤال يطرح نفسه "هل كان عمار مريجة ضحية لقرار فوقي؟"، هذا الذي حدث قبل أربع سنوات من الآن بالعاصمة اليونانية، حينما أوقعت القرعة المصارع الجزائري في الجيدو في مواجهة المصارع الإسرائيلي فاكس.وقيل أنذاك أن المصارع استشار رئيس الاتحادية الذي لم يكن سوى شقيقه محمد الذي استشار بدوره بيراف رئيس اللجنة الاولمبية، قبل ان يتم اتخاذ قرار فوري بالسماح بمنازلة الصهيوني.الحكاية بدأت عندما خطط بطل الجيدو الإيراني أراش مير إسماعيلي والفائز ببطولة العالم عامي 2001 و2003 في وزن تحت 66 كيلو غراما، لزيادة وزنه على تلك الفئة ليضمن عدم اللعب أمام منافسه الإسرائيلي أيهود فاكس، مما رتب له الانسحاب، ونقل عنه قوله أنه رفض نزال الإسرائيلي تضامنا مع الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال والعنف الإسرائيلي.. وهو ما أعتبره مسؤولون أولمبيون في الجيدو أنه بدا وكأنه مقاطعة سياسية لرياضة ما، وقالوا أنهم في حاجة إلي جمع مزيد من الأدلة قبل اتخاذ أي قرار ضد إيران..وقد أصدر الرئيس الإيراني محمد خاتمي بيانا وجه فيه الشكر إلى اللاعب أراش مير إسماعيلي لرفضه خوض المباراة أمام ممثل إسرائيل.. ووصف الرئيس الإيراني ما قام به اللاعب بالعمل البطولي، لأنه جاء احتجاجا على أعمال القتل والاغتيال التي يرتكبها الكيان الصهيوني بغض النظر عن ميدالية ذهبية سيسجلها تاريخ البلاد بكل فخر واعتزاز..وبطبيعة الحال لم تفوت إسرائيل الفرصة فراحت تتباكى في كل أنحاء العالم بأنها دولة مستضعفة، تعيش وسط جيران متوحشين ويحاربها العرب والمسلمون بلا ذنب، حتى أبناؤها لا يستطيعون ممارسة الرياضة مع هؤلاء الجيران.وقد تقدم مصطفى هاشمي رئيس اللجنة الأوليمبية الإيرانية باقتراح يقضي باعتبار مير إسماعيلي فائزا بميدالية ذهبية أولمبية ومنحه المكافأة المقررة لذلك وتبلغ قيمتها 115 ألف دولار.ولكن الإسرائيلي ايهود فاكس واصل مسيرته ولعب امام الجزائري عمار مريجة ليفوز الجزائري، ولكن ردود أفعال إعلامية كبيرة حدثت وشجبت مشاركة لاعب جزائري في نزال مع لاعب إسرائيلي واعتبرته نوع من التطبيع. صحفي طرد من عمله بسبب وصفه لمدرب فرنسي باليهودي الأمر لم يقتصر على الرياضيين ومسؤوليهم فقط، بل وصل إلى الحقل الإعلامي، فكان أحدهم ضحية انفعاله وتحمسه الشديد.الصحفي هذا الذي ابتعد عن الكتابة الصحفية من يومها، وصف في أحد مقالاته قبل عامين احد المدربين الفرنسيين الذين كان يزاول نشاطاته بالجزائر بأنه يهودي.وأشار إلى ان الكثير من الرياضيين الجزائريين الذين يقيمون بفرنسا او لعبوا هناك يعلمون بأنه كان في نادي سانت اتيان وهو يهودي، يمقت كل ما له علاقة بالدين الإسلامي.هذا المدرب الذي أضحى مبجلا، معززا ومكرما، دفع بالصحفي الذي تعامل مع الموضوع بنوع من السخرية الى الهاوية، حيث أبعده عن المهنة التي يعشقها وزاولها مذ 8 سنوات أو ازيد. ما حدث هو أن رئيس فريق هذا النادي اتصل بمسؤولي المؤسسة الإعلامية الممثلة في صحيفة رياضية، فما كان من الصحيفة إلا أن عاقبته بفصله عن العمل، بعد ان رفض تقديم الاعتذار لما حصل. شخصيات تتحدث ماجر: "مستعد للمشاركة في مباريات سلمية في غزة والعراق" قال رابح ماجر انه متضامن مع كل إنسان تنهب منه حقوقه وعلى وجه الخصوص ما تعانيه شعوب فلسطين والعراق وافغانستان. ويتمنى ماجر المشاركة في دورات كروية أو مباريات احتفالية في هذه الدول يشارك فها نجوم الكرة العالمية ويعتقد أن مثل هذه المبادرات ستساهم في اعانة الشعوب المظلومة ومعانتها اليومية لبعض الوقت وهذ اقل شيء يمكن أن نقدمه كرياضيين. روراوة: "حزين لما يحدث في البلاد الاسلامية" ومن جهته، عضو المكتب التنفيذي في الكاف محمد روراوة وكغيره من الجزائريين متضامن ومتعاطف مع أبناء العراق وفلسطين وقطاع غزة على وجه الخصوص "مثل كل الجزائريين، تؤرقني معاناة الشعبين في فلسطين والعراق، لأنهم محرومون من ممارسة حياتهم اليومية وخاصة ممارستهم الدينية على غرار المولد النبوي الشريف، ونبقى دائما نستنكر الظلم والحرمان اللذان تعاني منهما الشعوب المسلمة". لحلو: "دعواتي اليومية لفلسطين والعراق" أبدى رئيس نصر حسين داي مراد لحلو تعاطفا كبيرا مع معاناة الشعوب العربية التي تعيش في ويلات الحرب والظلم في فلسطين وعلى وجه الخصوص في قطاع غزة وفي العراق. وعن كيفية التضامن مع الشعبين العراقي والفلسطيني، قال لحلو "ليس لدي إلا الدعاء لهم بأن تتحسن أوضاعهم ويتحررون من الاستعمار الذي يعيشونه". نجوم عالمية أظهرت ولاءها لسياسات معينة .. مارادونا تحدى أمريكا وأغضب إسرائيل إن كان الكثير من النجوم العالميين يرفضون البوح بميولاتهم السياسية، خوفا من تدني شعبيتهم أو تعرضهم لمضايقات الجماهير الرياضية، فإن النجم مارادونا خرج عن القاعدة وضرب عرض الحائط تعاليق الجماهير سواء في بلده أو خارجها. فمارادونا تحدى أمريكا بميولاته الشيوعيين وعلى رأسهم كاسترو وشافيز، وأغضب إسرائيل لما طلب ملاقاة نجاد.