قد يكون الإنذار الذي تلقاه اللاعب المصري محمد أبو تريكة في أكرا (غانا) عندما قام بعرض شعار مؤيد لغزة في احتفاله بالهدف الثاني الذي سجله في مرمى السودان، أشرف إنذار يناله أي لاعب فوق ميادين الكرة وربما أنبل فعل يمارس من قبل رياضي يدرك مدى مساهمة الرياضة في التقارب بين الشعوب والتعريف بالقضايا الحساسة· وأبو تريكة اللاعب المهذب والمتزن لم يفعل أكثرمما أملته عليه روحه القومية لأن الفرصة كانت مواتية أمامه للقيام بما لم يتمكن السياسيون العرب من القيام به في مجلس الأمن أو غيره من المنابر و كانت صرخته مدوية لأن رسالته وصلت طالما أن لقطته غطت على ذلك اليوم في دورة أكرا ووصلت إلى أبعد نقطة في المعمورة ومن هنا أقول هل هناك أذكى من هذا الفعل وأصدق من ذلك الشعار الإنساني الذي لن يتجرأ على رفعه سوى من تألمت أحاسيسه وجوارحه· ويكفي أبو تريكة فخرا أنه قام بأنبل خرق في لعبة كرة القدم عندما أكد بأن الرياضة سياسة قبل أن تكون ممارسة ولو لم تكن سياسة لما عزفت الأناشيد ورفعت الرايات عند كل مباراة ولما قامت بشأنها الحروب، ثم إن أبو تريكة لم يقم بشغب أو غش أو تحايل بل أنه سعى لتحريك حركة تضامنية مع شعب أعزل يواجه الموت المبرمج وحبذا لو أن الكاف تفهمت مغزى اللقطة عوض أن تردع صاحبها وعليها أن تدرك أن الإنذار الذي تلقاه أبو تريكة من قبلها قد تحول إلى وسام شرف له ولزملائه في المنتخب المصري ولكل لاعبي العرب وكل شباب الوطن العربي الذين بإمكانهم أن يفعلوها مثلما فعلها أبو تريكة لتكون حربا للشرف على الصمت والتخاذل والتواطؤ·