استنجدت وزارة التربية الوطنية، بنقابات التربية المستقلة لإيجاد “مخارج نجدة”، بغية إنقاذ الفصل الدراسي الثالث، خوفا من استمرار مقاطعة التلاميذ للدراسة بعد انقضاء عطلة الربيع، بعدما فضلوا “الشارع” على الالتحاق بأقسامهم لدعم الحراك الشعبي، خاصة في وقت تم تسجيل مقاطعة واسعة لاختبارات الفصل الثاني “المتأخرة” من قبل المتمدرسين عبر 7 ولايات، والتي من المفروض استدراكها خلال الأسبوع الأول من عطلة الربيع. ونظرا لتصاعد الحراك الشعبي بعد دخوله شهره الأول، الذي يحمل مطالب يتقاسمها جميع الجزائريين بمختلف أطيافهم، وخوفا من استمرار مقاطعة التلاميذ للدراسة وهجرانهم لمقاعد الدراسة للمشاركة في المسيرات السلمية التي أصبحت تنظم بشكل يومي ولم تعد مرتبطة فقط بيوم العطلة وهو الجمعة، أقدمت الوزارة الوصية من خلال مصالحها المختصة على الاستنجاد بنقابات “الموالاة” والتي وجهت لها استدعاءات لعقد لقاءات ماراطونية معها، بالتنسيق مع مديري التربية للولايات، بغية إيجاد “مخارج نجدة” للقضية في أقرب الآجال، لإنقاذ الفصل الدراسي الثالث خاصة بالنسبة للتلاميذ المقبلين على اجتياز الامتحانات المدرسية الرسمية لا سيما امتحان شهادة البكالوريا. وأكدت مصادر مطلعة ل”الشروق” أن تخوفات الوزارة من استمرار توقف التلاميذ عن الدراسة بعد انقضاء عطلة الربيع، قد زادت وتضاعفت، بسبب التقارير المرفوعة إليها والتي بينت أن 7 مديريات للتربية من أصل 15 مديرية تربية تأخرت بها اختبارات الفصل الدراسي الثاني على المستوى الوطني، جراء الحراك الشعبي، قد “تعثر” استدراكها خلال الأسبوع الأول من عطلة الربيع، أين وجد الأساتذة ومديرو المؤسسات التربوية أنفسهم أمام قاعات فارغة وخاوية على عروشها، الأمر الذي أوقعهم في مأزق يصعب الخروج منه، بسبب مقاطعة تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي ورفضهم الالتحاق بأقسامهم التربوية، ما سيؤدي حتما إلى تعفن وتأزم الأوضاع. باستثناء المدارس الابتدائية التي استدركت اختبارات الفصل الثاني المتأخرة، في حين أقدمت بعض المدارس على برمجتها خلال يومين أي الأحد والاثنين الماضيين. وبخصوص دروس الدعم التي تقدمها المؤسسات التربوية للتلاميذ ومجانا خلال الأسبوع الأول من عطلة الربيع، لتحسين مستوى التلاميذ والرفع من معدلاتهم، أسرت مصادرنا أنه تم تسجيل “صفر” حضور للتلاميذ المعنيين في اليوم الثالث من العملية وعلى المستوى الوطني، أين اتفق التلاميذ على المقاطعة لدعم استمرار الحراك. وفي نفس السياق انتقد أولياء التلاميذ النتائج التي تحصل عليها أبناؤهم خلال اختبارات الفصل الثاني، والتي جاءت كارثية جراء العلامات الضعيفة التي تحصلوا عليها في جل المواد، خاصة في الطور الثانوي، أين طالبوا المؤسسات التربوية بضرورة إعادة تقييم النتائج.